رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسمين فؤاد: إفريقيا غنية بالتنوع البيولوجى وسنعمل لحماية البيئة

ياسمين فؤاد
ياسمين فؤاد

افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اليوم الثلاثاء، اجتماعات الشق الإفريقي على هامش الإعداد لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي للأمم المتحدة cop14 بمدينة شرم الشيخ، بقاعة المؤتمرات الدولية، بحضور طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، وهارسن نيامبي رئيس شعبة البيئة وتغير المناخ والمياه وإدارة الأراضي في الاتحاد الإفريقي.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، في كلمتها خلال الافتتاح، أن مصر بدأت الاستعداد لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي لاستضافته بمدينة شرم الشيخ منذ عامين، لافتة إلى أن أولوية الاجتماع هي القضايا والمشاكل الإفريقية، لذا فقد تم عقد مجموعة من الاجتماعات والمناقشات؛ لتوضيح الاحتياجات والأولويات التي لا بد أن تعمل عليها الدول في القارة الإفريقية، لطرحها في مؤتمر الأطراف.

وأضافت أن مصر ستقوم بكل المجهودات لوضع القضايا الإفريقية ضمن أولويات مؤتمر الأطراف، خلال فترة رئاستها التي تستمر لمدة عامين، كما سيتم العمل معًا كأخوة، من أجل رفاهية وحماية البيئة في إفريقيا والعالم، وتعمل مصر على توحيد وتبني كل المقاربات الإفريقية حول تدهور الأراضي وتغير المناخ، من أجل حماية التنوع البيولوجي في القارة.

وأشارت "فؤاد" إلى أن إفريقيا غنية بالتنوع البيولوجي، لكنها لديها العديد من المخاطر التي تهدد ذلك التنوع، لذا فهناك أولوية إفريقية بحماية التنوع البيولوجي من أجل حماية الشعوب والوصول إلى التنمية، والتطور الصناعي، والخدمات والغذاء والأمن الغذائي، معربة عن أملها في توحيد 3 مسارات هامة خلال المؤتمر (مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي والتصحر)، مضيفة: "لم ننجح في الوصول لها منذ عام 1992 ولتحقيق أهداف التنوع البيولوجي من أجل الشعوب والأجيال القادمة، لذا لا بد أن نوحد كل تلك الجهود للوصول إلى الاستغلال الرشيد للموارد، بالإضافة إلى ترجمة كل تلك الخطط إلى أعمال حقيقية لحماية كوكب الأرض من الأنشطة الإنسانية".

وأوضحت فؤاد: "أنه منذ 1992 مع بداية الاتفاقية كانت تركز كل الخطط على حل مشكلات تغير المناخ وتدهور الأراضي"، لافتة إلى أن عدم القدرة على محاربة زيادة الانبعاثات بشكل مباشر تأتي بسبب عدم توحيد المسارات، الأمر الذي تم الانتباه إليه الآن وسيتم أخذ خطوات فاعلة بشأنه، حتى لا تتفاقم السلبيات وتشكل خسارة لنا ولأولادنا.

كما أشارت إلى أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرًا للعمليات والقرارات واتخاذ الآليات اللازمة، خاصة أن إفريقيا يجب أن تتولى الريادة على مستوى العالم، ونتائج المؤتمر ستتم ترجمتها على كافة الأصعدة لإنهاء عمليات تدمير موارد الأرض.

ووعدت بضمان تلبية كافة احتياجات الأخوة الأفارقة ليس فقط خلال فترة انعقاد المؤتمر، وإنما على مدار العامين التي ستترأس خلالهما مصر مؤتمر الأطراف.

من جانبه، قال هارسين نيامب، ممثل لجنة الاتحاد الإفريقي، إن التنوع البيولوجي في قارة إفريقيا أمر في منتهى الأهمية، حيث يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن الغذائي، ويعزز من الاقتصاد، مشيرا إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه القارة، أدت إلى تدهور التنوع البيولوجي، أبرزها: الفساد والطمع، والتوسع الحضري، مشيرا إلى أن رؤساء الدول قد أعلنوا أن عام 2020 هو عام كسب الحرب ضد الفساد على مستوى القارة، خاصة أننا سمحنا للقوات الخارجية بالتخطيط للاستفادة من مواردنا كقارة إفريقية، دون استفادة شعوبنا منها.

