رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموت بـ«التاتش».. استخدام الهواتف الذكية يوقف النمو ويدمر خلايا المخ لدى الأطفال

جريدة الدستور


كشفت دراسات علمية أمريكية عن وجود تأثيرات خطيرة للهواتف المحمولة الذكية، والأجهزة اللوحية، على الصحة العقلية للأطفال.
وحذرت الدراسة، التى نُشرت فى موقع «نيوز جار» البريطانى، من تأثير الأجهزة التكنولوجية على الخلايا الدماغية والنمو العقلى للأطفال، مشيرة إلى أن تلك الأجهزة من شأنها إيقاف معدلات النمو وإحداث تلف بالخلايا.
حسب الدراسة، حذّر باحثون فى جامعتى سان دييجو وجورجيا، من استخدام الأطفال الأقل من عامين الأجهزة اللوحية، بما يعرضهم لإصابات عقلية خطيرة، مشيرين إلى أن قضاء ساعة واحدة يوميًا على الهاتف الذكى قد يتسبب فى الإضرار بالصحة العقلية.
وذكرت الدراسة أن إعطاء الآباء والأمهات هواتفهم المحمولة لأطفالهم من أجل إسكاتهم أو تلبية مطالبهم باللعب عليها، يؤدى إلى إيقاف فضولهم، وإصابتهم بالتوتر والاكتئاب، وقد يصبح الأطفال أقل استقرارًا عاطفيًا، وقدرة على إنهاء مهامهم المدرسية.
وأضافت: «تُضعف الأجهزة المحمولة قدرة الأطفال على إنهاء المهام المدرسية، وتخفض من سيطرتهم على ذواتهم».
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن المراهقين هم الأكثر عرضة لمخاطر الأجهزة الإلكترونية، فإن الأطفال دون سن العاشرة يتأثرون بشدة، مضيفة: «تُظهر الأبحاث أن الأطفال البريطانيين يقضون نحو ٥ ساعات يوميًا على الأجهزة الإلكترونية».
وطالبت الدراسة، الآباء وأولياء الأمور، ببذل مزيد من الجهد للحد من استخدامات أطفالهم الأجهزة الذكية، وكذلك تخفيض الوقت الذى يقضونه على شبكة الإنترنت، لتجنب إصابتهم بالاكتئاب والتوتر.
وحسب الدراسة، فإن أغلب أزمات الصحة العقلية تنمو وتتطور فى فترة المراهقة، فيما كشفت الباحثتان جين توينج وكيث كامبل، المسئولتان عن الدراسة، عن وجود احتماليات كبيرة لتسرب الاكتئاب إلى العقل بفعل التركيز الشديد فى شاشات الهواتف.
وأضافتا أن هناك حاجة إلى تحديد العوامل المسببة لمشكلات الصحة العقلية، حتى يمكن تغييرها فى المجتمع، بهدف إنقاذ الأطفال المصابين بضمور وتلف عقلى، إلى جانب إيجاد وسائل أكثر ملاءمة لطبيعة سنهم ليقضوا عبرها أوقات فراغهم.
وحللت الباحثتان بيانات تحصلتا عليها من آباء ٤٠ ألف طفل أمريكى، تتراوح أعمارهم بين عامين و١٧عامًا، لإجراء مسح صحى وطبى، وأجرتا استبيانًا حول الرعاية الصحية للأطفال، والمشاكل العاطفية أو السلوكية وأوقات الجلوس على الشاشة يوميًا، سواء شاشة الموبايل أو الكمبيوتر أو التلفاز، وقد توصلتا إلى أن ثلث المراهقين لم يقرأوا كتابًا واحدًا خلال العام الماضى.
وفى الوقت الذى تستهلك فيه وسائل التواصل الاجتماعى المزيد من وقت المراهق، فإن ١٦٪ فقط ممن تتراوح أعمارهم بين ١٧ و١٨ عامًا يقرأون كتابًا للاستمتاع يوميًا، مقارنة بنسبة ٦٠٪ فى أواخر السبعينيات، وتبين أن ٢٪ فقط من الفئة بين ١٥ و١٦ عامًا يقرأون صحيفة يوميًا، بانخفاض قدره ٣١٪، مقارنة بأوائل التسعينيات.
وأشارت النتائج إلى أن استخدام «السوشيال ميديا» بين المراهقين زاد إلى معدل يتراوح بين ساعة وساعتين يوميًا.
وذكرت المُشرفة الرئيسية على البحث، جين توينج، المُدرّسة بجامعة سان دييجو: «مقارنة بالأجيال السابقة، قضى المراهقون فى ٢٠١٠ وقتًا أكبر عبر الإنترنت، ووقتًا أقل مع وسائل الإعلام التقليدية، مثل الكتب والمجلات والتليفزيون، وارتفعت المدة المستغرقة على الوسائط الرقمية، مقابل الوقت الذى يُقضى فى الاستمتاع بقراءة كتاب أو مشاهدة التليفزيون».
وأشارت إلى وجود قلق كبير من انخفاض معدلات القراءة بين المراهقين، بما يؤثر فى أدائهم فى المدرسة، لأنهم يفتقرون إلى التركيز فى فهم الكتب المدرسية.
وقالت إن المراهقين الذين يقضون أكثر من ٧ ساعات يوميًا على الشاشات، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مقارنة بالذين يقضون ساعة.
وأوضحت أن الروابط بين قضاء الوقت أمام الشاشة والتوتر النفسى قوية للغاية لدى المراهقين مقابل الأطفال الصغار، مضيفة أن الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة، أو الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات، أكثر عرضة مرتين فى اليوم لفقدان أعصابهم، وهم أكثر عرضة بنسبة ٤٦٪ لفقدان القدرة على الهدوء.
ولفتت إلى أن ٤٢.٢٪ من الفئة العمرية بين ١٤ و١٧ سنة، يقضون نحو ٧ ساعات فى اليوم أمام الشاشات، ولا ينهون مهامهم المدرسية، وتبين أن ٥٩٪ من الفئة العمرية من ١١ إلى ١٣ سنة يقضون ساعة أمام الشاشات يوميًا، ولا يفقدون الفضول أو الاهتمام بتعلم أشياء جديدة.
ويقدّر المعهد الوطنى الأمريكى للصحة أن الأطفال والمراهقين يقضون بين ٥ و٧ ساعات أمام الشاشات فى أوقات الفراغ يوميًا، وقررت منظمة الصحة العالمية، العام الجارى، إدراج «اضطراب الألعاب» فى المرتبة الحادية عشرة للتصنيف الدولى للأمراض.
وتوصل فريق من الباحثين، فى جامعة أُكسفورد، إلى أن متوسط وقت مشاهدة التلفاز اليومى للأطفال فى المملكة المتحدة قفز خلال جيل واحد من أقل من ٣ ساعات إلى ٤ ساعات و٤٥ دقيقة، فيما يحذّر الخبراء من أن الأطفال المدمنين للشاشات، معرضون لخطر الأرق والبدانة والسقوط ضحية للقرصنة الإلكترونية، بينما يفقدون مهارات اجتماعية قيّمة من خلال عدم الاتصال المباشر مع البشر.