رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تذكرة رحلات الحج المسيحى إلى القدس تصل إلى 30 ألف جنيه

جريدة الدستور

- الشركات تبدأ تنظيمها بالتعاون مع الكنيسة العام المقبل.. وتوقعات بطفرة فى عدد الزائرين
- الكنيسة: لم نغير سياستنا بشأن الأعمار المسموح لها بالسفر إلى القدس


فتحت شركات السياحة، خلال أكتوبر الجارى، الباب أمام حجز رحلات الحج المسيحى إلى مدينة القدس، فى عيد القيامة المجيد ٢٠١٩، وسط إقبال متزايد مقارنة بالأعوام الماضية.
وازداد الإقبال على حجز رحلات القدس بعد تصريحات البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أثناء زيارته الولايات المتحدة، التى اعتبرها البعض بمثابة موافقة على زيارة الشباب من الأقباط للمدينة طلبا للتبرك، بعد سنوات من منعهم فى عهد البابا شنودة الثالث.

نتيجة لذلك أصبحت رحلات هذا العام مختلفة من حيث كثافة الطلبات والتدخل الرسمى لبعض الكنائس فى التنظيم والإقبال المتزايد من الشباب الذين لم يكن مسموحا لهم بالزيارة فى السنوات الماضية.
وتعد زيارة القدس واحدة من أهم الرحلات الدينية التى يتطلع إليها الأقباط فى مصر، من أجل رؤية قبر السيد المسيح فى كنيسة القيامة والتبرك بأماكن ميلاده وقيامته التى تشهد إقبالا عالميا خاصة فى عيد القيامة المجيد من كل عام.
ومؤخرًا، أعلنت بعض الكنائس القبطية الأرثوذكسية، من بينها «العذراء مريم» فى جاردن سيتى، وعدد من كنائس حلوان، بشكل رسمى، عن بدء تنظيم رحلات زيارة الأراضى المقدسة خلال موسم عيد القيامة المقبل لعام ٢٠١٩، بالتنسيق مع بعض الشركات السياحية، كما ظهرت إعلانات مماثلة فى بعض إيبارشيات الوجه البحرى وبعض كنائس الإسكندرية وطنطا.
وفى إطار رسمى غير معتاد، أعلن المركز الثقافى القبطى، على صفحته الرسمية للرحلات والسياحة، بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، عن استقباله طلبات حجز رحلات الأراضى المقدسة، عبر بعض الشركات السياحية التابعة. وأعلن المركز عروضا بأسعار مختلفة للرحلات تتراوح أسعارها بين ٢٠ و٢٨ ألفًا، وفق عدد الليالى وأيام الإقامة ونوعية الفنادق فى القدس.
وتشهد رحلات زيارة القدس تزامنا مع عيد القيامة المقبل تطورا جديدا من نوعه، عبر تأكيد بعض الشركات سماحها لمن هم أقل من ٤٠ عامًا بالزيارة، الأمر الذى يخالف ما دأبت عليه منذ قِصر الزيارة على كبار السن طيلة العقود الماضية، وإن كان التنظيم عادة ما يحظى بتعليمات كنسية وتشديدات أمنية مكثفة.
ورغم تصريحات البابا فى الولايات المتحدة وسلوك الشركات، إلا أن القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، قال إن الكنيسة ما زالت مستمرة فى سياستها التى دشنها البابا شنودة الثالث فى مسألة شروط السن المفروضة على زائرى الأراضى المقدسة.
وأضاف: «الكنيسة تسمح رسميا بزيارة الأراضى المقدسة فى عيد القيامة فقط، التزامًا بالقرارات السابقة فى عهد البطريرك الراحل، لكن الشروط أصبحت أكثر مرونة فى الوقت الحالى بعد تخفيض السن من ٦٠ عامًا إلى ٤٠ كحد أدنى».
أما فى الكنيسة الكاثوليكية، فقال الأب هانى باخوم، المتحدث الإعلامى باسم الأقباط الكاثوليك، إن كنيسته تسمح عادة بزيارة الأراضى المقدسة والمقدسات طوال العام، وإنها لا تُقصر الزيارة على فترة عيد القيامة فقط.
وأضاف: «الكنيسة لا تُخضع شعبها الكاثوليكى لشروط معينة فى مسألة زيارة الأراضى المقدسة للتبرك، سواء من حيث السن أو الوقت أو الفئات المسموح لها بالزيارة».
وتابع: «القيود الوحيدة على زيارة الكاثوليك للقدس تأتى عبر الاتساق مع قوانين الدولة المصرية وسياستها فى التعامل مع زيارة الأراضى المقدسة، دون وضع أى شروط من جانب الكنيسة».
وعن الإقبال المتزايد من الشباب على زيارة القدس قالت منى رشدى، مسئولة حجز الرحلات فى إحدى الشركات السياحية، إن العام الجارى يشهد إقبالا متزايدا على طلبات الحج المسيحى بعد الاستثناء الذى سمح للشباب القبطى بالزيارة.
وأضافت: «اعتدنا فى السنوات الماضية على تلقى طلبات الزيارة من الأقباط الذين تخطوا سن الأربعين، لذا يأتى هذا العام مختلفا بعدما تلقينا عددا كبيرا من الطلبات من شباب قبطى فى العشرينيات يبحثون عن زيارة القدس خلال عيد القيامة المقبل».
وتابعت: «الشباب بادروا بالحجز وبدأوا بالفعل تنظيم أمورهم واستكمال أوراقهم قبل أشهر من موعد انطلاق الرحلات، ما يعكس رغبتهم الشديدة فى الزيارة».
وأشارت إلى أن تنظيم الرحلات إلى القدس يأتى بالتنسيق مع الجهات الأمنية المسئولة عن استكمال أوراق السفر، مع تحديد أعداد الشباب المسموح لهم بالزيارة فى كل فوج، بمعدل شاب واحد لكل ٢٠ مسنًا.
وأضافت: «ستكون مشاركة الشباب وفق هذا المعدل أقرب لكونهم مرافقين لكبار السن فى الرحلات، لذا يعد القرار السابق القاضى بعدم السماح بالزيارة لمن هم أقل من ٤٠ عامًا ساريًا حتى الآن».
وفيما يتعلق بأسعار التذاكر، قال فيكتور رسمى، صاحب إحدى الشركات السياحية، إن أسعار رحلات القدس فى عيد القيامة ٢٠١٩ ارتفعت بمعدل كبير عن الأعوام الماضية.
وأوضح: «أسعار بعض التذاكر تخطت حاجز ٣٠ ألف جنيه، فى ظل احتكار شركة (إير سيناء) التابعة لمصر للطيران تنظيم رحلات الحج المسيحى إلى القدس، وعدم السماح لأى شركة جوية أخرى بمنافستها».
وأشار إلى أن جميع الشركات السياحية استقبلت بالفعل طلبات حجز الحج المسيحى، خاصة أن الأعداد تخطت فى الأعوام الأخيرة حاجز الـ١٥ ألف زائر سنويا، متوقعا أن تحدث طفرة فى أعداد الحجاج هذا العام بسبب كثافة الإقبال.