رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباحث توفيق حميد: «داعش» لم ينتهِ ونعيش هدوءًا يسبق العاصفة.. وانتظروا عودة التنظيم خلال عامين

توفيق حميد
توفيق حميد

- قال إن الإرهابيين يجندون الشباب أقل من 20 عامًا عبر خداعهم بـ«الحور العين»
- أتوقع شل حركة العالم بضربات إرهابية تستهدف الإنترنت
«الفكر كفر» أول درس تعلمته فى الجماعة الإسلامية وحولونى من طفل لـ«جهادى» فى 6 شهور
«نتاويه جنب المسجد» وراء تركى الجماعة وغيرت اسمى فى واشنطن خوفًا من انتقامهم
- الإخوان يتسللون مثل الأفاعى والجماعة استطاعت خداع الإدارات الأمريكية بشكل كبير


توقع توفيق حميد، الباحث المصرى فى مجال الإسلام السياسى وطرق مواجهة الإرهاب والتطرف، عودة تنظيم «داعش» الإرهابى إلى الساحة من جديد خلال عامين، فور تخفيف الضغوط عليه.
وحذر الطبيب المصرى، المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، من أن الإرهابيين سيستهدفون العالم، ويشلون حركته خلال الفترة المقبلة، عبر توجيه ضربة إلى شبكة الإنترنت التى أصبحت تتحكم فى كل شىء.
وشدد الباحث الذى تنبأ بوقوع أحداث ١١ سبتمبر قبل عامين من تنفيذها، على أن عناصر تنظيم الإخوان نجحوا فى خداع الأمريكيين عبر تبنيهم منهجًا شديد الاحترافية والادعاء بأنهم يختلفون عن غيرهم من الجماعات، كاشفًا عن أن قيادات بالحزب الجمهورى تستعد حاليًا لتمرير قانون فى «الكونجرس» يحظر نشاط الجماعة فى واشنطن، وإن كانت تنقصهم الأدلة الموثقة، وفق قوله.

■ بداية.. لماذا تحمل اسم «توفيق حميد» بدلًا من اسمك الحقيقى «طارق عبدالحميد»؟
- حملت اسم طارق عبدالحميد منذ ولدت فى القاهرة عام ١٩٦١، وتربيت بعدها فى أسرة متوسطة بمدينة دمياط، حيث كان يعمل والدى الطبيب مديرًا للمستشفى العام بها، فيما كانت والدتى أستاذة لغة فرنسية، وشكلا أسرة معتدلة دينيًا.
ظللت أحمل اسمى الحقيقى إلى ما بعد انتمائى إلى «الجماعة الإسلامية» فى السبعينيات، ثم تركى لهما واضطرارى للهجرة إلى الولايات المتحدة خوفًا على أمنى الشخصى، وذلك بعد أن نصحنى صديق بتغيير اسمى، حتى لا تنجح عناصر الجماعة فى تعقبى، فوجدت أنها فكرة جيدة لكونها تفصل بين كونى طبيبًا يحمل اسم «طارق» وباحثًا فى الفكر المتطرف يحمل اسم «توفيق».
■ كيف بدأت علاقتك بـ«الجماعة الإسلامية»؟
- بدأت وقتما كنت طالبًا بكلية الطب أواخر السبعينيات، ولأن نشأتى كانت فى أسرة معتدلة كنت أحب الله وأحرص على أن تكون علاقتى به جيدة وعميقة، ولم يكن هناك طريق متاح لتقوية هذه العلاقة وقتها سوى «الجماعة الإسلامية» الموجودة بالفعل فى كلية الطب، والتى تعقد منتدياتها بشكل دورى، وفى هذه الفترة دعانى بعض عناصرها للانضمام إليهم فاستجبت.
وتجربتى معهم لن أنساها أبدًا، فخلال ٦ أشهر فقط غسلت دماغى تمامًا، وتحولت من طفل صغير إلى «جهادى» يريد السفر إلى أفغانستان للقتال، وأحمدُ الله على أننى لم أفعل ذلك. كنت واحدًا منهم، أصلى معهم وأحضر دروسهم، لكننى لم أصل إلى أى منصب قيادى داخل الجماعة رغم أن بعضهم كان يتمنى ذلك، نظرًا لقدرتى وقتها على الخطابة.
