رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عندليب المقرئين..عبدالباسط عبدالصمد يكتب عن رحلته إلى أمريكا: زرت ديزنى لاند

جريدة الدستور

فى نهاية الشهر الجارى، وفى الثلاثين منه بالتحديد تحل الذكرى الثلاثين لرحيل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، عندليب المقرئين، وأحد أجمل أصوات السماء، وهى مناسبة مهمة رأينا أن ننبه إليها حتى نستعد للاحتفال بها بما يليق بسيرة الرجل الذى وصل صوته إلى كل بيت فى العالم الإسلامى، بل تجاوز حدوده إلى أوروبا وقلب أمريكا، وما زال المصريون لا يعترفون بالصباح إلا إذا أشرقت الشمس على صوت الشيخ وهو يتلو: «والصبح إذا تنفس».
لنبدأ الإبحار فى حياة الشيخ المولود فى قنا ١٩٢٧ والمدفون فى مقابر البساتين فى نوفمبر ١٩٨٨ واستعادة سيرته.

كان صديقًا لـ«فوزى».. أحب أم كلثوم.. و«العود» صديق «أوقات الروقان»

اندهش اللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد، عندما أخبرته بأن والده المقرئ الشهير كان صديقًا للفنان القدير عزت العلايلى، وحكيت له ما سمعته من الممثل الشهير عن صداقته بالشيخ، وكيف ذهب إليه يوم وفاة والدته بلا موعد، ليطلب منه أن يقرأ فى عزائها، وكيف أجّل الشيخ كل ارتباطاته وجاء فى تلك الليلة ليتجلى بصوته فى سرادق العزاء.. ولم يصدقنى اللواء طارق إلا بعد أن سمع بنفسه من عزت العلايلى عبر هاتفه المحمول.
لكن الدهشة انتقلت إلىّ عندما حكى لى طارق عبدالباسط عبدالصمد عن علاقات وصداقات والده، واندهشت لاندهاشه من صداقة والده بعزت العلايلى، فما حكاه لى كان هو الذى يستحق الدهشة.
فالشيخ الجليل الذى كان لسنوات طويلة على رأس أجمل أصوات المقرئين ويحظى بشهرة جارفة فى العالم الإسلامى كله، كان صديقًا حميمًا لأسطورة نادى الزمالك- لاعبًا ورئيسًا- محمد حلمى زامورا، وكان يلبى دعواته فى احتفالات القلعة البيضاء خاصة حفل شم النسيم، وتقديرًا للشيخ منحه عضوية شرفية، وكان الشيخ يصطحب أولاده الصغار إلى ناديه المحبب، والمدهش أنه كان يرتبط فى الوقت نفسه بصداقة مع الفريق مرتجى رئيس النادى الأهلى، ولم يمانع فى قبول عضوية القلعة الحمراء.
دائرة علاقات الشيخ امتدت إلى الوسط الفنى، فكان من أصدقائه محمد العزبى المطرب الشعبى، والمطرب الفنان سمير الإسكندرانى، وقد تستغرب مثلى عندما يحكى لك طارق عبدالباسط عن علاقة والده بسابق عصره محمد فوزى، وكيف أدرك فوزى بحس الجواهرجى، أنه أمام موهبة ربانية ساطعة، فسعى للاتفاق معه لتسجيل القرآن لصالح شركة «مصر فون» التى كان يمتلكها فوزى، لكن جاء قرار تأميم الشركة ليوقف المشروع وينهى حياة فوزى نفسه.
