رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمي نوال السعداوي.. د. منى حلمي تكتب عن الأديبة التي لا تنكسر فى عيد ميلادها الـ87

جريدة الدستور

-يوسف إدريس قال لى: كنا نغار من أبيك لأنه خطف قلب نوال
- تعرضَتْ لكل الاتهامات لكنها صمدت أمام التطرف بروح المبدعة المؤمنة بأفكارها

وُلدت من «رحمها» المتمرد حتى على طريقة تكوّن الأجنة فى الأرحام. توسلت إليها ألا تلدنى فى الربيع، حيث الصخب، وافتعال الفرح، وفوضى الألوان، واختلاط العواطف بالأتربة، والغبار. ولكن فى الشتاء، حيث الأشجان الممطرة، ودفء العشق المستحيل، والليل الطويل المتسع للأحلام، والبكاء النبيل.
لكنها تمردت على أمنيتى، لكى تخبرنى بأن لا أحد، حتى لو كانت طفلتها الأولى، يُملى عليها الأمنيات، ويغيّر من قرارات جسدها، الفارع، والجامح.

منذ الرضعة الأولى، أدركت أن تلك المرأة التى تُطعمنى وتُشربنى وتحملنى وتحتضننى حتى يأتينى النوم، ليست طبيعية. وكلما مرت الأيام تتأكد ظنونى، أن أمى لا تنتمى إلى قائمة «الأمهات المثاليات»، وخارجة عن مدار «الزوجات الفضليات المطيعات». منذ طفولتى، وأنا أندهش، من جو البيت الذى نسكن فيه أنا وأمى. وكنت دائمة التساؤل، لماذا بيتنا مختلف عن كل البيوت التى أزورها أو أشاهدها على شاشة التليفزيون أو التى أسمع حكاياتها ممنْ حولى؟
فأنا أعيش فى بيت يتكرر فيه منظر شاذ كل يوم لا أراه فى أى أسرة حولى.. أرى «أمى تكتب»، حين أزور إحدى صديقاتى أو قريباتى أرى «أمها تطبخ».
شىء آخر غريب أثار دهشتى، «ليس فى بيتنا رجل» أو «أب»، مثل البيوت التى أعرفها، وأدخلها.
وبشكل ما ارتبط عندى منذ وقت مبكر وبصورة غير مكتملة، أن بيتًا بلا رجل أو أب يعنى امرأة «تكتب»، أن بيتًا فيه رجل أو أب يعنى امرأة «تطبخ».
شىء آخر غريب كان يميز بيتنا.. لم تقذفنى أمى بالأوامر والتعليمات والمواعظ التى تحاصر الأطفال الآخرين خاصة الإناث منهن، أجمل وأثمن شىء فى أمومة أمى أنها أتاحت لى أن أكون «أمًا لنفسى»، أعطيها النصائح وأحدد لها متى تذاكر ومتى تلعب ومع منْ، متى أنام مبكرًا، ومتى تطول أمسياتى حتى الفجر. تركتنى أمى «نوال» لنوع من الأمومة محظور، منبوذ، متهم، اسمه «أمومة الحرية». هكذا بدأت العلاقة بيننا وهكذا استمرت وبقيت.
أن أسمع عن «الحرية» من خطب المسئولين ورؤساء الأحزاب ومانشيتات الجرائد وأساتذة المدرسة والجامعة شىء. وأن أعيش حياتى منذ ميلادى مع امرأة تحمل فصيلة دم نادرة، اسمها «الحرية».. تأكل حرية، تشرب حرية، تلبس حرية، تكتب حرية، تغضب حرية، وفى نهاية اليوم تنام على وسادة حرية وتتغطى بملاءة حرية لتحلم حرية. فهذا شىء آخر.