■ لماذا تركتهم؟
- فى صغرى كان خالى كمال ياسين، المخرج المسرحى المعروف، الذى شارك بالتمثيل فى فيلم «رد قلبى» مؤثرًا جدًا فى حياتى ونشأتى ما جعل عقلى مختلفًا، كما كان لى قبل التعرف إلى الجماعة الإسلامية صديق مسيحى يدعى ماجى أنطون وآخر ملحد يدعى محمد أمين.
وكنت وصديقى المسيحى نحاول معًا أن نقنع صديقنا الملحد بوجود الله ما زاد من قراءتنا فى الفكر الدينى وعلوم الأحياء ونظرياتها وأثرى عقلنا. أما السبب المباشر للابتعاد عن الجماعة فكان عندما سمعت أحدهم، يقول: «نتاويه بجوار المسجد»، وبعدها علمت أنهم حاولوا اختطاف ضابط مصرى وقتله، وهذا الأمر دفعنى إلى التراجع عن فكرهم.
■ ألم يدعك أحدهم للمشاركة فى مثل هذه العمليات؟
- كان لى صديق منهم اسمه محمد عبدالكريم دعانى بالفعل للمشاركة فى أعمال العنف، رغم أنه كان أحد المتفوقين فى الدراسة، لكنه سجن بعدها. كما أن الجماعة حين تحولت للعنف بشكل كامل وبدأت عملياتها العسكرية كنت بالفعل قد تركتهم قبل عامين.
وهم لم يتركونى أغادر ببساطة، وحاولوا فى البداية إعادتى إليهم من خلال المناقشات، وعندما أكدت رفضى لفكرهم أحلوا دمى، وهو ما دفعنى لترك مصر، لأننى لم أكن أستطيع مواجهة التنظيمات المتطرفة بشكل فردى.
ولأن التيار كان أقوى منى بعدما أصبح جامحًا وممولًا، قررت الهجرة بعد أن أصبح من العسير علىّ أن أكمل حياتى فى هذا المناخ، ثم غيّرت اسمى، ومن وقتها بدأت محاربتى لهذا الفكر، واستمررت على ذلك لأكثر من ٣٥ عامًا.
■ هل يعنى هذا أنك تفضل المواجهة الفكرية على محاربة الإرهابيين أنفسهم؟
- ظاهرة التطرف الفكرى تحتاج فهمًا عميقًا من كل الناس، لأن الإرهاب وتنفيذ العمليات هو آخر مراحل التطرف، الذى ينشأ على مراحل متعددة حتى يصل بصاحبه لحمل السلاح. فمثلًا: كان أول شىء قالوه لى فى الجماعة الإسلامية: «الفكر كفر».
ولأننى عشت فى ظل هذا التطرف قررت أن أحمى الأجيال القادمة من السير فى هذا الاتجاه، الذى يقف ضد الدين والمجتمع، لأن الفكر وتطرفه هما أساس القضية كلها، والمواجهة من هذا الأساس أهم من المواجهة العسكرية.
■ وفقًا لتجربتك.. ما مراحل صناعة الشخص المتطرف؟
- التطرف يبدأ تدريجيًا لا فجأة، فالمسألة تمر بمراحل الدعوة للتدين ثم العبث بالعقل ثم تطويع الدين لخدمة فكرة الجماعة الإرهابية. فمثلًا رفعت الجماعة الإسلامية فى الثمانينيات شعار: «قاتلوا المشاركين كافة»، لكنهم أغفلوا ذكر باقى الآية «كما يقاتلونكم كافة»، فالمسألة رهن بقتال طرفين، لكنهم انتقوا ما يعجبهم ويخدم أهدافهم واستغلوا ذلك لتجنيد أتباعهم مع الاستعانة ببعض أفكار وفقه ابن تيمية، حتى نجحوا فى تحويل الأشخاص العاديين إلى إرهابيين.
■ ما الذى قصدته بمرحلة «العبث بالعقل»؟
- تجنيد الشباب المسلم وضمهم للتنظيمات الإرهابية يتم على عدة أسس، تبدأ باختيار الشخصية القابلة للتطرف وأصحاب الحماس والشعور الدينى، ثم يترقبون الشخص، وينتظرون اللحظة المناسبة لتجنيده، وقد يكون ذلك عقب أزمة أو حالة وفاة فى محيطه.