وهناك ما هو أغرب، فكما جمع الشيخ ببساطة بين صداقة الغريمين الزمالك والأهلى، فقد اتسع ذوقه لمحبة أم كلثوم وفيروز معًا، فكان من عشاق أم كلثوم وصوتها، وذهب مرة بزيه الأزهرى لحضور حفل لأم كلثوم فى دار الأوبرا الملكية، ولمحه مذيع الحفل جلال معوض، فعرف منه العالم العربى أن الشيخ عبدالباسط بين جمهور أم كلثوم، وفى الوقت ذاته كان من المعجبين بصوت فيروز، بل بكل صوت جميل، وفى قائمة أصواته المفضلة: عبدالوهاب وسعاد محمد وقنديل.. كان الشيخ سمّيعًا أصيلًا، يفهم فى المقامات ويجيد العزف على العود، وما زال اللواء طارق يحتفظ بالعود الذى كان يُقسّم عليه والده فى لحظات الروقان. كان معجبًا كذلك بصوت عبدالحليم وإحساسه، خاصة أن صعود نجم عندليب المقرئين تزامن مع بزوغ نجم عندليب الغناء، حتى قيل إن سنوات الستينيات هى مرحلة عبدالناصر وعبدالحليم وعبدالباسط.


رحلاته امتدت إلى جميع دول العالم.. وكان يتلقى استقبالًا رفيع المستوى

أما عن علاقات الشيخ بالملوك والرؤساء، فيمكنك أن تسمع من طارق عبدالباسط فيضًا من الحكايات، وأن يطلعك على أكوام من الصور والألبومات، وستتوقف حتمًا عند صور وحكايات الشيخ مع عاهل المغرب الراحل محمد الخامس، فقد حدث أن جاء الملك ليشارك فى افتتاح السد العالى، وكان الشيخ حاضرًا بصوته، ومن حينها وقع فى قلب الملك، فطلب أن يرافقه الشيخ خلال فترة زيارته لمصر، وأن يكون مقرئه فى زياراته لمقامات ومساجد آل البيت وخاصة قرآن الفجر، وكان الملك يطلب منه آيات وسورًا بعينها، وازدادت محبة الملك لصاحب هذا الصوت المتفرد، فقدم له عرضًا يدير الرءوس، وهو أن يصحبه للمغرب ويمنحه الجنسية المغربية ويكون مقرئ القصر، ورغم إغراء العرض وما فيه من امتيازات، إلا أن الشيخ اعتذر بشياكة عن العرض الملكى لارتباطه بمصر وعدم قدرته على مفارقة الأهل والوطن، مع وعد بأن يزور المغرب حال طلبه عاهلها، ووفى بوعده، وأهداه الملك مصحفًا بماء الذهب كان الشيخ يعتز به كثيرًا ويقرأ منه طويلًا.
وفى واحدة من زياراته للمغرب، اقترح عليه صديق مغربى أن يعبرا جبل طارق ليشاهد الشيخ الأماكن الأولى التى فتحها طارق بن زياد فى إسبانيا، وزار الشيخ سبتة ومليلة، وقضى أيامًا فى الفردوس المفقود.. الأندلس.
وبصحبة عاهل المغرب دخل الشيخ الكعبة المشرفة، وقرأ الشيخ فى الحرم المكى، كما قرأ فى المسجد النبوى، فأصبح قارئ الحرمين، وفى السعودية استقبله الملك فيصل، كما تجمعه صورة مع الأمير الشاب وقتها عبدالله بن عبدالعزيز.
وبالإضافة إلى المغرب، كان الشيخ يحظى بشعبية هائلة فى دول المغرب العربى، ففى الجزائر استقبله الرئيس أحمد بن بيلا بعد حرب التحرير التى دفعت فيها الجزائر مليونًا ونصف المليون شهيد ثمنًا للاستقلال، ثم استقبله الرئيس هوارى بومدين فى زيارة تالية، وفى تونس استقبله الرئيس بورقيبة عندما عرف بوجوده فى تونس.
لكن الاستقبال الذى حظى به الشيخ فى باكستان كان مذهلًا، فقد وقف الرئيس ضياء الحق، جنرال باكستان القوى، ليستقبل الشيخ عبدالباسط أمام سلم الطائرة، وكان الشيخ ضمن وفد من الأزهر الشريف، فلما عرف ضياء الحق بوجود الشيخ عبدالباسط، صمم أن يستقبله بنفسه فى المطار كما يستقبل الرؤساء والملوك.