كان الفضل لأمى، نوال السعداوى، أن أتذوق منذ نعومة أظافرى طعم الفاكهة المحرمة على الكبار، والصغار، «الحرية». وقد أعجبنى المذاق، فقررت أن أتشبث به ولا أتنازل عنه. كما أننى لست مستعدة لأن أكون ابنة جاحدة، تخذل أمها.
فى بعض الأحيان، أداعب أمى وأسألها: «هل كنت تتوقعين أن أعشق حريتى مثلما تفعلين، وأن نكون كاتبتين فى أسرة واحدة؟»
تبرق عيناها السوداوان قائلة: «لا يمكن أن أنجب ابنة إلا وتكون متفردة. كنت ثمرة قصة حب عظيمة.. كان أحمد حلمى، والدك زعيم الطلاب فى كلية الطب، ترك الكلية ليحارب مع الفدائيين ضد الإنجليز.. كان يملك موهبة الكتابة، وأصدر أول مجلة فى كلية الطب رأس تحريرها وأسماها «شعلة التحرير»، وشاركت أنا وصديقنا الثالث المشترك يوسف إدريس الكتابة لها.. أنت يا منى خلطة من موهبة الأم والأب».
وعلى ذكر يوسف إدريس، الذى كان يزورنا باستمرار، حيث اللقاءات الفنية الثقافية والأمسيات الغنائية الموسيقية التى تعقدها أمى مرة كل شهر تقريبًا، أذكر أننى أعطيته بعض القصص القصيرة التى كنت أكتبها، وطلبت رأيه قائلة: «د. يوسف لو سمحت عايزاك تقوللى رأيك بصراحة، لأننى أريد نشر مجموعتى القصصية الأولى». قال مداعبًا أمى: «يعنى مش كفاية أنت علينا يا نوال.. ده إحنا مش قادرين عليكى.. كمان منى بنتك».
ثم كتب: «ما زلت أتذكر تلك الليلة، كنت فى زيارة للصديقة نوال السعداوى، وزوجها الدكتور شريف حتاتة، وهما فى غنى عن التعريف، فنوال كاتبة مفكرة ثائرة.. قصّاصة.. كتلة ملتهبة من الشمس، انفصلت واستقرت على الأرض، ولا تزال شمسية ملتهبة، لم تبرد بعد، ولا أعتقد أنها ستبرد، وشريف حتاتة، قضى نصف حياته مسجونًا سياسيًا ودرس الطب بنبوغ، والآن أصبح من الروائيين الجدد المعدودين فى مصر.. عرفانى بابنهما عاطف حتاتة وابنة نوال مُنى حلمى، من أول لحظة أحسست أن هذه الفتاة التى لا تتكلم إلا نادرًا، فيها شىء خفى ما، ولهذا لم أفاجأ أبدًا حين ذكرت لى نوال أن مُنى تكتب قصصًا، بيت من الكتّاب.. يا له من بيت، قرأت لها قصة، وفى الحال أحسست أنها كاتبة وستكون، بل أيضًا أحسست نوع كتابتها.. إنها نسّاجة «كانافاه» من الأحاسيس الدقيقة التى تصدر عن نفس ناعمة جدًا، طبيعية تمامًا وغير طبيعية بالمرة، وإذا لم تكن هذه صفات أو بعض صفات الفنان، فماذا تكون؟».
وفعلًا، ظهرت مجموعتى القصصية الأولى، تحمل هذه المقدمة، اتصلت به لأشكره، قال: «لا يمكن أن تكون ثمرة نوال وأحمد حلمى، إلا أديبة مثلك.. وخلّى أحمد يقراها وسلمى عليه أوى.. مع إنى مش هانسى أبدًا إنه خطف (نوال) نوارة الكلية».
