رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رامى عياش: أنا كلاسيكى أقتدى بـ«جيل العمالقة».. والإنتاج مهدد بـ«الانقراض»

رامى عياش
رامى عياش

- استكمال حفلى بعد حادث المنيا لإيمانى بدور الفن ضد الإرهاب
«الناس الرايقة» أهم «ديو» فى حياتى
لا أثق فى أحد بعد أمى إلا زوجتى وأعتبرها مرايتى

رأى المطرب اللبنانى رامى عياش، الذى شارك مؤخرًا فى فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ٢٧، أن جمهور الأوبرا يختلف عن أى جمهور آخر، نظرًا لتمتعه بأذن «طربية» متميزة تجعله مختلفًا.
وكشف فى حواره مع «الدستور» عن أنه كاد يلغى حفله بسبب حادث المنيا الإرهابى الأخير، لكنه استقر فى النهاية على ضرورة استمراره فى الغناء، لإدراكه مدى أهمية الفن فى مواجهة التطرف وهزيمته. وأشار إلى انتهائه من تسجيل جميع أغنيات ألبومه الجديد بجانب توقيعه على عمل درامى يخوض به السباق الدرامى الرمضانى فى موسم ٢٠١٩.

■ بداية.. لماذا حرصت على المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية للمرة الخامسة؟
- مشاركتى للمرة الخامسة فى المهرجان، والثانية على التوالى، جاءت لأنى أعتبر المشاركة شرفًا كبيرًا لأى فنان وإضافة إلى سيرته الذاتية، لكونه من أهم المهرجانات الموسيقية فى العالم العربى.
■ قدمت فى حفلك بالمهرجان أغنيات من التراث المصرى.. لماذا تحرص على هذا فى حفلاتك؟
- علاقتى كبيرة بأغانى التراث، فقد تربيت على جيل العمالقة، وفى مقدمتهم العندليب عبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، كما أعتبر نفسى رجلًا «كلاسيكيًا» مثلهما، لذا أسير فى طريقهما من غناء وتلحين وتمثيل أيضًا، إذ إن معظم جيل العمالقة كان موفقًا فى هذه الأمور معًا. وأعتقد أن أى فنان يريد بناء نفسه عليه أن يتعلم من هذه الأعمال أصول الفن الجاد، ومهما كانت لدى أغانِ خاصة بى سأظل أغنى التراث الموسيقى لأنه مرجعنا الحقيقى فى القوة والكبرياء.
■ ما الاختلاف الذى تجده لدى جمهور مهرجان الموسيقى العربية عن غيره من الحفلات؟
- مسرح الأوبرا يختلف عن كل المسارح، وجمهور مهرجان الموسيقى العربية من أهم وأخطر جماهير الأغنية، لأنه يأتى فى الأساس لسماع الطرب، وهو يعلم جيدًا معنى الغناء الجاد ولا يسمح بأن يقدم أمامه عكس ذلك.
■ لماذا امتنعت عن الغناء أثناء «البروفات» النهائية قبل الحفل؟
- كنت متأثرًا بشدة بضحايا حادث المنيا الإرهابى، وكنت أفكر جديًا فى إلغاء الحفل حدادًا على الشهداء، لكنى تعلمت أن خير الطرق لمواجهة الإرهاب الغاشم والتطرف هو الفنون والثقافة، وعدم الاستسلام لهؤلاء المخربين، وأن نقف يدًا واحدة فى مواجهتهم ليعم الأمن على المنطقة العربية بأكملها.
■ فى رأيك.. كيف يمكن محاربة الإرهاب بالأغنية؟
- ليس بالأغنية فقط، لكن بالفن بوجه عام، والذى يعتبر حائط صد قويًا ضد التطرف والإرهاب، لكونه يشارك فى تثقيف وتوعية الشعوب بوجه عام بالكلمة والعمل الهادف. فالفن مرآة الشعوب، وعلى المدى الطويل ووفق استراتيجية واضحة يمكنه أن يجعل دور الشر والحروب ينحسر بسهولة، لأن الشعب العربى بطبيعته يحب الفنون والثقافة.
ونحن نعيش حاليًا مرحلة صعبة علينا جميعًا فى البلدان العربية، بداية من لبنان وطنى الحبيب، إلى سوريا وأم الدنيا مصر، وعلينا جميعًا التكاتف فى مواجهة ذلك.
■ بالعودة إلى أعمالك الخاصة.. إلى أين وصلت التحضيرات فى ألبومك الجديد؟
- أنهيت تسجيل أغانى الألبوم بأكمله ومن المقرر طرحه قريبًا، لكنى حتى الآن لم أستقر على اسمه، لكنه سيضم ١٢ أغنية متنوعة، من ٣ لهجات، هى المصرية واللبنانية والخليجية.
