رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسرحى الأخير.. لغز لينين الرملى

جريدة الدستور

ربما يعتقد كثيرون أن فيلم «الإرهابى»، الذى قدمه الزعيم عادل إمام عام ١٩٩٤ للكاتب وحيد حامد، لما هو معروف عن الأخير من كونه مؤلف فيلمى «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام»، وغيرهما، وأن فيلم «بخيت وعديلة» من تأليف يوسف معاطى، لكن الحقيقة أن الفيلمين من تأليف الكاتب الكبير لينين الرملى، الكاتب المسرحى الذى قدم أروع المسرحيات الخالدة فى الذاكرتين المصرية والعربية.
عانى «لينين» فى بداياته الفنية بحمل اسم الزعيم السوفيتى الشهير، وكشف أكثر من مرة عن رفض عدة أعمال له بسبب اسمه الذى اعتقدوا فيه «يساريته»، خاصة وقت حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وحكى أن الفنان الراحل فؤاد المهندس رفض قبول عمله المسرحى «إنهم يقتلون الحمير» قائلًا: «ينفع نكتب اسم المؤلف لينين الرملى؟»، فانسحب «الرملى» ليقبل جلال الشرقاوى إنتاج المسرحية عام ١٩٧٤، لكنه صرّح للصحافة بأن اسم المؤلف هو «فتحى الرملى»، فثار الكاتب الكبير صاحب الاسم المميز الذى يُشعره بالاختلاف والاغتراب، فما كان من «الشرقاوى» إلا أن صحح الاسم.
وتدور الأيام فيقتنع «المهندس» بأن موهبة «الرملى» لا يعوقها اسمه، ويتعاونان معًا فى مسرحية «سُك على بناتك» عام ١٩٨٠، التى تعد واحدة من أنجح وأشهر مسرحيات «الأستاذ».
ورغم عدم انتماء «لينين» لحزب أو فكر سياسى، إلا أنه متهم دومًا بالانتماء الاشتراكى نسبة لنشأته بين أبوين يعملان فى الصحافة وكانا يسيران على هذا النهج المنتشر آنذاك، وهو الاتهام الذى واجهه منذ ميلاده.
وأرسلت والدته الصحفية سعاد زهير برقية لوالد ابنها أثناء غيابها عن المنزل لحضور أحد المؤتمرات الصحفية فى الخارج، سائلة إياه عن صحته: «طمّنى.. لينين عامل إيه؟»، ولأن للوالد خلفية سياسية جعلت منه محط أنظار البوليس السياسى، اعتقدوا وقتها أن البرقية عبارة عن شفرة أو كود عملية إرهابية باسم «عملية لينين».
ولم ينتهِ المشهد الملتبس عند هذا الحد، فعندما تذكرت والدته وهى على متن الطائرة ابنها الرضيع، وأن اللبن لم يجف فى ثدييها اشتياقًا له بكت مرددة: «يا ضنايا يا لينين»، فاحتار ركاب الطائرة والمجموعة المسافرة لحضور المؤتمر فى أمر هذه السيدة التى تبكى الزعيم السوفيتى بعد مرور سنوات على وفاته.