وعندما صدرت مجموعتى القصصية الأولى، قال ناقد معروف، إنها قصص برجوازية، تحمل أولويات مرفهة، مستريحة. وتساءل: «أين القصص التى تتحدث عن أولويات الوطن؟ أين مشاكل النساء الفقيرات، المقهورات، الكادحات؟»
اتصلت بيوسف إدريس، وقرأت له النقد بأكمله عبر الهاتف. صوته المفعم باعتصار الحياة، فى رشفة واحدة، يقول وكأننى أسمعه الآن «لا تسمعى كلام الأوصياء على الأدب والفن.. وهم أكثر قسوة مع كتابات النساء.. اكتبى فقط وكونى نفسك.. وتذكرى أن نوال دفعت، وما زالت، وسوف تظل تدفع الفاتورة الباهظة لحريتها وكونها نفسها.. لا تقول إلا ما تؤمن به ولا تكتب إلا لإرضاء قلمها.. تعلمى من نوال كيف من الحجارة التى تُقذف بها صنعت بيتها كانت أمى نوال السعداوى، وأبى أحمد حلمى ويوسف إدريس، ثلاثة أصدقاء منذ كلية الطب «قصر العينى» فى منتصف خمسينيات القرن الماضى. يخرجون معًا فى المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى. ذهب أبى للحرب مع الفدائيين فى القنال. وعاد بعد فقدان صديقه الحميم، أحمد المنيسى.
كان أبى كاتبًا رفيعًا، وخطيبًا مبدعًا. وكانت الكتابة والثورة ضد الاحتلال وعشق الحرية هى ما وطدت الصداقة بين أبى أحمد حلمى وأمى نوال السعداوى ويوسف إدريس.
فى آخر لقاء معه حدثنى يوسف إدريس عن أبى وعيناه تشردان فى الذكريات البعيدة التى لن تعود.
قال: «تعرفى يا مُنى أبوكى ده كان له قلم عظيم رومانسى وثائر وممتع. أول قصة كتبها فى مجلة شعلة التحرير اسمها (كلب وغلام)، كانت حديث الكلية. كنا نغار منه لقلمه الفريد ووسامته، ولأنه أيضًا استطاع أن يستأثر بقلب نوال الأديبة الموهوبة والإنسانة المتميزة. لكن حرب الفدائيين وفساد السياسة وموت صديقه بين ذراعيه أحدثت جرحًا عميقًا لن يلتئم.. أصل أبوكى ده مرهف وحساس جدًا.. مستغربتش لما عرفت إنه فاتح عيادته فى حى شعبى فقير وبيعالج الناس مجانًا».
شاءت الأقدار أن أشهد مع أمى «نوال»، كل الأوقات العصيبة التى كانت فى انتظارها على أحر من الجمر. ولا أعتقد أن أديبة وروائية وكاتبة وامرأة فى العالم قد تعرضت لما تعرضت له. قالوا عنها كل شىء.. اتهموها بجميع الاتهامات الممكنة وغير الممكنة على كوكب الأرض.
قالوا: «متطرفة.. تُفسد الشباب وتحرّض النساء ضد الرجال.. تشجع الزوجات على الطلاق وخراب البيوت العمرانة بالطاعة.. تريد إسقاط نظام الحكم فى البيت والدولة كافرة.. فاسقة.. فاجرة.. تسىء إلى الأديان وتتطاول على الذات الإلهية العليا.. وتزدرى الرسل والأنبياء.. تنكر المعلوم من الدين بالضرورة.. أقاموا عليها الحسبة والتفريق بينها وبين زوجها د. شريف حتاتة.. تحارب ختان الإناث والذكور لتحظى بفرقعات إعلامية.. تحارب الحجاب والنقاب لأنها تريد تعرية المرأة وتهدف إلى الفحشاء والإباحية والانحلال الأخلاقى.. قالوا إنها حليفة الشيطان وإنها مشهورة عالميًا لأنها تكتب ما يحب أن يسمعه الغرب.. قالوا إنها مرتدة عن الإسلام وأباحوا دمها.. قالوا ليست كاتبة ولكن باحثة، قالوا رواياتها ليست متميزة إبداعيًا ولكنها موظفة لأهداف قضية تحرير المرأة.. طالبوا بسحب الجنسية المصرية منها.. قالوا شمطاء عجوز متصابية، قالوا تنتهك عادات وتقاليد المجتمع.. طالبوا بحرق رواياتها وكتبها».
