رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير سيف: «عرفة مشاوير» هو الأب الروحى لـ«اللمبى».. ولم أطرد محمد رمضان من «السندريلا»

جريدة الدستور

«الغول، غريب فى بيتى، النمر والأنثى، احترس من الخط، المشبوه، الهلفوت، دائرة الانتقام، شمس الزناتى، قطة على نار، المتوحشة، الشيطانة التى أحبتنى، المولد، الراقصة والسياسى، سوق المتعة، معالى الوزير».. كل هذه الروائع السينمائية كان وراءها مخرج واحد يظل اسمه علامة الجودة لكل هذه الأعمال التى جمعت بين الترفيه والإبداع كما جمع هو بين كونه أستاذًا بمعهد السينما ومخرجًا جماهيريًا. إنه سمير سيف الذى حاورته «الدستور»، وحكى الكثير من الأسرار فى السطور التالية.

■ يعتبرك البعض حالة نادرة فى الوسط الفنى كونك أستاذًا بمعهد السينما وأكاديميًا وفى نفس الوقت مخرجًا لأفلام تجارية؟
- لا أفضل لقب مخرج أفلام تجارية لأنه مصطلح موصوم، ولكن تستطيع أن تسمينى «مخرج أفلام جماهيرية»، وهذا أراه طبيعيًا وليس غريبًا أن أخرج أفلامًا تنجح جماهيريًا لأننى لا أتوقع أبدا أن أصنع فيلما لا يشاهده أحد، وهذا هو مبدأ السينما: «أن يستمتع الناس بما فعلته كما استمتعت أنت بما صنعته».
■ عملت مساعدًا لشادى عبدالسلام ويوسف شاهين وحسن عبدالسلام.. ماذا استفدت من كل مخرج منهم؟
- تعلمت من شادى كيف تصنع صورة مبهرة وكيف تستوعب تراثك المصرى وتنقله من خلال رؤية حديثة وأسلوب متطور، وتعلمت من شاهين كيف أعامل الإخراج معاملة جدية لأن البعض يظن المخرج مجرد شخص يقول «استوب وأكشن» فقط، وهذا ليس مخرجًا، هذا شرطى مرور ليس أكثر، أما حسن عبدالسلام فأخذت منه أن يكون جو التصوير ممتعًا بالدرجة التى تجعل كل العاملين سعداء به من غير «كهربة للوكيشن».
■ تخرَّج من تحت يدك أغلب المخرجين الشباب مثل أحمد نادر جلال وأحمد سمير فرج ومروان حامد وسعد هنداوى وإيناس الدغيدى وعلى إدريس.. من منهم ترى أنه تشرَّب أسلوبك؟
- فى كل الأسماء التى ذكرتها لا يوجد واحد منهم تأثر بى لدرجة تقليدى، أنا فخور بأن لكل منهم شخصيته ولكن أعيب عموما على بعض المخرجين الجدد أن بعضهم يقدم تنازلات فى أفلامه الأولى من أجل الحصول على لقب مخرج دون أن تبرز هذه الأعمال موهبته وقدراته، عكس جيلنا الذى كان أول أفلامه هو بطاقة التعارف التى يقدمها للجمهور ويصنع اسمه وشخصيته من خلالها، لكنى أعذرهم لأن المناخ الفنى سيئ للغاية حاليًا.
■ هل ترى أن داود عبدالسيد ويسرى نصر الله- وهما من أصحاب الرؤى السينمائية المختلفة- نالا حقهما؟
- أرى أنهما أخذا حقهما وتم تقديرهما معنويًا وأدبيا، أنا أقدر شجاعتهما فى اختياراتهما، لأنهما اختارا طريقًا صعبًا وله ثمنه.
■ وسط الصراع الذى نشهده بين الممثل والمخرج.. لمن يُنسب الفيلم؟
- ينسب لمخرجه رسميًا، والمسرحية والمسلسل ينتسبان لمؤلفيهما، فى فيلم «المتوحشة» الذى أخرجته لسعاد حسنى وكان رابع أفلامى، نزل أفيش الفيلم بالجرائد يحمل اسمى واسم سعاد واسم الفيلم فقط، كان للمخرج سلطة قوية، أما الآن فعليك أن تبحث فى أفيش الفيلم عن اسم المخرج بميكروسكوب وسط قائمة أسماء طويلة، واسمح لى أن أقول إن ما يحدث للمخرج الآن هو «عربدة فنية».
■ رغم تاريخك الطويل بالسينما فإنك تُصنف كـ«مخرج ناعم» بعيدًا عن الاشتباكات بالوسط الفنى؟
- لأننى فى وقت مبكر جدا من حياتى أدركت حكمة نجيب محفوظ بالنأى بالنفس عن المعارك الصغيرة مع كلام الناس، ولكن تجدنى مثلا أخوض حربا شرسة مع الرقابة من أجل تمرير فيلم.
■ بعدما قدمت سعاد حسنى فيلمين ناجحين مثل «خلى بالك من زوزو» و«أميرة حبى أنا» أخرجت لها أول أفلامك معها «المتوحشة» ولكنه لم ينجح جماهيريًا.. بمَ تفسر ذلك؟
