رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عُرىّ شهوةٍ

جريدة الدستور

فى كلِّ مرةٍ يفتحُ قميصَها
يجدُ نفسَه عاريا فى جسدِهِ.

الأظافر التى ترعى فى لحمكَ
أقلُ قسوةٍ من خيال ميتٍ.

رقصتْ حتى انفرط
المرأة التى تنزع عنه روحه
لم تعلن بعد عن كامل نهديها.

حين أطلتْ ابتسامةُ نهديها
واهتزَّ القميصُ
شمَّ رائحةَ احتراقِه
رأى الطريقَ
بقايا بهجةٍ وتأوها وأعضاء،
رآه لن يعود.

لها يداه
حمْلُ نهدين ممتلئين
لها شفتاه
شرْبُ كأسٍ كاملةٍ
وصدرُهُ قادرٌ على الصبرِ طويلًا
وتفاصيلُ أخرى لا تنقصُهُ فيها القدرةُ
لكن مصباحَ شهوتِهِ
لا يضىء.

حلمتاها تفتقدان الرحمةَ
تطفوان على وجه الماء
حجرين مسنونين
بانتظار قارب غشيم.

لجسدها هيبة البحر
إذا اهتاج غدر.

.. بُعْدك
يكفى لتطهير الجسد
لكنه
لا يكفى لتحرير الروح.

مرورُها
يحركُ الجوعَ
يهيئُ الوجبةَ لانتظارِ السكاكين.

يقيدُ كلَّ عضوٍ فى مكانِه
يقطعُ تدفقَ الدمِ
ويجلسُ أمامها
ترتجفُ روحُهُ أحيانًا
لكن الجسدَ المقيدَ
لا تهزّه شهقة عضو
يستمرُ جالسًا أمامها
حتى إذا قامَ وخرجَ
أجهزَ عليه الدمُ.

جحيمُ لذتِها
الذى تخطو فيه
مصابيحُ يتكسّرُ زجاجَهَا
تحت قدمى الحلم.

تشدُّنى إلى عرضِ الطريق
يسابقُ بللُها بللى
«الحبُّ يخلقُ المطر»
تقولُ وتصرخُ:
شتاءُ الإسكندريةِ بحرٌ
تعال
البحرُ فراشُ الشهوةِ.