رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ثورة بيبو".. كيف يُصلح "الخطيب" حال الأهلي بعد السقوط فى رادس؟

جريدة الدستور

تعهد محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، بإجراء مجموعة من الإصلاحات تُعيد فريق الكرة الأول إلى حاله الطبيعى، وتجعله يتسيد القارة السمراء مجددًا، من بينها إتمام صفقات قوية فى يناير المقبل. كيف يعالج الخطيب أزمات الأهلى؟، وهل الأمر يتعلق بالصفقات فحسب؟، وما الذى ينتظره من تحديات على طريق الإصلاح خلال الفترة المقبلة؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى السطور التالية.

إقصاء ثلاثى التعاقدات.. تفعيل لجنة ميهوب.. والتخلى عن «وكيل الفشل»
فى عهد مجلس محمود طاهر عانى الأهلى كثيرًا فى الانطلاقة السيئة والتى لا ينساها جمهور الأحمر عندما خسر الدورى فى ٢٠١٥ لصالح الزمالك بعد ١٠ سنوات غاب فيها الأبيض، واستمر التراجع حينها إفريقيًا بتوديع دورى الأبطال بدور المجموعات مرتين متتاليتين.
لم يتمكن طاهر من النجاة وتصحيح المسار سوى بقرارات ثورية بدأت بإقصاء عبدالعزيز عبدالشافى «زيزو» وعلاء عبدالصادق، بعدما ثبت فشلهما فى إدارة ملف الكرة وعقدهما صفقات «مضروبة» لم تفد الفريق مثل أكرم توفيق وصلاح الدين سعيدو وبيتر إيمبيوبوى، وغيرهم من الأسماء التى مرت مرور الكرام وتسببت فى خسائر فادحة. ولما استعان طاهر بأهل الكفاءة عرف كيف يلتقط الجوهرة إيفونا والرائعين على معلول وأجاى من الصفاقسى التونسى، واختتمها بوليد أزارو، فعاد الأهلى قويًا شرسًا يهابه الجميع فى الداخل والخارج.
فى درس طاهر وما واجهه عبرة ينبغى على محمود الخطيب النظر إليها وهو يتجه إلى الإصلاح، خاصة أنه اعترف برصد كثير من الأخطاء رفض التدخل فيها حتى لا تتأثر النتائج ببطولة إفريقيا، لكن الآن حان وقت مساءلة المقصرين وإقصاء المتسببين فى إدارة ملف التعاقدات بهذه الصورة السلبية التى أدت بالفريق للظهور الباهت فى نهائى إفريقيا معتمدًا على أنصاف لاعبين فى أكثر من مركز.

منذ شهور يصرخ علاء ميهوب، رئيس اللجنة الفنية بالنادى، وانفجر قبل أسابيع بفضح أصحاب المصالح والمتورطين فى إبرام الصفقات المشبوهة، فجاء رد فعل «بيبو» سلبيًا للغاية، إذ اكتفى بإحضار ميهوب إلى مكتبه ومطالبته بالعدول عن الاستقالة دون التطرق لصلب الموضوع وحقيقة العشوائية والمصالح التى يُدار بها أهم الملفات داخل النادى، وكأن الأزمة هى إرضاء ميهوب وإسكاته فقط.

عالج «بيبو» أزمته بسلبية مثلما وقف صامتًا أمام إتمام ١٠ صفقات غير مفهومة فى عامه الأول داخل القلعة الحمراء، ولم يسأل نفسه مرة واحدة: لماذا كل هذه الصفقات يظهر فيها وكيل اللاعبين تامر النحاس عاملا مشتركا ورئيسيا؟.
نعم تعاقد مجلس الخطيب خلال عامه الأول مع ١٠ لاعبين هم: محمد شريف، أحمد علاء، محمود الجزار، مصطفى البدرى، عمار حمدى، خالد كارلوس، محمد فخرى، صلاح محسن، يوسف الجبالى، ساليف كوليبالى. وجميعهم باستثناء كوليبالى وكيلهم تامر النحاس.
هل يعرف «بيبو» مَن داخل الأهلى يعمل مع هذا الوكيل وكيف يتربح من ورائه؟، هل يعرف أن النحاس أجرى اتصالًا بمحمد حسن لاعب الزمالك ودجلة السابق الذى كان قريبًا للأهلى قبل أن تتبدل وجهته وقال له نصًا: «لو موقعتش معايا مش هتلعب فى الأهلى»، فرد عليه اللاعب بأنه لن يتخلى عن محمد رزق وكيله القديم حتى لو لم يعد للأهلى بيته القديم؟.
أعرف أن علاء ميهوب نقل هذه المعلومات إلى رئيس الأهلى، لكنه فى غرابة شديدة وقف صامتًا. إذا أراد الخطيب الإصلاح حقًا عليه بتهميش كل من لعب دورًا فى هذه الصفقات، بدءًا من عبدالعزيز عبدالشافى، مرورًا بكل من عدلى القيعى وعلاء عبدالصادق فكما كانوا سببًا فى إفشال مشروع طاهر فى البداية ورطوا «بيبو» وجعلوا تاريخه عرضة للتشويه، كما أنه مطالب أيضًا بتفعيل أدوار اللجنة الفنية التى كان لها الأثر الأهم والأبرز فى إتمام الصفقات القوية مثل أزارو ومعلول وأجاى وغيرهم.

