رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صابر الرباعى: رفضت غناء «آه لو لعبت يا زهر» فى مهرجان الموسيقى العربية

جريدة الدستور

- النجم التونسى يطرح ألبومه الجديد بـ10 أغنيات و3 لهجات.. ويصدر كليب «الباب مفتوح» قريبًا
قال المطرب التونسى صابر الرباعى إنه انتهى من تحضيرات ألبومه الجديد، الذى يضم ١٠ أغنيات باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية، استعدادًا لطرحه خلال الفترة القليلة المقبلة، مع تصوير ٣ من أغنياته بطريقة «الفيديو كليب».
وكشف «أمير الطرب العربى»، فى حواره مع «الدستور»، عن رفضه غناء «آه لو لعبت يا زهر» على مسرح الأوبرا خلال مشاركته فى فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الـ٢٧ مؤخرًا، رغم طلب الجمهور لها، بسبب قيمة وثقل الأوبرا المصرية. وتوقع أن تختفى ظاهرة أغانى «المهرجانات» قريبًا، مطالبًا جميع الجهات المعنية برفض الانسياق وراء حالة التدنى التى تعيشها الساحة الفنية مؤخرًا.

■ بداية.. لماذا حرصت على المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟
- مشاركتى هى الثانية على التوالى، ويمكن القول إننى معتاد على الحضور منذ شاركت فيه أثناء تولى الدكتورة رتيبة الحفنى، رحمة الله عليها، رئاسته، وكنت سعيدًا جدًا وقتها نظرًا لدعمها لى فى بداية مشوارى الفنى. وهذا المهرجان يحقق للمطرب التواصل مع الجمهور فى دار الأوبرا المصرية أعلى المنصات الثقافية والفنية بالعالم العربى.
وسبق أن وعدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية وجمهورى، فى العام الماضى، بالحرص على المشاركة فى كل الدورات، وهأنذا أجدد عهدى، لأنى أعتبر المشاركة شرفًا كبيرًا لأى فنان يريد أن يحافظ على هويته الغنائية.
■ فى رأيك.. ما الذى يميز هذا المهرجان عن غيره؟
- مهرجان الموسيقى العربية يختلف تمامًا عن كل المهرجانات الأخرى التى تقام فى الوطن العربى كمًا وكيفًا وتنظيمًا، أما أبرز ما يميزه هو أنه مهرجان يقام فى مصر الوطن الذى نبعت منه الموسيقى العربية فى الأساس، وخرج منه عمالقة الطرب وصُنّاع الأغنية.
كما أن هذا المهرجان يلم شمل العرب فيما يقرب من ٥٠ حفلًا على مدار ١٢ يومًا فقط، لذا فمشاركتى ووقوفى على مسرح الأوبرا تعنى الكثير، وهو ما أفخر به خاصة أن المهرجان يسلط الضوء على التراث الموسيقى العربى بشكل خاص، وهو ما نحتاج إليه كثيرًا فى الفترة الحالية.
وينبغى على جميع الفضائيات والإذاعات فى جميع البلدان العربية لا الأوبرا المصرية فقط أن تحافظ على الفن الأصيل وألا تنساق وراء انتشار الفن الهابط، وألا تترك المجال كله لأصحاب المال وتحكم المادة. وأعتقد أن علينا جميعًا الارتقاء بأنفسنا، فحال الأغنية مرتبك ويماثل الأحوال الاقتصادية والسياسية التى تعيشها الأمة العربية، ما يتطلب منا الوقوف والترابط وتقديم المزيد.
■ اعتذرت مؤخرًا لجمهورك عن تأخرك فى طرح الألبوم الجديد.. فما السر وراء تأخيره؟
- العمل على ألبوم كامل وإنتاج «C.D» له لم يعد أمرًا سهلًا فى هذه الأيام، كما أننى عندما أقرر طرح ألبوم، يجب أن أكون متأكدًا أنه سيخرج فى شكل أفضل مما سبق لى تقديمه. وعلى الجميع أن يعى أنه ليس من السهل الحفاظ على نفس المستوى من الأغانى، فى ظل ما نلاحظه حاليًا من تدنٍ، لكنى أعمل بشكل متواصل وأبحث عن الأفضل بشكل مستمر.
■ لماذا لم تلجأ لتقديم الأغنيات المنفردة بدلًا من عناء تقديم ألبوم كامل؟
- الأغنية المنفردة أصبحت مهمة جدًا فى الآونة الأخيرة، وربما تخطّت الألبوم فى أهميتها، خاصة لأن تكلفتها أقل وكذلك المجهود المبذول فيها، ما يسمح للمطرب بضمان التواجد المستمر على الساحة من خلال طرح أغنية جديدة كل فترة، لكنى وبسبب غيابى لمدة طويلة، كنت بحاجة إلى العودة بألبوم غنائى كامل من أجل تأكيد الحضور والنجاح والحفاظ على مكانتى بين جمهورى والتواصل معه بشكل أكبر.
■ إلى أى مدى وصلت مرحلة التحضيرات لهذا الألبوم؟