والأغنيات ستكون فى تيمات جديدة ومختلفة من حيث الموسيقى والكلمات، وأتعاون خلالها مع عدد متنوع من الشعراء والملحنين والموزعين المميزين، مثل توما ومحمد يحيى وعمرو الشاذلى والموسيقار جان مارى رياشى.
كما أعكف حاليًا على اختيار أكثر من أغنية مع المنتج محسن جابر وشركة «مزيكا» للإنتاج الفنى، من أجل تصويرها على طريقة «الفيديو كليب» وطرحها قبل إصدار الألبوم كاملًا، وأعد جمهورى بأنه سيكون الأضخم بين ألبوماتى منذ بدء مشوارى الفنى.
■ هل تقصد الأضخم من الناحية الإنتاجية؟
- نعم، فمحسن جابر غنى عن التعريف فى تاريخ الموسيقى، لأنه منتج له باع طويل فى صناعة الأغنية ويتمتع بخبرة كبيرة تجعل كل المطربين الذين يتعاملون معه يثقون فى رأيه، وأرى أن تعاونى معه سيكون محطة نجاح مميزة فى مشوارى، لذا أثق أنه حين صدور الألبوم سيشهد الجميع أنه الأهم والأقوى بين ألبوماتى. ومن جهتى أتمنى أن يستمر التعاون بيننا على مدى السنوات المقبلة، لأنه فى الحقيقة لا يوجد أفضل منه على الساحة فى الوقت الحالى الذى يشهد أزمة كبيرة فى صناعة الفن.
■ فى تقديرك.. إلى أى مدى تؤثر هذه الأزمة فى الفن نفسه؟
- أزمة الصناعة لها تأثير سلبى كبير على الساحة الغنائية بوجه عام، وعلى جميع الألبومات والأعمال الفنية، وخير دليل على ذلك هو ميل الجميع لطرح الأغنيات على طريقة «السينجل» التى أصبحت «تيمة» يتبعها النجوم الكبار أنفسهم من أمثال النجم عمرو دياب فى أحدث ألبوماته.
فحاليًا لا توجد مبيعات تشجع المنتج على العمل، ونحن أمام خطر كبير للغاية يهدد الإنتاج الغنائى الذى يقترب من الانقراض، ولا بد أن يتحرك المسئولون لحماية هذه الصناعة وإخراجها من حالتها الراهنة.
■ على ذكر صناعة الفن.. هل تتابع أغانى «المهرجانات» وما تقييمك لها؟
- أتابع كل ما يقدم على الساحة، لكن «المهرجانات» لا تستهوينى، وأرفض دائما من يصنف هذا النوع من الأعمال على أنه غناء شعبى، فالشعبى له أصوله وأساتذته من أمثال الفنان الكبير أحمد عدوية، الذى قدمت معه أهم «ديو» فى حياتى «الناس الرايقة» وأتمنى التعاون معه من جديد.
أما عن تقييمى الخاص لهذا النوع، فأعتقد أنه ليس من حقى تقييم أحد، لكن مبدئى هو أن سوق الغناء منتجع كبير ولا بد أن يتوافر فيها كل المنتجات، وفى النهاية لا بد أن يفرض العمل الجيد نفسه، ورغم أن هذه النوعية استطاعت أن تحقق قاعدة جماهيرية فى الوقت الحالى، فإنى أثق أنها «موضة وستختفى».
■ وقعت مؤخرًا على المشاركة فى عمل درامى لرمضان ٢٠١٩.. فما تفاصيله؟
- بعد سلسلة من العروض الدرامية، سواء لبنانية أو مصرية، وقعت أخيرًا على عمل درامى ضخم مع المنتج صادق الصبّاح، وهو مسلسل اجتماعى من ٦٠ حلقة، ويتسم بالبطولة الجماعية.
والعمل سيطرح ويناقش قضية رأى عام جريئة جدًا، وهو من إخراج رشا شربتجى، ويشارك فيه نخبة من كبار الممثلين اللبنانيين والمصريين، ويجرى حاليًا إتمام التعاقد معهم للبدء فى التصوير خلال الفترة المقبلة.
■ ما دور المرأة فى حياة الفنان رامى عياش؟
- زوجتى داليدا هى «مرايتى»، ودائمًا آخذ برأيها فى معظم أعمالى، الغنائية أو التمثيلية، والحمد لله نحن متفاهمان كثيرًا، خاصة أننى لا أثق فى أحد سواها بعد أمى «الله يعطيها العافية». وأنا عاشق لهذه المرأة الشغوفة بأعمال زوجها رغم انشغالها بولدينا أرام وأيانا، بالإضافة إلى عملها الخاص الذى يتطلب مجهودًا كبيرًا، خاصة أنها مصممة أزياء عالمية، ما يتطلب منها تركيزًا كبيرًا.