حل أزمة مؤمن.. إلغاء تجميد ناصر والشيخ.. والمحمدى «صفقة القرن»

بعد الإصلاح الإدارى المحتمل، والإطاحة بالعناصر التى تسببت فى المأزق، يبدو الحديث عن إتمام صفقات نارية بهذه الطريقة المبنية على عاطفة والناتجة عن حالة الضغوط الجماهيرية، فى غير الصالح العام للأهلى وبعيدًا عن المنطق، لماذا؟..
يعرف مجلس إدارة الأهلى أكثر منى ومن الجميع أن مجالس إدارة الأندية التى يفاوضها لضم بعض العناصر تغالى بشكل كبير، وتتحدث عن أرقام فلكية، وهذا حدث على مدى الأشهر والأسابيع الماضية، فما بالكم بعد الهزيمة الكارثية، وبعد الضغوط الجماهيرية.
علمت من عدة مصادر داخل دجلة والمقاولون وإنبى، أن مجالس الإدارات تتمسك بلاعبيها، وستضاعف الأرقام المطلوبة، لأنها تعرف أن الأهلى مضطر لجلب عناصر، وزاد الأمر تعقيدًا وصعوبة على «الأحمر» وعود «بيبو» الاندفاعية وغير المدروسة، التى ورطه فيها أشخاص كانوا ولا يزالون حتى الآن صناع الأزمات.
بالنظر إلى قائمة الأهلى بعد عودة أزارو وفتحى وأجاى ومعلول ورامى ربيعة، نجد أن الفريق سيكون قادرًا على المنافسة على بطولة الدورى العام. وبعودة حمودى ومحارب ومروان وصلاح محسن لدكة البدلاء ستكون الأمور منطقية، لأن هؤلاء يعدون بدلاء جيدين، خاصة محارب وصلاح، اللذين لعبا أدوارًا رائعة حينما كان هناك من يتحمل المسئولية من بداية المباراة ويشاركان هما فى أوقات صغيرة.
كما أن عودة مؤمن زكريا تمثل إضافة كبيرة إذا أفلح الأهلى فى إنهاء أزمة تجديد تعاقده، عوضًا عن إنهاء حالة التجميد التى عاشها ناصر ماهر. حينها ستعود القائمة قوية للغاية.
إذن.. الأهلى كى ينافس على بطولة الدورى هذا الموسم ليس فى حاجة لعدد كبير من الصفقات، فقط مركزين، فضم عنصرين جديدين كاف، تجنبًا لانتهازية الخصوم واستغلالهم للمواقف، على أن يشهد الصيف المقبل ٣ صفقات أخرى يختارها بأريحية وبمنأى عن الضغوط.
إذا تحدثنا عن أكثر المراكز التى يستوجب دعمها بشكل عاجل فهى الجناح الأيسر للفريق والذى لا يلعب فيه سوى أجاى، بينما فى الجهة المقابلة تجدها مكتظة بمحارب وحمودى وميدو جابر ووليد سليمان وأحمد الشيخ الذى يحتاج للظهور أيضًا، وسيكون صفقة قوية إذا تم إشراكه، ورغم ذلك لم نجد فى خيارات «الأحمر» أى بديل لحل هذه الأزمة سوى رمضان صبحى الذى ستكون عودته صعبة للغاية لارتفاع سعره.
تغليب المنطقية والبحث عن المستقبل يجعل الأهلى مطالبًا بالابتعاد عن أنصاف الحلول، فلا داعٍ لجلب لاعبين نجاحهم غير مضمون مثلما الأمر مع حمودى وجابر والشيخ ومحارب وناصر ماهر، فهل يفرق محمد محمود وادى دجلة كثيرًا عما قدمه ناصر ماهر فى الموسم الماضى مع سموحة؟، هل يمتلك حمدى فتحى إنبى ومحمود حمادة الإنتاج الحربى أكثر مما أظهره هشام محمد فى المقاصة؟. وعلى الأهلى النظر إلى صفقات العمر المضمون نجاحها، مثل باهر المحمدى اللاعب الدولى المتألق مع المنتخب وفريقه الإسماعيلى، فهو الورقة التكتيكية الأبرز بالدورى المصرى والخليفة الشرعى لأحمد فتحى، يلعب يمينًا وفى الارتكاز، وبقلب الدفاع، يحارب بقتالية، ويغلق المساحات بشكل مرعب، وينفذ أفضل من الجميع، ومثل أولئك هم من يستحقون التضحية إذا بحث الأهلى عن بناء جيل جديد يكرر المعجزات.