وفى هذه اللحظة يكون العقل غائبًا عن التفكير السليم ويسهل حشوه وإجراء عمليات غسيل المخ بشكل منظم من خلال إحباط قدرته على التفكير النقدى وجعله لا يفكر.
وهنا لا أستطيع أن أنسى ما قاله لى مختار مختار، أمير الجماعة، أثناء دراستى فى الفرقة الرابعة بالكلية: «عقلك كالحمار.. يمكن أن يوصلك إلى باب السلطان أو إلى باب الله، ويجب أن تترك عقلك عند باب الله»، وهذا هو ما يتبعونه رغم أن القرآن يحثنا على التفكير بالعقل.
■ ما المرحلة التالية بعد الاختيار وغسل المخ؟
- هنا تأتى مرحلة فرض السيطرة على الضحية من خلال التخويف واستخدام فكرة العذاب لصالح التنظيم، فمثلًا تصبح جهنم مصير من لا يسمع كلامهم، وهو ما يؤثر بشدة فى صغار السن، لأنهم يخشون الخطأ والعذاب. وهنا يؤكد الإرهابيون أنهم أصحاب الفهم الأوحد للإسلام، وهذا مثلًا فعله تنظيم الإخوان برفعه شعار «الإسلام هو الحل»، ثم الزعم بأن كل المشاكل ستحل إذا طبق الإخوان نموذج الإسلام الخاص بهم.
■ وكيف يدفعونه إلى الإرهاب والتخريب؟
- يبدأون بعد السيطرة وفرض النموذج فى إقناعه بأن إعمار الدنيا ليس مهمًا فى الدين، ثم يستخدمون الآيات التى تدعم مقولتهم، مستغلين فى ذلك عدم وجود فهم حقيقى لدى الشباب بالإسلام الصحيح.
والشباب فى مرحلة المراهقة يكونون أشبه بالكوب الفارغ الذى يمكن ملؤه بأى شىء فيشغلونهم بفكرة الوصول إلى الآخرة، ويستغلون فى هذا زيادة الرغبة الجنسية للشباب فى هذه المرحلة السنية بين ١٦ و٢٠ عامًا، كما أن هذه المرحلة تشهد زيادة الرغبة فى التخلص من الحياة وأعبائها بالانتحار.
وباللعب على الوترين لا تكون مصادفة أن يقوم الإرهابيون بالحديث المكثف مع الشاب الضحية حول الجنة المليئة بالجميلات من الحور العين، ويمكنهم بسهولة إقناعه بالقتل أو تفجير نفسه للوصول إلى هذا الهدف.
وفى ظل صعوبة الحياة وظروف الزواج يقتنع الشاب بسهولة أنه يمكنه دخول الجنة الموعودة إذا نفذ ما يطلبونه منه، كما أنهم أحيانًا يغرون الضحية بالمال حال كان بحاجة إليه، وتتعدد أيضًا وسائل إغرائهم تبعًا لطبيعة الشخص المراد تجنيده.
■ كيف يمكن مواجهة ذلك من وجهة نظرك؟
- هذا هو السؤال الأهم، فمواجهة التطرف يجب أن تتم على أكثر من مستوى، فهناك أشخاص متطرفون أصبحوا حالات ميئوسًا منها، مثل المسلحين الذين وصلوا إلى قناعة حقيقية بطريق العنف والدم، وهؤلاء لا يمكن التعامل معهم إلا بالمواجهة المسلحة.
أما فى مرحلة ما قبل التطرف فهناك عدة طرق لتحصين الأشخاص ووقايتهم من أى محاولة لتجنيدهم، عبر ملء الكوب الفارغ بفكر مغاير ونقدى ودينى لا يسمح للمتطرفين بالعبث به.
كما أن هناك طرقًا سيكولوجية وعلمية لمنع انتشار الفكر المتطرف، وسبق أن أطلقت الولايات المتحدة استراتيجية التعليم متعدد الأبعاد التى يمكنها أن تسهم فى تحصين الشباب، وتقوم على فكرة تعليم الطلاب أسس التفكير وتأهيلهم لتقبل الرأى الآخر والنظر للأشياء عبر أكثر من منظور.