وفى قائمة جولات الشيخ الخارجية زيارة للعراق فى زمن صدام حسين، سافر إلى بغداد مدعوًّا من الإذاعة العراقية، وأقيم له حفل ضخم احتشد فيه آلاف من المصريين- الصعايدة بالذات- الذين كانوا يعملون فى العراق، وكان على رأس الحضور ليلتها السيد عزة إبراهيم نائب مهيب الركن.
وزيارة إلى المسجد الأقصى، وكان ذلك قبل أن تسقط القدس فى قبضة الاحتلال الصهيونى، فقبل النكسة بأكثر من عام كان الشيخ فى الأردن، وعرضوا عليه أن يصلى ويقرأ فى أولى القبلتين فلم يتردد فى القبول، وصدح صوت عبدالباسط فى ساحات وجنبات المسجد الأقصى.
وزيارة إلى سوريا فى زمن الوحدة، طاف فيها من حمص إلى اللاذقية، وقرأ فى المسجد الأموى الكبير بالعاصمة، ونقلت الإذاعة فى الإقليمين الشمالى والجنوبى صوت عبدالباسط وصيحات الإعجاب من الجمهور السورى الذى امتلأت به ساحة درة مساجد دمشق.
وفى السودان استقبله الرؤساء والرموز من النميرى إلى الصادق المهدى، وفى ليبيا سافر مدعوًّا للمشاركة فى افتتاح جامعة بنى غازى.
وتشهد سجلات وزارة الخارجية أن الشيخ عبدالباسط كان أول مقرئ مصرى يسافر إلى جنوب إفريقيا، كان ذلك فى العام ١٩٦٦، وقبلها بشهور كان الشيخ قد التقى فى موسم الحج تاجرًا مسلمًا من جنوب إفريقيا، وسرعان ما أصبح صديقًا للشيخ، ودعاه لافتتاح أول مركز إسلامى فى جنوب إفريقيا، ووقتها كانت سمعة الدولة الإفريقية فى الحضيض، بسبب سياسة التفرقة العنصرية بين سكانها من السود والبيض، ولا توجد أى علاقات دبلوماسية تربطها بمصر، ولذلك رفضت السلطات المصرية أن تمنح الشيخ تأشيرة سفر إلى جنوب إفريقيا بل حذرته من السفر، لكن الشيخ أصر على أن يسافر على مسئوليته الشخصية، وتحمل مشقة الطيران إلى كينيا أولًا ومنها إلى جوهانسبرج.
وفى المطار فوجئ الشيخ باستقبال يفوق الخيال، ووجد نفسه فى سيارة مكشوفة تسير به وسط حشود المستقبلين من مسلمى جنوب إفريقيا، وعلى امتداد شهر ونصف الشهر، طاف الشيخ بمدن جنوب إفريقيا، وأسلم على يديه العشرات ممن مسّتهم روعة الصوت وخشوع تلاوته، دخلوا فى دين الله أفواجًا، رغم أنهم لا يعرفون العربية ولا يفهمون القرآن، حبًا فى صاحب الصوت الصادح الخاشع.
وعند انتهاء الزيارة الطويلة، طلب منه صديقه الجنوب إفريقى أن يأخذ معه ابنه الصغير إلى مصر ليتعلم العربية ويحفظ القرآن، عسى أن يكون مقرئًا له شأن، وجاء الصغير بصحبة الشيخ وعاش فى القاهرة برعاية الشيخ لأربع سنوات متصلة، وأصبح الآن مديرًا للمركز الإسلامى فى جنوب إفريقيا، وتلقى اللواء طارق عبدالباسط دعوات منه وسافر أكثر من مرة للقراءة فى المركز وقوبل بحفاوة بالغة.
وامتدت رحلات الشيخ وجولاته من الشرق إلى الغرب، فقرأ فى لندن وباريس ومدريد، وتخلى فى أوروبا عن عمامته وزيه الأزهرى وارتدى الملابس الإفرنجية، حتى يستطيع أن يتحرك بحرية وبلا قيود فى الأماكن العامة، ولا يلفت إليه أنظار الأجانب أو عيون العرب.