وأضاف، خلال كلمته بفعاليات مؤتمر التنوع البيولوجي: "لكي نتمكن من إحراز التقدم نحتاج للتأكيد على إدراج التنوع البيولوجي ضمن خططنا، فنحن كقارة نصل لأفضل التشريعات، لكن التنفيذ هو ما ينقصنا، خاصة أن تلك السياسات غالبا ما ينتهى أمرها بوضعها في الأدراج، ونحتاج كقارة أيضا إلى العمل على وضع حد لتحول الغابات إلى صحراء نتيجة لسوء الاستخدام، وإلا فسنواجه مزيدا من معدلات الفقر، وهجرة شعوبنا إلى مناطق أخرى".

وأشار نيامب إلى العمل على عدد من المبادرات للتخلص من استخدام البلاستيك نظرا لأثره السلبي على التنوع البيولوجي، والحفاظ على العالم البري، ومكافحة الاتجار غير الشرعي في الحياة النباتية، معربًا عن أمله في الانتهاء من المبادرات في أقرب وقت ممكن.

وأضاف قائلًا: "نحتاج إلى تعزيز جهودنا في ذلك المجال، والتوصل إلى استراتيجية تسمح للقارة في توحيد الأداء في التحضير لمؤتمر الأطراف المقبل، في كافة المجالات المرتبطة والمتصلة بالتنمية".

وأكدت كريستيان بالمر، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، أن مصر لم تكن رائدة في عالم الحضارة فقط، بل برهنت أن التنمية المستدامة والاعتناء بالطبيعة أمران متصلان ببعضهما، ويعتمدان على بعضهما، مضيفة: ونحن في مؤتمر الأطراف الرابع عشر لدينا عمل هام نتطلع على عمله خلال الأسبوعين المقبلين، لعقد مجموعة من الاجتماعات، حيث يوافق العام الحالي مرور 25 عامًا على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، والتي تهدف لتأمين مستقبل البشرية والأنواع الأخرى، حيث تمخضت تلك الاتفاقية عن مؤتمر قمة الأرض وعدة اتفاقيات كتغير المناخ، ومكافحة التصحر.

وأضافت بالمر، خلال كلمتها، أن: "هناك مجموعة من التحديات الصعبة التي تواجه الاتفاقية، فإننا كما نرى أن البشرية تدمر البنية التحتية والموارد الطبيعية بشكل سريع، أكثر من 77% من الأراضي على الكوكب، تم تغييرها من قبل البشرية، ونستثنى منها القطب الشمالي، هذا بجانب أنواع تختفى بنسب مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور مجالات البنية التحتية، وتدهور المحيطات، والتغيرات المناخية، وقريبا قد نرى أن الأرض تتغير من مستودع للكربون إلى باعث للكربون، وكلفة هذا التدهور تكلفنا 10% من الإنتاج العالمي ما يؤثر على الصحة العامة على مستوى العالم".

وأشارت بالمر، إلى أن ممارسات الزراعة المستدامة تقدم الغذاء وسبل العيش، وبالتالي لا بد من إيجاد نظم عالمية للحفاظ على النظم الإيكولوجية العالمية، وإفريقيا أكدت أنها يمكن أن تتمتع بريادة تلك الحركة العالمية للاستعادة، حيث تقدمت 27 دولة إفريقية بمبادرة لاستعادة الغابات الإفريقية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة بما في ذلك الاتفاقيات السبع المتعلقة بالنظم الإيكولوجية، وفي جمعيتها الأخيرة هناك اعتماد قرار أن يصبح عام 2020، عامًا لاستعادة النظم الإيكولوجية، والتي تحتاج إلى المزيد من الجهود.

كما لفتت إلى أن الأمم المتحدة عازمة على التعاون مع الدول الإفريقية والعالم كله، قائلة: خاصة أننا شعرنا بالآثار السلبية للتغيرات المناخية، ولا يجب أن نقوم بتقديم التضحيات لهذه المسارات، ولا بد من الالتزام لوضع إطار عالمي للعمل والانخراط عبر القطاعات المختلفة، وخلق فرص جديدة لتقديم توازن لحماية الحياة على الأرض، وسنعمل سويا حتى يشعر المواطنون الأفارقة بتلك الجهود على أرض الواقع.

وتابعت قائلة: "خلال العامين القادمين سيتم اتخاذ قرارات تؤثر على الألفية كاملة"، مشيرة إلى أن إفريقيا تحمل على أكتافها ذلك الدور الهام، على المستوى الأخلاقي والبيئي والاقتصادي، حيث بدأت البشرية منذ البداية في إفريقيا ثم سافروا إلى المناطق النائية على الأطراف.

كما أعربت باتريسيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، عن سعادتها لحضورها إلى شرم الشيخ في إطار استضافة مصر مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي، مرحبة بالأفارقة والمشاركين في مؤتمر وزارة البيئة الأفارقة على هامش المؤتمر.

