رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماجدة صالح.. فراشة غيرت من ملامح الأوبرا

جريدة الدستور

منذ فترة قصيرة؛ مرت ثلاثون سنة على إنشاء دار الأوبرا المصرية، تعتبر محطة هامة في تاريخ المجتمع المصري، فبعد العديد من المشاق التي مرت، صرنا أمام صرح من أهم الصروح العالمية للثقافة والفنون.

ولعل الرياح ليست حانية دائمًا، فمنذ أربعين عاما وتحديدًا في يوم 28 أكتوبر 1971، نشب حريق دار الأوبرا المصرية الخديوية؛ راحت النيران تستعر دون هوادة، تلتهم الأزياء والإكسسورات والتحف نادرة، كانت ضربة قاسية ومدمرة للحياة الثقافية في مصر وخارجها.

ولما كانت الأوبرا هي مرمى الباليه المصري فقد اضطرت الفتيات حينئذ إلى السفر للخارج من أجل استكمال تعليمهن والتي كانت منهن أول باليرينا مصرية "ماجدة صالح" التي أصبحت بعدها بسنوات أول عميدة للمعهد العالي للباليه من أبنائه.

لم يقتصر دور "ماجدة" على مجرد السفر، والبحث عن اكتشافات جديدة فى الرقص المسرحي، والقيام ببعض الأبحاث في فن الرقصات المصرية التقليدية، وانضمامها لأكبر فرق الباليه في العالم "البولشوى"، بل عادت إلى مصر عام 1983، لتخوض رحلة كانت الأثرى فى حياتها وقلبها.

ساهمت الفراشة المصرية فى عام 1988 بكل ما أوتيت من حيوية الأنثى، أن تبدأ مع فريقها المكون من عبدالله العيوطي الذى كان مديرا فنيا للأوبرا القديمة، ومنال محمود التى كانت تعمل في مشروع بناء الأوبرا، وعايدة حسين الإعلامية البارزة فى هيئة الإستعلامات فى إحياء دا الأوبرا من جديد بعد الثغرة الخرافية التى استمرت لمدة 17 عاما منذ حريقها عام 1971.

قالت ماجدة صالح فى حديثها مع «الدستور» أن الحريق أتلف العديد من الرسومات الهندسية التى قدمت في ذلك الوقت لكن السلطات وقتها لم تتحرك، حتى أهدت اليابان مصر مركزًا ثقافيًا تعليميًا مقدرًا بقيمة 50 مليون دولار وقبل الرئيس محمد حسني مبارك هذا الإهداء وأطلق عليه دار الأوبرا، والذي كان يعتبر استسهالا في ذلك الوقت.

وتابعت "صالح": "عُينت مديرا للأوبرا في ذلك الوقت من قبل وزير الثقافة الأسبق "فاروق حسني" من أجل التنظيم وإعادة البناء والإفتتاح فكانت من أعظم التجارب التى خضتها مع اليابانيين في التعاون والاحترام والإنجاز والاستماع، وتعديل الرسومات الهندسية عندما يتطلب الأمر، حيث كانت الشركات اليابانية مسئولة عن البناء".

توليت "صالح" الإدارة مع آمال الشعب المصرى، وتذكرت حينها افتتاح دار الأوبرا الخديوية الأولى عام 1869 التى استغرق فى بنائها ستة أشهر على يد مهندس إيطالى، حيث شهد إفتتاحها العالم أجمع، ولذلك كانت تريد أن يكون الإنجاز على نفس ذلك المستوى.

"فتحت على نفسي خمسين جبهة فى نفس الوقت" هكذا عبرت بكلماتها عن تلك الفترة، حيث لم يعد يتبقى على الافتتاح سوى أشهر معدودة، ووجدت ماجدة نفسها أمام مهمة صعبة فهي تحتاج أن تبني، وتنظم أول موسم، خاصة مع انعدام الموارد المالية من قبل السلطات.

وأكدت أنه بفضل الإعلاميين والصحفيين واليابنيين والسلك الدبلوماسي ورجال الأعمال وحماس الشعب المصري بذلت أقصى جهودها واستطاعت أن تحصل على منحة من اليابان للأوبرا قدرها مليون جنيه مصري من أجل إدخال الآلات الضخمة كالبيانو والذى كان يصعب تواجدها فى ذلك الوقت.