"إنذار".. غياب الرئات الصناعية يهدد حياة "أطفال القلب" بـ"أبو الريش" الجامعي
عامر، طفل في الخامسة من عمره، يملك وجه بشوش، تعلوه ابتسام، تتصارع الأنفاس داخل صدره، شفتان يكسوهما اللون البنفسجي الغامق، عيون حاصرتها هالات سوداء، يحمل عامر ملامح رجل في سن الشيخوخة بجسد طفل، وتقف والدته إلى جواره، أمام بوابة قسم القلب بمستشفى "أبو الريش" الجامعي، منتظره دوره في الكشف، وإجراء الجراحة.
الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، أعلن بالأمس، عن توقف جزئي لجراحات القلب المفتوح للأطفال، خلال هذا الأسبوع، فى مستشفى أطفال فى مصر (أبو الريش)، وذلك بعد نفاذ الرئات الصناعية بها.
قالت إيمان محمد، طبية بمستشفى أبو الريش، إن المستشفى تعاني منذ أيام من نفاذ الرئات الصناعية والتي تستخدم في عمليات القلب، إلا أن الأطباء بقسم الجراحات يعملون كل ما في وسعهم للعمل في أضيق الظروف، معقبة "صعب نشوف طفل عيان ومنساعدوش".
تابعت إيمان: المستشفى لا تملك مخزونًا احتياطيًا من الرئات الصناعية، على الرغم من وجود أموال من التبرعات تكفي لحل هذه الأزمة، وبعض فاعلو الخير يتحملون تكاليف شراء الخامات المطلوبة، إلا أنها جميعًا ليست حلولًا في الواقع، لأن المستلزمات الطبية المطلوبة يتم استيرادها من الخارج، وهذا الأمر يحتاج إلى أكثر من 3 أشهر لوصولها إلى المستشفى.
"الأطفال بالشكل ده هتموت"، هكذا أوضح أحد أطباء قسم الجراحات العامة بمستشفى أطفال مصر، أن الأمر بات مفزعًا بالنسبة للأطفال الذين كانوا ينتظرون إجراء عملياتهم الجراحية خلال الأيام الماضية؛ لكن تم تأجيلها لعدم وجود بعض المستلزمات الطبية، الأمر الذي تسبب في ذعر الأهالي على حياة أطفالهم.
وأضاف أن المستشفى لم تعاني من تلك الأزمة بهذا الشكل من قبل، ففي الماضي كانت تحدث بعد النواقص في الرئات الصناعية لكن سرعان ما يتم تدارك الأمر بوصول الكميات الجديدة منها، متابعًا أنه عادة ما يتم توجيه بعض الإنذارات التحذيرية لبوادر الأزمة لوزارتي الصحة والتعليم العالي، ويتم الإستجابة لهم، لكن هذا العام لم تلقى تحذيراتهم أي نتائج إيجابية.