- أعترف بأننا استخدمنا نفس التركيبة الفنية، نفس المؤلفين ونفس الكتاب، ولكن كنت أشعر حتى من قبل تصوير الفيلم بأننا نغامر فى العمل، لأنه فيلم موسيقى درامى ونهايته حزينة والجمهور يبتعد عن تلك الأنواع، ولكنها كانت مغامرة لم أمنع نفسى من خوضها.
■ بصراحة.. هل جاملت سعاد حسنى بمسلسل «السندريلا»، الذى يحكى قصة حياتها لعلاقتك الشخصية القوية بها؟
- أرفض لفظ مجاملة، لأنها تكون لإضافة قيمة فوق قيمة الشىء، وسعاد حسنى قيمتها كبيرة جدا ولا تقل أبدا عن الفنانين الذين تناولت المسلسلات حياتهم مثل أسمهان أو ليلى مراد أو أم كلثوم، إن مسلسلًا يحكى قصة حياتها هو أقل ما نقدمه لها.
■ لماذا تركت نهاية المسلسل مفتوحة ولم تحسم قرار انتحارها من عدمه؟
- لأننى لا أملك الحقيقة المطلقة فى هذا الموضوع، سعاد شخصية قوية، أذكر مرة سنة ٧٤ حدث زلزال وكنا أنا وهى وحسن الإمام مجتمعين، أنا أصابنى السكون من الذعر وحسن أصابه الرعب أما سعاد فكان لديها ثبات انفعالى عال وفى قمة هدوئها ومؤمنة جدا بالله، ولكن هذا فى ظروف طبيعية، أما كون أى شخص يتم علاجه خمس سنوات بأدوية نفسية فهو كفيل بأن يمر بأزمات نفسية عالية وتغييرات كيميائية ربما تجعله يقدم على شىء عكس شخصيته، ولكن أنا على أى حال لا أملك أى يقين ناحية أى شىء.
■ بمناسبة «السندريلا».. يقول محمد رمضان إنك طردته من الكواليس فى البداية؟
- أنا عمرى فى حياتى ما طردت حد، وكل الوسط الفنى يعرف ذلك، فى فيلم «الغول» كان هناك ممثل لم يستطع أن يقول جملتين على بعض من التوتر، ولكنى رفضت حتى أن أخبره بأنه غير مناسب للدور فصورت المشاهد ثم صورت غيرها بعد ذلك حتى لا تلاحقه سمعة سيئة طوال حياته. اعتراضى على محمد رمضان كان فقط أنه كان ضئيل الحجم بالنسبة لأحمد زكى، ولكنى لم أعترض على أدائه ولم أطرده، لأننى لو غير مقتنع بأدائه لن أغير رأيى ولكنه يضيف بُعدًا دراميا بمسألة طرده وهذا لم يحدث.
■ هل تنزعج عندما يصفونك بـ«المخرج الأمريكانى»؟
- تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه، قالوا هذا لأنى استخدمت الأسلوب الأمريكى فى تكنيك الإخراج، ولكن أفلامى كلها تغوص فى تفاصيل المصريين وحياتهم كالسير بسيارة أمريكية وسط شوارع القاهرة.
■ هل كان فيلم «المشبوه» فى البداية من بطولة نور الشريف وآثار الحكيم؟
- لا أعلم كيف تسربت تلك المعلومة ولكنها صحيحة، الفيلم كان سيقوم ببطولته نور الشريف وكنت أستشير رأى سعاد حسنى فى السيناريو، كوننا أصدقاء، ولكنى فوجئت بأنها تخبرنى بأنها تريد أن تقوم بدور البطولة النسائية بالفيلم، فقلت لها مستحيل لأنك بطلة أفلام، ودور البطلة هنا هو الدور الثالث بعد المجرم والضابط، ولكنها أصرت فتغيرت الخطة وتغير الأبطال.
■ وهل كان محمود الخطيب هو من سيلعب بطولة فيلم «غريب فى بيتى»؟
- بالفعل، كان محمود الخطيب هو من سيجسد دور «شحاتة أبوكف» ولكنه تردد كثيرا فى قبول عرض الاتجاه للتمثيل، فلجأنا للفنان الوحيد الذى يلعب كرة قدم وكان نور الشريف.
■ شخصية «عرفة مشاوير» فى «الهلفوت» التى أداها عادل إمام.. كيف ظهرت على الشاشة؟
- كانت الشخصية مكتوبة جيدًا ولكن الملابس ونكشة الشعر وطريقة الكلام كان مجهودى أنا وعادل إمام لتخرج بهذا الشكل، وهذا أرعب منتج العمل الذى خاف من فشل العمل بسبب ظهور عادل إمام بذلك «اللوك»، ولكنى كسبت الرهان ونجح الفيلم جدا. وبالمناسبة، «الهلفوت» هو الأب الروحى لشخصية «اللمبى».
■ قدمت الفنان هشام عبدالحميد فى مسلسل «أوان الورد» وفيلم «معالى الوزير».. كيف تراه الآن وهو يقدم برنامجًا فنيًا على إحدى قنوات الإخوان؟
- أرى أنه مشبوه، صحيح هو لا يقدم برنامجًا يسىء لمصر أو يهاجمها ولكنه يبث عبر قناة معادية لها، وهذا يضعه فى وضع الشبهة.