رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيثم السعيد: الأطفال يقهرون السرطان بـ"الحواديت"

صورة من الحدث
صورة من الحدث

"الحكواتي"، مهنة كانت وسيلة التسلية الوحيدة لأطفال الحي قبل اختراع التلفاز وألعاب الفيديو، يأتي كل يوم في نفس الميعاد الذي يكون غالبًا في الساعات الأولى من الليل ليجلس الأطفال حوله مستعدين للذهاب معه بخيالهم إلى بلاد ما وراء النهر، حيث السفن الذهبية والأميرات.

وعلى الرغم من اندثار المهنة فإن "هيثم" يحلم منذ أن كان طفلًا بالعمل حكواتي، وعلى الرغم من نصائح الجميع له بأن يصبح طبيبا أو مهندسًا لينال مكانة مرموقة في المجتمع، إلا أنه أصر على تحقيق حلمه وبالفعل أصبح كاتب قصص للأطفال.

هيثم السعيد، شاب في الرابعة والثلاثين من عمره، قرر أن يستغل موهبته فى تأليف ورواية الحواديت فى هزيمة أخطر مرض يهدد أطفال مصر وهو السرطان، نظم ورش كتابة لأطفال السرطان لتنمية خيالهم، وجعلهم يعيشون لساعات قليلة في عالم أفضل من عالمهم بكل ما فيه من ألم وجرعات كيماوي.

يقول "هيثم": قبل أول ورشة لأطفال مرضى السرطان لم أكن أتوقع رد الفعل المبهر الذي وجدته، فمن خلال تعاملي مع آلاف الاطفال على مدار مشواري مع مهنتي، لم أجد أطفالا بهذا الذكاء، فهم مدركون تمامًا كل التفاصيل الصغيرة للحكاية، وبعضهم يبهرني بأنه يكتب قصة بحبكة أكبر من سنه.

واستكمل: أسعد اللحظات التي أمر بها أثناء عملي مع الأطفال أن يخبرني طبيب بأن الأطفال تعلقوا بحكاياتي لدرجة أنهم يرفضون تلقي جرعات الكيماوي إلا بعد حضور ورشة الحكايات، وأخبرني محمد مجدي، طبيب معالج، بأن أكثر الأوقات التى يكون سهلًا فيها التعامل مع الطفل هي التي يكون فيها موجودًا في عالم الخيال، حيث الأبطال الذين يعتبر نفسه واحدًا منهم فيقتنع بأن الألم لا يمكنه أن يؤثر في بطل مثله.