- الحمد لله.. أضع حاليًا اللمسات النهائية للألبوم، من أجل طرحه فى الفترة المقبلة، وهو يضم ١٠ أغنيات متعددة الألوان ويجمع بين الشرقى والكلاسيكى، كما أنها متنوعة اللهجات، فمنها المصرية واللبنانية والخليجية. وهذا التنوع جاء من خلال التعاون مع نخبة كبيرة من الملحنين والموزعين والشعراء مثل: مدين وأحمد عبدالسلام وهشام صادق وكريم عبدالوهاب ومحمد عاطف وغيرهم.
■ ما المعايير التى تستند إليها فى اختيارك لأغنياتك؟
- إحساسى وقناعتى بالكلمة والمعزوفة، هما سر قبولى أو رفضى أى أغنية.
■ ألا تستشير أحدًا فى أغنياتك؟
- فى أحيان كثيرة أحرص على استشارة زوجتى «إخلاص» لكونها تتمتع بحس فنى راقٍ.
■ هل ستطرح بعض أغنيات الألبوم بطريقة «الفيديو كليب»؟
- أفاضل حاليًا بينها لاختيار ٣ أغنيات من أجل تصويرها، واستقررت بالفعل على واحدة منها لها طابع شرقى، تحمل اسم «الباب مفتوح»، وهى من كلمات محمد عاطف وألحان مدين وتوزيع كريم عبدالوهاب، ومن المقرر أن أصورها خلال ١٠ أيام لطرحها قبل الألبوم على سبيل الترويج.
■ هل تخطط لأى نشاط فنى فى الفترة المقبلة بجانب تحضيرات الألبوم؟
- تعاقدت على إحياء مجموعة كبيرة من الحفلات الغنائية فى مختلف البلدان العربية، وأحضر حاليًا لجولة غنائية خاصة باحتفالات رأس السنة الجديدة ٢٠١٩، وستنطلق من أم الأوطان مصر بحفل ضخم أحييه بمشاركة صديقتى الفنانة شيرين عبدالوهاب.
■ هل تنوى تكرار المشاركة فى برامج اكتشاف المواهب بعد ٣ مواسم ناجحة فى «ذا فويس»؟
- لا أنوى تكرار هذه التجربة فى الوقت الحالى، وإن كنت أرى أن برامج اكتشاف المواهب حققت البريق المطلوب منها، ودعمت خريجيها وسمحت بفرصة ذهبية للشباب الطموح. وشخصيًا استمتعت كثيرًا بهذه التجربة الفريدة فى «ذا فويس» مع النجوم كاظم الساهر وعاصى الحلانى وشيرين عبدالوهاب، كما أتمنى التوفيق لصديقى عاصى، خاصة أنه الوحيد الذى جدد تعاقده مع البرنامج بعد نجاحه فى الموسم الماضى.
■ ذكرت فى حديثك فكرة تدنى المستوى الفنى.. فما رأيك فى أغانى المهرجانات؟
- لفتت انتباهى هذه الأيام معركة كبيرة بين أسماء غريبة مثل «حمو بيكا» و«شطة»، وخطر ببالى أنها خدعة أو مزحة، وعجبت كثيرًا عندما علمت أن هناك مشكلة حقيقية، لذا أتمنى من الجمهور أولًا وجميع الجهات المعنية ثانيًا، الحفاظ على خصوصية الموسيقى ورقيها.
ومن جهتى أعتبر هذه الظاهرة تجربة تجارية لكنها ليست أغنيات، وأعتقد أنها ستندثر مع مرور الوقت، ففى السنوات الماضية ظهرت أعمال كثيرة وأسماء كثيرة واندثرت بعد ذلك، وهذا يعود بنا إلى ضرورة عدم الانسياق خلف أهواء شريحة معينة من الجمهور، خاصة أن معايير الحكم على العمل الفنى أصبحت مقلوبة فى الوقت الحالى.
ولو توقفنا عن مقولة «الجمهور حابب ده» سيرتقى الذوق العام، فالمبدع لا بد أن يعبر عما ينبغى أن يكون عليه المجتمع، دون أن يجبره أحد على الانسياق لأهوائه.
■ قدمت من قبل أغنية «آه لو لعبت يا زهر» على طريقتك.. ألا تفكر فى تكرار التجربة؟
- أعشق الفن الشعبى، لأن له أصوله وناسه من أمثال محمد العزبى وأحمد عدوية مع حفظ الألقاب، وعندما قدمت أغنية «آه لو لعبت يا زهر» للمطرب أحمد شيبة على طريقتى، نالت استحسان الجميع، لدرجة أنى فوجئت بالبعض من جمهور الأوبرا يطلب تقديمها خلال حفل الموسيقى العربية، لكنى رفضت احترامًا لثقل وقيمة المسرح الكبير. وعندما طلبوا منى ذلك ضحكت قائلًا: «لا يمكن أن أغنيها فى المكان ده»، لكنى ما زلت أبحث عن أغنية شعبية سأطرحها للجمهور فى أقرب وقت.
■ قدمت الشهر الماضى أغنية «جينا جينا» فى احتفالات أكتوبر.. ما أسباب ذلك؟
- أعتبر نصر أكتوبر هو أقصى نجاح عربى، وتحقق على يد الجيش المصرى، كما يشهد على ذلك جميع دول العالم، لذا لا أتردد لحظة فى الغناء لمصر وجيشها وشعبها العريق. وعندما يعرض أحد علىّ مثل هذه النوعية من الأغانى أوافق على الفور، لأنى أرى أن دور المطرب وصُنّاع الأغنية بوجه عام هو إشعال الروح الحماسية وشد عزيمة الجنود وأفراد الشعب فى وقت الشدة، ومساندتهم وتحفيزهم على مواجهة الصعاب. وعندما قدمت أغنية «جينا جينا» لأول مرة الشهر الماضى أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى شعرت بالفخر.