رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحليل النفسى لـ«الزوجة الثانية»

جريدة الدستور

- الضغوط الاجتماعية تدفع بعض النساء لقبول وضعهن كزوجة ثانية

«قد يقع الرجل فى الحب مرة ثانية ما بين الخامسة والثلاثين والأربعين عامًا ليس بسبب دوافع جنسية ولكن بهدف تجربة عاطفية جديدة بعيدة عن زوجته الأولى»، هكذا يرى خبير العلاقات الزوجية الألمانى هينيج ماتهاى، وهو ما يحدث بالفعل فى مجتمعاتنا الشرقية، عندما يرتبط الرجل بزوجة ثانية.
وبعيدًا عن دوافع الرجل، أيا ما كانت، ماذا عن المرأة، وما دوافعها النفسية للقبول بأن تكون «زوجة ثانية»؟.. «الدستور» وضعت السؤال أمام إخصائيين نفسيين، والسطور التالية تحمل إجاباتهم. ٤ فئات من الفتيات هن من يقبلن أن يكن زوجة ثانية، حسب الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، فإما أرملة أو مطلقة تكون ظروفها المادية ضعيفة أو لكى تثبت أنها ما زالت مرغوبة، أو من مر بهن العمر دون زواج.
أما الفئة الرابعة، فهن سيدات الأعمال، موضحًا أن هناك بعض النساء يشترطن أن تكون زوجة ثانية، حتى لا تتحمل أعباء الزواج، وتستطيع أن تمارس حياتها دون ضغوط الزوج.
وأضاف «فرويز»، لـ«الدستور»، أن هناك بعض الفتيات الصغيرات اللواتى يملن إلى الرجل المتزوج، ويكون ذلك نابعًا من مشكلة نفسية لديها فى الأغلب، تدفعها لأن تخرب العائلة، وهناك من يملن لاختيار الزوج الكبير فى العمر، مهما كانت شروط الزواج قاسية، كونه لديه تجربة أولى وذا خبرة فى الحياة.
وبعيدًا عن الدوافع النفسية، يرى «فرويز» أن الضغوط الاجتماعية التى يتعرض لها بعض النساء تدفعهن لقبول وضعهن كزوجة ثانية، فى ظل الظروف الاجتماعية والغلاء وعزوف بعض الرجال عن الزواج بسبب الأحوال المادية، خاصة إذا تخطت حاجز الثلاثين دون زواج، مختتمًا: «الزوجة الثانية أحيانًا تكون مظلومة وأحيانًا تكون جانية بحسب ظروف تلك الزيجة».
الدكتور على عبدالراضى، إخصائى نفسى، يرى أن هناك دوافع نفسية تتحكم فى قبول المرأة أن تكون زوجة ثانية، أبرزها احتياج المرأة لمن يراعيها ويهتم بها، بالإضافة لإشباعها غريزة الأمومة والشعور بالأمان وتكوين الأسرة.
ويضيف إن هناك دوافع اجتماعية يلخصها المثل الشعبى «ضل راجل ولا ضل حيطة»، موضحا أن نظرة المجتمع تجاه المرأة المتزوجة حتى ولو كانت زوجة ثانية أفضل بكثير من نظرته للعانس، حتى الفتيات أنفسهن، حسب «عبدالراضى»، أصبح من الأفضل بالنسبة لهن أن يكن مطلقات، على أن تكبر فى العمر دون زواج ويلتصق بها لقب «عانس».
يتابع إخصائى الطب النفسى: «الغريزة البيولوجية والجنسية تجعلها تقبل كونها زوجة ثانية، ففى تلك المرحلة من التفكير تميل إلى الرجل فى عمر الأربعين، لما له من خبرة فى الزواج والحياة بشكل عام، والكثير من الدراسات أثبت رغبة عدد من الفتيات فى الزواج من الرجل المتزوج ولا تنظر للزوجة الأولى كونها شريكة لها، بل إنها تتحمل عنها جزءا من أعباء الزوج».
الفتيات أنفسهن، كيف ينظرن إلى فكرة الزوجة الثانية، وهل يقبلن بها؟ «الدستور» استطلعت آراء عدد منهن، فقالت نورا عبدالغنى، ٢٥ عامًا، مدرسة بإحدى مدارس اللغات، إنها لا ترفض أن تكون زوجة ثانية، فى المطلق، فقد تكون زوجته مريضة مثلًا أو هناك ظروف ما جعلته يبتعد عنها، ففى هذه الحالة من الممكن القبول، لكن فكرة أن الرجل يتزوج لمجرد الزواج، فلن تقبل بها حتى لو تقدم عمرها دون زواج.
آية أحمد، ١٩ عامًا، طالبة بكلية التربية جامعة حلوان، قالت إنها لا تقبل أن تكون زوجة ثانية، متوقعة أن زوجها المستقبلى «مش هيقدر على مصاريفنا إحنا الاتنين»، مضيفة أن الحياة أصبحت صعبة بزوجة واحدة للرجل ومصاريف الدراسة والأولاد، وعلى الرجل أن يفكر عدة مرات قبل أن يقدم على الزواج مرة أخرى، لأنه «هيعمل مصيبة»، حسب تعبيرها.
أما مروة محمد، ٢٥ عامًا، فترى أن قبول فكرة الزوجة الثانية مستحيل، وأن الزوج مهما قام بواجباته تجاه زوجتيه فلن يستطيع أن يعدل بينهما، وأضافت: «لا أقبل أن أضع نفسى فى مقارنة مع أخرى، ولا أرضى أن تكون لى شريكة فى زوجى مهما حدث، بالإضافة إلى أن ديننا الإسلامى لا يبيح الزواج مرة أخرى دون أسباب تستدعى ذلك وتكون مقنعة وبعلم الزوجة الأولى».