كنت أسمع خطيب الجامع المجاور لبيتنا فى الجيزة يزعق فى الميكروفون: «اقطعوا رقبتها.. نوال السعداوى الكافرة الملحدة المنحلة لا تبقوها على قيد الحياة لو كنتم حقا مسلمين ورجالة».
كسبت نوال أمى كل القضايا التى رُفعت ضدها فى كل معركة، كانت تقف شامخة، متحدية، مؤمنة بأفكارها، صلبة الإرادة، ولا تفقد أيًا من طباعها وشخصيتها حتى روح المرح.
وأسالها: «من أين تأتى شجاعتك وقوتك»؟. تجيبنى بابتسامة هادئة: «لا أجد أى لذة فى الحياة إلا لذة الإبداع. أعيش وأحيا وأستمد قوتى واستمرارى من لذة الإبداع. الإيمان بالنفس هو أكبر إيمان فى الكون. لكنه يُسلب منا لصالح إيمانات أخرى لا تمثل وجودنا وحقيقتنا ومشاعرنا واحتياجاتنا. ولهذا ننهزم بسرعة. والشخصية العربية هشة مهزومة من داخلها قبل أن تكون مهزومة من الخارج. الإنسانة المؤمنة بذاتها تنتصر. هكذا تعلمت من أمى وأبى. هذا ليس معناه أننى لا أتعلم من تجاربى. بالعكس فأنا دائمًا أجدد عقلى وأفكارى. لا أؤمن بالجمود والمسلمات والبديهيات والثوابت. الحياة هى التغير».
نوال أمى، طلقت نفسها من الثلاث زيجات فى حياتها. هى كما تقول: «أنا لا أصلح لدور الزوجة.. عقلى الحر وأفكارى الخاصة وطموحاتى الأدبية وتشبثى باستقلالى ونوع شخصيتى لا يتناسب مع الطاعة والخدمة ونكران ذاتى وتبعيتى لأى إنسان.. لم أحلم يومًا بأن أرتدى ثوب الزفاف.. كنت أحلم بتغيير العالم». أمى نوال، تدهشنى كل يوم. تعودنا على أن «الزمن»، يؤثر على الإنسان، وينحت على ملامحه الكرمشة والتجاعيد والخطوط الفوضوية.
فأمى نوال، هى التى تؤثر على الزمن، وهى التى تنحت على ملامحه صفحات، مثل النقش على الحجر، وكلمات محفورة مثل الأحجار الكريمة المستقرة فى عمق البحر.

ومقال عمره ٢٦ عامًا لـ«د.شريف حتاتة»: سيدة فى وجه العالم

فى بلادنا العربية لا يكتب الكاتب عن زوجته، إنه يكتب عن عشيقاته بأسماء مستعارة بالطبع أو عن المومسات اللائى ضاجعهن فى الشباب، أو عن أمه باعتبارها المرأة المثالية فى حياته، سواء صح هذا أم لا، فالنفاق مطلوب خصوصًا عند الحديث عن الأهل، وإلا تقوضت الأسرة التى نراها أمامنا الآن، التى فسدت فسادًا لم يحدث فى أى عهد بسبب الزيف والنفاق السائدين فى العلاقات بين الرجال والنساء، وبين الأهل والأطفال.
الزوج لا يكتب عن زوجته فهى عورة لا يجوز كشف الأستار عنها، أو لأن رجولة الرجل تمنعه من إتيان هذا الفعل.
