رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عبد الناصر» في كهف فيتنام.. الزعيم يحلق بوطنه إلى أقاصي الأرض

عبد الناصر
عبد الناصر

لم يكن دور «عبد الناصر» محصورًا في دائرة أحلام المصريين، بالغد الذي يحمل لهم الكثير من الأماني الغالية، ولا كان صدى هذا الدور يتردد بقوة في المنطقة العربية فقط، بل امتد إلى العالم الفسيح، يصنع فيه لمصر وجودًا محسوسًا، بلغ أقاصي الأرض.

حين تطالع كتاب الكاتب الصحفي عاطف الغمري «في كواليس الصحافة والسياسة»، يمكنك أن تجد ملمحا باديا في كلماته يتمثل في أنه مثلما يبدو عاشقًا لصاحبة الجلالة، تجده وعلى نفس الدرجة متيما بشخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

يحاول «الغمري» في مؤلفه أن يزيح غبار شبهات النكسة من على أكتاف «ناصر»، وفي كل فقرة تجده مدافعا عن مشروع القومي والتنموي، لكن رغم ذلك الحب البادي والظاهر، إلا وأنه لا يغفر خطيئة الانقضاض على الديمقراطية.

يروي المؤلف واحدة من القصص الذي جعلته مؤمنا بقيمة وقامة «عبد الناصر»، والتي حدثت داخل أحد الكهوف في فيتنام.

يقول: كنا قعودًا في حفرة مثل كهف ضيق منحوت في جبل صخري بقرية في فيتنام، ووجدت كرويا منتمي لتلك البلدة يسألني عن «عبدالناصر». وحدث أنه في بداية التحاقي بالعمل الصحفي، أتيحت لي فرصة السفر إلى تلك الدولة خلال فترة الحرب الدائرة هناك، حيث كانت أخبارها موضوعًا رئيسيا في التغطيات الصحفية ومنها مصر، وكنا حينها عبارة عن وفد صحفي ضم كلا من محمد العزبي من جريدة «الجمهورية»، وعاطف حقي من «الأهرام».

ويضيف: في فيتنام كانت الغارات الجوية بلا توقف، وتصادف أننا توقفنا في قرية قيتنامية، وكانت عبارة عن مجموعة من البيوت الريفية المقامة في ناحية، وفي الاتجاه المواجه كان هناك جبل صخري شاهق حفروا في جوانبه فجوات أشبه بغرف صغيرة، أو كهوف يحتموا بها أثناء الغارات، وأثناء اختبائنا في أحد الملاجئ المحفورة في الجبل، التقينا برجل قرويًا هو وزوجته، وقد فرشوا فوق الأرضية غطاءً بسيطا أشبه بالكليم، وجلسنا معهم على الأرض نتبادل أطراف الحديث سويًا، لحين انتهاء وقت الغارة.

وتابع: في بداية حديثه سألنا الرجل، من أي بلد أنتم؟. أجبناه قائلين: نحن من مصر، وعلى الفور رد علينا: بلد «عبد الناصر»، ثم استفاض في حديثه عنه، قبل أن يسترسل في الحديث عن مصر، مؤكدًا أنه أصبح مهتما بأن يعرف عنها ما لم يكن ملما به من قبل.

ويختتم حديثه: جعلنا الرجل الذي يسكن في قرية نائية في الأطراف من جنوب شرق آسيا، ندرك أن اسم جمال عبد الناصر كان يدوي هناك، كدوي غارات الطائرات اليومية على هذا البلد البعيد.