وقالت باتريسيا: "نأتي إلى المنصة بمنظور مشترك هو العمل لتحسين جودة الهواء وصون الأرض التي نعيش عليها وحماية المياه التي تغذينا، هناك أماكن في الأرض تعاني من تغير المناخ وتغير التنوع البيولوجي مثل إفريقيا، وهناك اعترافات دولية بذلك، ويجب العمل بأقصى سرعة لحل تلك المشكلة".

وأضافت: "لم نكن في حاجة إلى هذا العمل أكثر من اليوم، ولدينا فرصة بسيطة للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية بدرجة ونصف، وإفريقيا تستجيب من خلال مبادرة الغابات ومبادرة استعادة المناطق الطبيعية، وفوائد تلك المبادرات خفض درجة الحرارة ومحاربة فقد الأراضي، وفي اتفاق باريس لدينا 45 دولة إفريقية حددت مسائل التنوع البيولوجي كخطة أساسية للعمل عليها".

كما أقرت باتريسيا بالدور الرئيسي والحساس الذي لعبته إفريقيا لتحقيق أهداف ناجحة للمحافظة على التنوع البيولوجي، والإقرار بدور مصر رئيسة مجموعة الـ77 ومجموعة الاتحاد الإفريقي للقضاء على تغير المناخ.

وتابعت كلمتها قائلة إن: "الدول تعكف على محاربة القضاء على تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ونحن في حاجة للتقدم وأن تحقق الدول نجاحًا بالنسبة لتعهداتها للقضاء على تغير المناخ، نحتاج لمزيد من الأموال وتلك إشارة يجب تطبيقها على أرض الواقع، وهناك دول كثيرة تعول على التمويل مثل الدول الإفريقية، وإذا كان الوقت يداهمنا لكنه لم ينته للقضاء على تغير المناخ، خارطة الطريق واضحة ولن نصل إلى أهدافنا إلا إذا وضعنا أيدينا في أيدي بعضنا، علينا أن نعمل لنا ولأطفالنا وأحفادنا".

وأضافت ممثلة الأمم المتحدة أن أكثر من مليار شخص هم سجناء أرض زراعية تدهورت بسبب شح المياه الذي سيستمر في التوغل، و65% من الأراضي الزراعية في إفريقيا تدهورت، كما أن 50% من مربي الماشية قد تأثروا بهذا الأمر.

وأكدت أن تدهور الأراضي يعرض 11 مليونًا من شباب إفريقيا العاملين للخطر بشكل غير مباشر، والذين بدورهم يجب أن يكافحوا من أجل الموارد الطبيعية المتبقية أو الاستسلام والهجرة، لافتة إلى أهمية وضع حد لفقدان الأراضي الزراعية وإرجاع الأنظمة الحيوية، معبرة عن ذلك قائلة: "حتى إن وصل الأمر إلى أن نجازف بأنفسنا".

وأوضحت أن الدول الإفريقية تتجه خلال الفترة الراهنة إلى المشاركة في برامج ذات أهداف حيادية لحل أزمة تدهور الأراضي، مشيرة إلى أنه يجب الحرص على أن يكون الاسترجاع عملًا يوميًا، والتركيز على المناطق الشاسعة والغنية بالتنوع البيولوجي، خاصة أنه من 12 لـ40% من الأراضي المتدهورة في إفريقيا يمكن إرجاعها للحياة، مؤكدة أنه عند استرجاع الأراضي التي تدهورت ستتم مراعاة المساواة والتركيز على المرأة والشباب الذين يجب أن تكون لهم حصة منها، الأمر الذي ينجم عنه استرجاع 12 بلدًا في إفريقيا للأراضي، وتوفير 2 مليون فرصة عمل للمستضعفين، قائلة إن حجم الأحلام يجب أن يتجاوز قدراتنا وإذا لم تكن تخيفنا فهي أحلام ليست كبيرة لذا يجب أن نتحلى بالجرأة وعدم الاستسلام.
 
وأكدت ممثلة الأمم المتحدة، أن صندوق إعادة تأهيل الأراضي يعطي حافزًا بـ300 مليون دولار، كما سيتم وضع شروط أكثر عدلا للاستفادة، لافتة إلى أن أفريقيا في أمس الحاجة لمشاريع ضخمة للتنوع البيولوجي.

يذكر أن اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة تأتي للتنسيق والتشاور حول استراتيجيتهم للحفاظ على التنوع البيولوجي خلال العشر سنوات المقبلة، وذلك لاتخاذ موقف موحد خلال مناقشة الأمر مع أطراف الاتفاقية.