■ ماذا عن المتطرف نفسه والواقعين تحت تأثير التنظيمات؟
- أفضل علاج لهم هو الردع السيكولوجى، وأن نبين لهم بالأرقام والإحصاءات أن أعداد الملحدين ازدادت بسبب أفعالهم، وأن الإسلام ورسوله نفسه يتأذون بسبب ما يقومون به، وهذا الأسلوب فعال جدًا مع كثيرين، ويمكن دعمه عبر جهود التنمية البشرية.
■ هل هذا ما تركز عليه أثناء محاضراتك فى أوروبا؟
- فى محاضراتى ولقاءاتى بالغرب أركز عادة على تحليل ظاهرة الإرهاب بصورة علمية، وأشرح للناس خطورتها وأهمية التعامل معها، وأوضح لهم البعد السياسى للتنظيمات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان التى تبث سمومها فى مجتمعاتهم بشكل غير معلن.
■ فى تقديرك.. لماذا نجحت تنظيمات مثل «داعش» فى تجنيد هذا العدد الهائل من العناصر الأوروبية؟
- الطاقة الدينية الموجودة عند كل شخص إما توجه ناحية الخير والمحبة أو نحو العنف وتدمير الآخرين، وفى مجتمعات الغرب توجد مثل هذه الطاقة الدينية والتنظيمات توظفها لخدمة أهوائها.
■ على ذكر «داعش».. هل تتوقع اختفاء التنظيم بعد تراجعه مؤخرًا؟
- «داعش» يعيد تنظيم نفسه فى ظل الضغط الواقع عليه، لكنه لن ينتهى، فمع التطورات التكنولوجية الحالية، ووفرة تمويله من الممكن أن يعود إلى تنفيذ أعمال كارثية، وأعتقد أنهم سيكنون لمدة عام أو اثنين حتى يعيدوا تجهيز أنفسهم من جديد، ويستغلون الفترة فى تجنيد عناصر أخرى فى الولايات المتحدة وأوروبا، وما يحدث هو «الهدوء الذى يسبق العاصفة».
■ كيف نمنعهم من هذه العودة؟
- أولًا: نحتاج مفهومًا دينيًا جديدًا ورائعًا يستطيع من يتعلمه أن يقاوم الفكر المتطرف، ثانيًا: نحتاج فكرًا تنويريًا يجعل الناس تتقبل الآخر. ويمكن ذلك عن طريق العلوم النفسية السيكولوجية التى تتحول إلى مناهج تدرس فى المدارس والجامعات وعلى الإنترنت وفى التليفزيون، بما يضمن وصولها إلى أكبر عدد من البشر. كما نحتاج أيضًا إلى قوة عسكرية تصلح لمواجهة المسلحين، ولشن حرب نفسية عليهم.
■ هل يختلف منطق عمل جماعات مثل الإخوان فى الولايات المتحدة عنه فى المنطقة؟
- الإخوان فى أمريكا لهم نفس منهج إخوان مصر، فهم لا ينتقدون فكر حسن البنا ولا سيد قطب ولا غيرهما من المتطرفين، وأذكر أن راشد الغنوشى، مرشد إخوان تونس، جاء مرة إلى أمريكا، وألقى محاضرة، فسألته زوجتى: «هل تنكر فكر سيد قطب؟»، فلم يستطع الرجل الإجابة ما تسبب فى ضحك جميع الحاضرين.
■ إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا تسمح لهم أمريكا بالعمل على أراضيها؟
- إخوان أمريكا يعرضون أنفسهم على أنهم مختلفون عن باقى أفرع الإخوان فى العالم، ما جعل إدارة أوباما سعيدة بهم، وهم يعملون وفق نظام تدريجى غاية فى الذكاء، ويتسللون فى بطء مثل الأفاعى قبل أن ينقضوا.
وفى المجتمعات الغربية يتبع الإخوان ٤ مراحل، أولاها: الدعوة السلمية، وثانيتها المشاركة مع الآخر، وهذا ما يفعلونه حاليًا فى أمريكا. أما المرحلة الثالثة فهى التمكين، وتبدأ بفرض السيطرة على مؤسسات وكيانات مهمة، تمهيدًا للمرحلة الرابعة، وهى المغالبة التى تعنى بالنسبة إليهم تدمير الآخر ورفضه.