زار واشنطن ٣ مرات.. شهد إسلام عدد من الأشخاص.. وجلس فى «الملاهى» يومًا كاملًا

تظل زياراته لأمريكا من الأحداث المهمة فى حياة الشيخ، وحسب اللواء طارق فقد تعددت زيارات والده لأرض الأحلام، زارها فى أبريل ١٩٧١ ثم فى نوفمبر ١٩٨٠ بدعوتين من المركز الإسلامى، ثم زيارة أخرى خاصة أو قُل طبية لزرع عدسة فى عينه بعد إصابة بالغة بها على إثر حادث سيارة تعرض له فى الصعيد.
وما زال اللواء طارق يحتفظ بما كتبه الوالد عن رحلاته لأمريكا. فنظرًا لطول الساعات التى كان يقضيها فى الطائرات والمطارات والترانزيت، كان يسلى وقته بكتابة يومياته ويسجل مشاهداته.
وفى تلك الوثيقة مثلًا يكتب الشيخ عبدالباسط عن رحلته الطويلة لأمريكا فى شتاء العام ١٩٨٠: «بسم الله الرحمن الرحيم. دعوة من السيد عمر الألفى، رئيس المركز الإسلامى بلوس أنجلوس - أمريكا، بمناسبة مرور أربعة عشر قرنًا على الهجرة النبوية الشريفة.. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.. ففى يوم الخميس الموافق ٦ نوفمبر ١٩٨٠ والموافق ٢٨ من ذى الحجة سنة ١٤٠٠ غادرنا القاهرة على الخطوط الألمانية (لوفت هانزا) فى الساعة السابعة والنصف صباحًا، أقلعت الطائرة وبعد ٤ ساعات هبطت بمطار (ميونخ) للتزود بالوقود فى طريقها إلى (فرانك فورت).. وصلنا والحمد لله (فرانك فورت)، وكان المفروض المبيت بها ثم مواصلة السفر فى اليوم التالى.
كانت فى استقبالى إحدى المضيفات التابعة لشركة الطيران الألمانى، وسألتنى عند خروجى من الطائرة بفرانك فورت وقالت مستر عبدالصمد؟ فأجبت فورًا، وأخذت منى الباسبور والتذاكر، وكانت هناك مشكلة بسيطة هى عدم وجود فيزا لألمانيا، ثم طلبت منى بعض النقود، فأخرجت ما كان بجيبى فتناولت منه ٢٠ دولارًا، وبعد حديث دار مع ضابط المطار والاتصال تليفونيًا ببعض المسئولين أعادت لى ٢ دولار، ثم اتصلت تليفونيًا وأخيرًا أعطتنى التليفون لأتحدث فكان المتحدث السيد إبراهيم ناجى، مدير فرع شركة مصر للطيران، وكان رجلًا عظيمًا، حضر فورًا وتبادلنا الحديث وأخبرنى بأن هناك طائرة ستقوم الآن إلى لوس أنجلوس، فكان ردى بأن المركز الإسلامى ليس عنده علم بحضورى اليوم والميعاد غدًا، وأخيرًا عزمت على مواصلة السفر وسيرسلون فاكسًا ويتصلون تليفونيًا بالمركز ويخبرونهم بميعاد الحضور الجديد ووصول الطائرة إلى لوس أنجلوس، وهى من طراز (الجامبو). يفعل الله ما يشاء.. ربنا عليك توكلنا.
وبعد طيران إحدى عشرة ساعة متواصلة، هبطت الطائرة بمطار سان فرانسيسكو وقد بلغ بى العناء منتهاه. خرجنا من الطائرة بعد وصولها. كانت الساعة الثانية صباحًا بتوقيت القاهرة، أما بالمطار فكانت الشمس مغرية لنواصل المسيرة الكبرى إلى مطار لوس أنجلوس. مكثنا بالمطار حوالى ساعتين ثم واصلنا المسيرة ووصلنا لوس أنجلوس بعد ساعة ونصف الساعة تقريبًا وكانت الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت لوس أنجلوس.
