رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بنات المنيا.. خطوة للأمام


- إقدام الطالبات على المشاركة فى الانتخابات الطلابية بشجاعة وعزم هو خطوة إيجابية لا شك أنها ستتلوها خطوات

خطوه فيها شجاعة تتحدى الخوف والتشدد، قد تكون بداية خطوة للأمام فى جامعة المنيا.. فإذا ما كتب لهذه الخطوة النجاح قد تكون بداية نقلة نوعية فى محافظة المنيا.. وإذا ما تم دعمها واتساعها إلى جامعات أخرى قد تصبح نقلة نوعية فى صعيد مصر.
إن هذه الخطوة التى قد يراها البعض خطوة صغيرة تجعلنى أذكر القارئ بدور بنات وسيدات مصر الإيجابى وشجاعتهن فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ضد التطرف والتشدد والظلام، حيث كانت الشابات والأمهات أول من نزل إلى ميدان التحرير، بل كان صوتهن أعلى من صوت الشباب والرجال من أجل إنهاء سنة الظلام ورحيل حكم الظلاميين.. ثم مرة أخرى نزلن إلى ميدان التحرير بكثافة لمطالبة السيسى بالتصدى للإرهاب.
ثم نزلن بكثافة فى الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد فى ٢٠١٤، ثم فى انتخابات الرئاسة.
بل أعود إلى ما قبل هذا، حيث شاركت الشابات فى ثورة ١٩١٩ بقيادة السيدة هدى شعراوى من أجل إنهاء الاحتلال الإنجليزى للبلاد والحصول على الحرية والاستقلال التام.. وسقطت ٤ شهيدات ما زلنا نتذكرأسماءهن لأنهن كن من خيرة شابات وسيدات مصر.
وبينما كان الرئيس السيسى يؤكد دعمه وضرورة تمكين المرأة فى إحدى فعاليات منتدى الشباب العالمى، وهى خطوة تعطى مزيدًا من الدعم للمرأة فى بلدنا.. كانت طالبات الجامعة يؤكدن أيضًا إرادتهن فى نفس الاتجاه للتمكين ولتحقيق الذات فى انتخابات الاتحادات الطلابية فى جامعة المنيا.. فلأول مرة سجلت ٤٢٧ طالبة أوراقهن لخوض انتخابات الاتحاد الطلابية فى جامعة المنيا بزيادة ٣٢٤ طالبة عن العام السابق.. والمدهش فى الأمر أنه فى جامعة سوهاج زاد عدد الطالبات المرشحات فى انتخابات الاتحاد الطلابية على عدد الطلبة المتقدمين للترشيح، فقد سجلت اللجنة العليا للانتخابات تقديم ٧٢٦ طالبة أوراق ترشحهن مقابل ترشح ٣٣١ طالبًا فقط.
وفى جامعة جنوب الوادى، استقبلت اللجنة العليا للانتخابات ١٥٨٨ طلب ترشيح، حسب بيان د. محمد أبوالفضل بدران، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، مؤكدًا أن ٥٨٣ طالبة قدمن أوراق ترشحهن مقابل ٩٩٥ طالبًا. وهو ما اعتبره مؤشرًا على التغيير فى اتجاه التقدم للأمام للمرأة فى بلدنا.. ولأول مرة يبلغ عدد الطالبات المرشحات فى ٣ جامعات بالصعيد ١٧٤٦ طالبة.. وسوف تستمر الانتخابات إلى يوم ١٥ نوفمبر المقبل.
لا بد أن أقول هنا إن إقدام الطالبات على المشاركة فى الانتخابات بشجاعة وعزم هو خطوة إيجابية لا شك أنها ستتلوها خطوات.. وأهم ما فى تقديم الطالبات للترشح والقيام بدور إيجابى فى الجامعة أنه قد تم فى محافظات الصعيد التى ينشر فيها المتشددون فكرهم المتشدد وينشرون دعاوى تحقر من شأن المرأة ويدعون إلى تهميش دورها ويوجهون خطابًا دينيًا يحض على الكراهية بين فئات الشعب ما يثير الفتنة.. لكن يبدو أن للطالبات وجهة نظر مخالفة لهذا، وهو مؤشر على إرادة الإصلاح والتغيير والتخلص من عبء التشدد ومن التقاليد والعادات التى تقلل من شأنهن وحقوقهن.
وإذا كانت الحادثة الإرهابية البشعة التى وقعت بالقرب من دير الأنبا صموئيل بالمنيا، التى استشهد فيها ٧ مواطنين مصريين، قد حدثت فى نفس هذا التوقيت الذى ترشحت فيه طالبات الجامعة بالمنيا فأدمت قلوبنا جميعًا.. فإنه من المؤكد أن هناك صحوة قادمة من جانب شابات المنيا ضد الإرهاب لأن خروجهن للترشح بأعداد كبيرة يعنى أنهن يتصدين للإرهاب الأسود الذى يحض على تحقير المرأة من خلال خطاب دينى متطرف وعنيف، وأن هناك رغبة لدى الطالبات للمشاركة فى الشأن العام.
إننا إمام صوت بنات المنيا يرتفع، مؤكدًا الرغبة فى الحرية وفى تحقيق الذات والمشاركة فى الشأن العام وخدمة المجتمع.. وهى خطوه فى تقديرى للأمام ستتلوها خطوات أخرى.
هى خطوة فى حاجة إلى دعم مجتمعى وتشجيع ودعم من الجامعة ومن الأهل، خاصة إذا كانت البنات من تيار الاستنارة والعمل والإنتاج والمشاركة فى تنمية الوطن.