رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يمد الأزهر الشريف جسور التواصل بين الشرق والغرب؟

 الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

يسعى الأزهر الشريف في ولاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لمد جسور التواصل بين الشرق والغرب، لتصبح مؤسسة الأزهر خادمة للدين والوطن والأمة الإسلامية كلها دون أن تكون تابعة.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر في الندوة الدولية الأخيرة التي أقيمت تحت عنوان "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، أن الشرق أديانًا وحضاراتٍ ليست له أيَّة مُشكلة مع الغرب، سواء كان الغرب بمفهومِه المسيحي المتمثل في مؤسَّساته الدينيَّة الكبرى، أو بمفهومِه كحضارة علميَّة ماديَّة، وذلك من منطلق تاريخ الحضارات الشرقيَّة ومواقفها الثابتة في احتِرام الدِّين والعِلم أيًّا كان موطنهما وكائنًا من كان هذا العالِم أو المؤمن.

كما أكد أن انفِتاح الأزهر الشريف على كل المؤسَّسات الدينيَّة الكبرى في أوروبا حـديثًا، والتجـاوبُ الجـاد المسـؤول من قِبـل هـذه المؤسَّسات الغربية -أقوى دليل على إمكانيَّة التقارُب بين المجتمعات الإسلاميَّة في الشرق والمجتمعات المسيحيَّة في الغرب، وأنَّ هذا التقارُب حَدَثَ ويُمكِن أنْ يحدُث.

"الأزهر" يقبل التعددية والتنوع
وهو ما أكده الدكتور محمد السماك، أن الأزهر الشريف، داعية سلام، فالسلام الذي يدعو إليه مع الغرب مبنى على الاحترام المتبادل، وعلى الثقة المتبادلة ولا يمكن بناء سلام إلا إذا كان مبنى على هذه القواعد والأزهر، لافتا إلى أن الأزهر يقوم بدوره فى هذا الاتجاه، مع الفاتيكان وغيره من المؤسسات الدينية فى الغرب، مضيفًأ أننا نحتاج أن نمثل وجهة نظرنا وأن نؤكد حسن نوايانا وهذا ما يقوم الأزهر به.

وأضاف السماك في تصريح لـ" الدستور"، أن الإسلام لايحتاج إلى تسامح غربى ولا يستجدي من الغرب موقفًا يحترم الإسلام، لأنه يفرض احترامه على العالم كله، ورجال الدين دائما يسعوا لبناء جسور من الاحترام المتبادل بين المسلمين والغربيين، وهو يكون مبني على التفاهم المتبادل والتفاهم يتطلب حوارًا، وهذا ما يسعى إليه الأزهر.

وقال السماك إن الغرب عليه أن يتجاوب مع العرب والمسلمين لبناء جسور الحوار، مبينًا أن بعض التيارات الفكرية في أوروبا تحاول الترويج أن الإسلام مجرد أيديولوجيا وليس دينًا، لافتًا إلى أن ثلث المسلمين يعيشون في دول غير إسلامية، كما أن ثلث المسيحيين يعيشون في إفريقيا وحدها، وثلثهم الآخر في آسيا وأمريكا الجنوبية.

وأوضح أن هذا التوزيع يؤكد أنه على الجميع احترام التعددية والتنوع بين الأديان، لتتمكن الإنسانية من التعايش في سلام بعيدًا عن العنف وتصفية الحسابات وإزهاق الأرواح.

الأزهر نقطة انطلاق للتواصل والاندماج
من ناحيته، قال الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، إن الأزهر أصبح نقطة لانطلاق التواصل على العالم، من خلال جولات فضيلة الإمام الأكبر والتعاون مع المؤسسات الدينية الغربية كافة، للتحاور ووضع حلول للقضايا الملحة التي تواجه الإنسانية في عالمنا المعاصر، ومن أهمها قضية علاقة الإسلام بالغرب.

وأضاف بودينار لـ"الدستور"، أن الأزهر الشريف يدعو للاندماج في المجتمعات الأوروبية، وأن هناك أصواتًا أوروبية كثيرة تتسم بقدر كبير من الحكمة والرشد، ولكن واقع الثقافة الأوروبية اليوم يتجه إلى الانكفاء على الذات بدلًا من الانفتاح على الآخر.

وأوضح أن الاندماج في أوروبا أصبح معقدًا، لأن المسلمين كلما خطوا خطوة نحو الاندماج، تقف أمامهم الإسلاموفوبيا عائقا أمام هذا الاندماج، فهي ليست مجرد ظاهرة خوف عادي من الإسلام، بل تصل إلى حد التخويف الممنهج الذي تبثه الاتجاهات المعادية للإسلام في المجال الأوروبي بشكل عام.

"الطيب" فيلسوف الأمة
في السياق نفسه، قال الدكتور عبد الله فدعق، عضو المكتب التنفيذى لمجلس حكماء المسلمين، إن الأزهر الشريف يقيم ندوات دولية ومؤتمرات في الفترة الأخيرة شعرنا من خلالها بالتنوع والتكامل، لأنها تقوم على نقاشات منفتحة، مؤكدًا أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أصبح من فلاسفة الأمة الكبار.

وأضاف فدعق لـ"الدستور"، أن الغرب يقرأ رسائل الأزهر الشريف جيدًا، فجهوده ليست وليدة اللحظة، بل بدأت منذ 4 سنوات من خلال جولات فضيلة الإمام الأكبر في إيطاليا ولندن وفرنسا وروما، كما أن بابا الفاتيكان يقدر هذه الجهود ويحترمها جيدًا.

ولفت عضو المكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين، إلى كلمة مفتي تشاد الشيخ أحمد النور محمد، في مؤتمر سابق، حينما قال: "ما دام الأزهر موجود فالخوف على الدين مفقود"، مشيرًا إلى أن الحركات الإسلامية المتطرفة المعادية للغرب، فى أن تكون سببا مباشرا فى تعميم الغرب حكمهم على عموم المسلمين، والإعلام الغربى أيضا يتحمل مسئولية إذكاء العداء ضد المسلمين، من خلال الأعمال أو الرسوم أو الأفلام المسيئة.