أما أنا فسأكتب عن نوال السعداوى قبل أن يمضى بى الزمن إلى القبر، فأحرق فى جهنم لأنى لم أدافع عن الحق، سأكتب عنها لأنها زوجتى وأقرب الناس إلىّ، ولأنها صديقتى وشريكة حياة وكفاح لمدة ثلاثين سنة، لأنها وقفت إلى جانبى فى كل الملمات، ودافعت عنى بقوة عشرين رجلًا، ولأنه لا يوجد ما أُخفيه أو أستره حول هذه المرأة التى لم تكف منذ عشرات السنين عن خوض المعركة تلو المعركة دفاعًا عما تؤمن به، أو عن تلقى الضربات التى تلقاها كل رائد فى مجال الفكر والإبداع أو الطعنات التى يوجهها الجبناء.
أكتب عن نوال السعداوى لأنه فى الجو المعتم الذى يسود منطقتنا العربية تعلو نغمات الخرافة والتعصب الدينى والإرهاب المسلح ولأنها لا تجد من يقف إلى جوارها فى وسائل الإعلام والصحف، أكتب عنها وسط هذا الجو الغريب، لأدافع عن سيدة شجاعة تكاد تقف بمفردها ضد حملة شعواء ولأنها ممنوعة من فرص الدفاع عن نفسها، ممنوعة من قلمها، الذى يخط الكتاب وراء الكتاب والذى لم يكف عن العمل منذ أربعين عامًا، منذ أن كانت طالبة فى حلوان الثانوية، فكتبت أول كتاب تحت عنوان «مذكرات طفلة اسمها سعاد»، وكأن الكتابة بالنسبة إليها كالتنفس لا تستطيع أن تعيش بغيره، وتتلخص مشكلة نوال السعداوى فى أنها لم تؤجر قلمها للسلطة الحاكمة فى أى عهد ورفضت التخلى عن رأيها من أجل الأضواء الإعلامية والحكومية فى بلادها.
أقف مع نوال السعداوى لأنهم يتهمونها بالإباحية والجنس، بينما لم أر فى حياتى امرأة فى مثل استقامتها، كوّنا أسرة منذ ما يقرب من ثلاثين سنة، سافرت هى إلى الخارج وسافرت أنا، فوجدتها كما هى، تذود عن العش، عن البنت والولد، تعطيهما من إبداعها وتغرس فيهما قيمًا كالمعدن الثمين، لم يصبها صدأ، تغرس فيهما الثقة فى النفس، أصبحا ينتجان بدورهما فى مجالى الفن والأدب، تعمل نوال اثنتى عشرة ساعة فى اليوم الواحد، تعمل دون كلل، حتى أصبحتُ أنا من حاسديها، لأننى لا أستطيع أن أجاريها فى العمل، هكذا أصبحت لى أسرة، أصبح لى بنت، وأصبح لى ولد، أفخر بهما وأتمنى أن يعيشا فى عهد غير العهد، فى زمن غير الزمن، زمن يحترم الإنسان، أتمنى ألا يصيبهما ما أصابنا نحن، نوال صانت الأسرة التى يقولون إنها تعمل ضدها، أقامتها بالجهد والإخلاص، بالحديث الصريح الذى لا يخاف، ليصبح كل منا نفسه، فأصبح من حقها فى الكتب أن تتحدث عن أسرة جديدة، جوهرها الصدق والشجاعة وليس النفاق والازدواجية.
إننى أقف مع نوال السعداوى لا لأننى زوجها ولكن لأنها إنسانة فيها رقة الفنان، والأم والمرأة، التى تعرف معنى للشرف، للجهد الذى لا يتوقف، ولأنها فيها عنف المدافع بشجاعة عن الحق، إن كنتم تريدون عبيدًا فإن القهر الذى مارستموه مع نوال السعداوى هو خير السبل، وإن كان لم ينفع معها، فهناك دائمًا قلة قليلة يصعب قهرها، وهذه القلة هى الأمل، هى التى ستصبح فى يوم ما شعبًا لا يرضى سوى عن عالم فيه سلام وعدل.