كان فى استقبالى الأستاذ مصباح مدير المركز، وخرجنا من المطار إلى المركز رأسًا. التقينا ببعض الإخوان وكان منهم الدكتور ماهر حتحوت، رئيس المركز الحالى، والدكتور عمر الألفى، الرئيس السابق. كان ذلك فى يوم الخميس ٦١١١٩٨٠، ثم توجهنا إلى فندق (أمباسادور)، فندق عتيق أقمنا به، وفى صباح يوم الجمعة ٧١١١٩٨٠ توجهنا إلى المركز الإسلامى لصلاة الجمعة والقراءة بمسجده، وكان المسجد ليس فيه موضع لقدم، وبعد الصلاة توجهنا إلى استراحة المركز وقد أقبل المصلون علينا للسلام.
وقمنا لطعام الغداء بنفس المركز، حيث يقدم المركز كل يوم جمعة وجبات غداء بمبلغ ٢ دولار، وتقوم السيدات بالتطوع لعمل هذا الغداء لصالح المركز. مكثت بالمركز حتى صلاة العشاء ثم رجعنا إلى الفندق للمبيت. وفى صباح يوم السبت ٨١١١٩٨٠ وصلنا إلى المركز، وقام بعدها بعض المحبين بعمل جولة لنا فى المدينة، حيث ذهبوا بنا إلى مدينة (ديزنى لاند) وفيها بعض الآثار القديمة والملاعب والألعاب (حاجة لطيفة)، ومكثنا بها حتى آخر النهار ورجعنا إلى المركز ثم إلى الفندق.. وفى صباح يوم الأحد توجهنا إلى المركز لحضور بدء احتفال أول السنة الهجرية ١٤٠١، ألقى محاضرة الدكتور ماهر حتحوت بعد أن بدأ الاحتفال بالقرآن، ومكثنا بعض الوقت ثم توجهنا إلى الفندق للاستعداد للاحتفال الكبير فى الساعة السابعة مساء بالصالة الكبرى بنفس الفندق، وقد حضر المدعوون تقريبًا ٥٠٠ شخص وعائلاتهم، وكان الاحتفال فى البدء بالقرآن ثم بعض الكلمات الخاصة بالذكرى ثم العشاء، وقد حضر هذا الاحتفال الوزير أشرف غربال سفير مصر بأمريكا. ومن حسن الصدف أنى قد التقيت بصديق لى من لبنان كان قد ترك بلده ولم ألتق به منذ عشر سنوات، ولم يتركنى الأستاذ محمد عيتانى خلال إقامتى فى لوس أنجلوس والتقيت بأولاده عبدالله وحسين ومازن.. ومن منّ الله علينا أن يقدم إلينا بعض الأجناس لإشهار إسلامهم، وقد تم ذلك والحمد لله بالمركز الإسلامى، وكان من بين هؤلاء الأشخاص ذكور وإناث.
مكثت بلوس أنجلوس حوالى عشرة أيام، ثم قمنا فى يوم السبت ١٥١١١٩٨٠ فى حوالى السابعة والنصف مساء بالسفر إلى ألمانيا لزيارة المركز الإسلامى بها.. ووصلنا فرانكفورت الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بتوقيت ألمانيا، وكان فى انتظارى السيد إبراهيم ناجى، مدير الخطوط الجوية لشركة مصر للطيران، والأستاذ عاطف مصطفى إسماعيل (نجل المقرئ الشهير وكان مقيمًا وقتها فى ألمانيا).. رافقنى الأستاذ عاطف إلى مدينة هايدنبرج حيث يسكن بها، وهى تبعد حوالى ١٠٠ كيلو جنوب فرانكفورت ونزلت فى ضيافته ليلتين.
وعلى بركة الله فى يوم الثلاثاء الموافق ١٨١١ ١٩٨٠ استقللت الطائرة إلى القاهرة الساعة الثانية بعد الظهر.