رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملاك طيب.. لو تعلمون

جريدة الدستور

وجدته- أخيرًا- فى كهف مظلم
وعلى وجهه ابتسامة صوفى راضٍ
كأنه ينتظرنى منذ زمن
قال إنه غاضب منكم
لأنكم تشوهون سمعته
عن عمد
وتتناسون يده الرحيمة
التى تنتشل العالقين
وتحتضن قلوًبا
أصابتها شيخوخة مبكرة

صديقى
الذى فررت منه
منذ خمسة عشر عامًا
عاتبنى- بحنان أبوى-
وأخبرنى أنه قطار سريع
لا يحمل سوى الراغبين
فى الذهاب مبكرًا
ولا يحتملون غبار الطريق
ربت على كتفى
وقال إنه- مثلى- يكره الرتابة
فيأخذ أحيانًا شكل موسىّ صدئ
ليقطع شريانًا معطوبًا
ويرسم بالدم ورودا وفراشات
حكى لى عن مقهورين
قفز بهم
من فوق بنايات شاهقة
ليشعروا ولو مرة واحدة بالانطلاق
أخرج من حقيبته
صور فتيات هزمهن الأرق
فأشفق عليهن
وتحول إلى أقراص منومة
تخدر حزنهن
قال إن الماء
مكانه المفضل
حيث يأخذ المحرومين
ليشاهدوا عروس البحر
ويلعبوا مع أسماك القرش

قبل الفجر
قبَّل جبهتى
وأعطانى مسدسًا ومشنقة
ثم قال بيقين الواصلين:
أعرف أنك صدامى
وتريد تعذيبهم بصورتك
الأخيرة