رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عنوان الرسالة

جريدة الدستور

استيقظت أمى على صرخة منها، فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.
أدركت أننا أمام مأساة أخرى ستعيشها أمى فى الأيام المقبلة، فأمى تؤمن بما يجيئها بالأحلام، وتعتبر أنها رسالات من عالم الغيب لا يجوز تجاهلها.
صرت أمامها خلال ثوانٍ قليلة، ومعى كوب الماء المعتاد لتقديمه لها فى مثل هذه الظروف.. أخذته منى بيد مرتعشة، ورشفت رشفتين فوضعته على الكمودينو المجاور لسريرها، التفتت إلىّ ومدت ذراعيها كى أحضر بينهما.. ففعلتُ، مسحت على رأسى وقبلت يدى.
بقيت فى حضنها لدقائق مطمئنًا رغم القلق، ثم قمت مستأذنًا إياها فى الذهاب إلى سريرى كى أنام، ولأنها تعلم باستعدادى للسفر صباحًا تركتنى أنهض.
اتجهت إلى سريرى دون أن أطلب منها أن تقص علىّ أقصوصة الحلم فلن تفعل.. وكنت قد أيقنت أننى الذى وقع عليه الاختيار لكى يصبح عنوانًا للرسالة الآتية من عالم الغيب.
مكثت فى سريرى محاولًا النوم استعدادًا لسفرتى الأولى للعمل كمدرس فى دولة عربية.. سمعت بكاء أمى ونحيبها.. قمت إليها مسرعًا، وقبل دخولى الغرفة سمعت دعاءها ورجاءها الله ألا تفقدنى كما فقدت أختى الكبرى، والتى رحلت قبل ميلادى فلم التقيها.
تراجعت وتركتها على حالها..
جاءتنى مجففة الدمع فقالت لى «أعرف أنك لم تنم.. لا تسافر»
أخبرتها بما تعرف بأننى قد جهزت نفسى، وصرت مستعدًا للسفر فلا مجال للتراجع.. رجوتها ألا تخاف فكل شىء مقدر.
تركتنى دون رد عائدة إلى حالها الذى تركتها عليه.
فى عصر اليوم التالى، كانت هناك قائمة بأسماء ركاب الطائرة المفقودة يسكنها اسمى.. أتخيل ذلك بعد ارتطام رأسى بشىء، وأثناء دوار أصاب رأسى وجسدى، ومن حولى.. فأنا هنااااك..