رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سوسن بدر.. نفرتيتي السينما المصرية

جريدة الدستور


هى واحدة من أبرز الوجوه النسائية على مدى الـ٤٠ عامًا الماضية، منذ تخرجها فى المعهد العالى للفنون المسرحية، متخلية عن الدراسة فى كلية العلوم، لم تكن بعيدة عن عالم الفن، ولم يكن عشقها للتمثيل من قبيل المصادفة، فهى ابنة الفنانة آمال سالم التى شجعتها على خوض تجربة التمثيل، ربما لتحقيق أحلام والدتها الفنية التى لم تتمكن من بلوغها.
شاركت سوسن بدر فى عدة أعمال فى بداية حياتها، منها الإذاعية، مثل «وتاه منى الطريق» و«عندما ينطق الجبل»، ومن المسرحيات «آه يا غجر» و«ثورة الشطرنج»، ومن المسلسلات «أحلام الفتى الطائر».
جاءت الانطلاقة الحقيقية فى مشوار سوسن بدر عندما رشحها الفنان نور الشريف للمخرج حسين كمال لتشارك فى فيلم «حبيبى دائمًا» أمام بوسى، وقد تحققت بداية الحلم السينمائى لها بعد إشادة الجمهور والنقاد بدور الطبيبة «سلوى» زميلة «إبراهيم» التى أحبته فى صمت، وعبرت عيناها عن هذا الحب ببراعة.
استطاعت سوسن بدر على مدار السنوات الـ٤٠، ومن خلال أكثر من ٣٥٠ عملًا فنيًا، أن تقدم الأدوار المتنوعة بأسلوبها المتفرد، فهى «فاطمة» ابنة البلد الشعبية فى فيلم «سلام يا صاحبى» ١٩٨٧ أمام سعيد صلاح وعادل إمام، الذى يعد من الأفلام المؤثرة فى وجدان المشاهدين والباقية فى الذاكرة على مر الوقت، وهى «فاطمة» الخادمة الشريفة التى ترفض مضايقات رجل العائلة الثرى الذى تعمل لديه فى فيلم «الأبواب المغلقة» ٢٠٠٠ أمام محمود حميدة، وهى «فاطمة» المتسولة التى اضطرت للقيام بهذا الفعل المهين لتوفير تكلفة علاج ولدها المصاب بالفشل الكلوى ويحتاج ٣٠٠ جنيه لكل جلسة، كما ظهرت بدور «فاطمة الفيومية» فى فيلم «الكنز» ٢٠١٧.
أما عن أدوار المرأة الصعيدية، فتعد من نجمات هذا اللون الدرامى الصعب، وقدمته فى دور «أم هاشم» فى فيلم «خريف آدم» ٢٠٠٢، و«حنة» المرأة البدوية فى فيلم «شمس الزناتى»، ومن الأدوار المختلفة التى فاجأت جمهورها به، كان دور الراقصة «نوجا» فى فيلم «الفرح»، تلك الراقصة التى اعتزلت الرقص على يد كريمة مختار بجملتها الشهيرة «إحنا بنتعلق برضا ربنا»، وكأنها نكأت جرحًا فى قلب المرأة لتتعرف على عدم رضاها عن عملها كراقصة فى الأفراح الشعبية فتتخذ القرار باعتزال مهنة الرقص وستر جسمها من الرجال، لكنها تتعرض لضرب مبرح من قبل الابن صاحب الفرح لتصعد إلى المسرح الشعبى وهى متورمة الوجه لترقص مُجبرة، وهو المشهد الذى أدته سوسن بدر بتمكن وتأثر شديد يجمع بين الكوميديا السوداء والميلودراما الإنسانية.
ومن بعد فيلم «الفرح» وفى نفس العام ٢٠٠٩، قدمت شخصية «أمانى»، المرأة التى تأخرت عن سن الزواج فى فيلم «احكى يا شهرزاد»، ذلك المشهد الذى لا يُنسى بمشاركة حسين الإمام العريس الذى جاءها بطريقة زواج «الصالونات»، لتقدم من خلاله واحدة من أفضل الجمل الحوارية، إذ تصاعد انفعالها حتى وصل لذروته بإحساس حقيقى مرت به غالبية الفتيات فى مصر.
من الواضح أن سوسن بدر لها آراء فى العلاقات الزوجية، فتقول دائمًا إن القيود فى الزواج هى الطريق الأول للطلاق، وإن ذلك كان سبب انفصالها فى عدة زيجات سابقة، إذ تزوجت ٧ مرات من مشاهير وزملاء مهنة ورجال أعمال، ولا تمانع فى خوض تجربة الزواج الثامنة.