ومن جهتى أحذر الأمريكيين كثيرًا من الإخوان عندهم، وسبق أن أبلغت الإدارة بأن التنظيم يعمل حاليًا فى المرحلتين الأولى والثانية، وإذا تم السماح لهم بالتوغل أكثر فى أمريكا سيصلون إلى المرحلتين الثالثة والرابعة قريبًا.
■ هل لاقت تلك الدعوات صدى فى أمريكا؟
- السيناتور الأمريكى تيد كروز طالب فى مشروع خاص بحظر الجماعة، وكثيرون غيره فى البيت الأبيض يدركون تمامًا خطورة الإخوان، لكنهم لا يستطيعون منعهم دون دليل قاطع على إرهابهم. والصعب هو أن الإخوان يعملون باحترافية شديدة بطريقة تجعل الإدارة الأمريكية فاشلة فى جمع أدلة تدينهم بدعم الإرهاب، لكننى أعتقد أن هذه الأدلة يجرى جمعها الآن تمهيدًا لصدور قرار مرتقب بشأنهم، لأن عددًا من الجمهوريين يسعون لوضع مشروع حظر الإخوان على رأس أولوياتهم.
■ ما العمل إذا فشلت جهات التحقيق فى جمع أدلة إدانة للجماعة؟
- الطريقة الوحيدة لتوجيه ضربة قاضية للإخوان فى أمريكا هى إقناع الأمريكان بأن الجماعة تروج لدستورها الخاص، ويدعون الناس للسير عليه بدلًا من الدستور الأمريكى، وهذا الأمر يعتبر جريمة كبيرة فى الولايات المتحدة.
■ سبق أن تنبأت باستهداف برجى التجارة قبل وقوع أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ بعدة سنوات.. فكيف توقعت ذلك؟
- حدث هذا قبلها بعامين، وذكرته أمام عدد من الأصدقاء، الذين اعتبرونى مبالغًا، وحذرت علنًا من تسبب الإرهاب فى كوارث كبرى بالعالم خلال وقت قصير، وحددت أن تفكير تنظيم «القاعدة» سيستهدف ضرب البرجين بالتحديد.
وبنيت توقعى على أن التنظيم بقدراته المالية والتنظيمية الكبيرة سيحاول استهداف الدولة الأكبر فى العالم حتى يخاف الجميع، وتوقعت أن يضرب فى القلب منها، وأن يحدد لنفسه هدفًا ضخمًا لإسقاط أسطورة قوتها.
ولما كان البرجان يمثلان رمزية خاصة لأمريكا تدل على القوة، ويقعان فى نيويورك عاصمة المال والاستثمار فى العالم فإن بن لادن والقاعدة سيعملان على استهدافهما لتوجيه صفعة هى الأقوى فى التاريخ الأمريكى، وهو ما حدث بالفعل.
■ ألم تواجه أى اتهامات بالتواصل مع الإرهابيين بعد وقوع الحادث؟
- ذكرت للجميع أن توقعى كان مبنيًا على التحليل لا المعلومات، كما أن من سمعوا منى هذا الكلام جاءوا إلىّ معتذرين، لأنهم سخروا منه ولم يقدروه حق قدره، كما قامت جريدة «ديلى إكسبريس» بنشر مقالة كاملة عنى، وذكرت الناس بأن الدكتور توفيق حميد توقع ذلك.
وسافرت إلى أماكن كثيرة فى العالم، وحاضرت فى عدة دول والتقيت عناصر فى عدد من أجهزة المخابرات الكبرى والكونجرس الأمريكى والبرلمان الأوروبى والبنتاجون وقضاة المحكمة العليا لأشرح لهم كيف يمكن أن يفكر الإرهابيون.
■ هل تتوقع ضربات كبيرة وقوية للإرهاب
فى الفترة المقبلة على غرار 11 سبتمبر؟
- أعتقد أن التطور التكنولوجى السريع جعل تنفيذ عملية إرهابية كبرى لا يحتاج إلا مليونيرًا يمول وقدرات تنظيمية عالية مزودة بسلاح متميز وشخصًا مستعدًا للموت، وفى أى لحظة وأى مكان تجتمع فيه هذه المكونات ستتكرر ١١ سبتمبر.
ومن جهتى أتوقع أن الضربة المقبلة تكنولوجية تستهدف شل حركة العالم كله من خلال استهداف الإنترنت الذى أصبح مسيطرًا على كل شىء.