رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رشا نصر تكتب.. بنت الريف

جريدة الدستور

بحكم نشأتي في قرية ريفية تعد عينة صغيرة من المجتمع الريفي في مصر ومعايشتي لكثير من مظاهر وعادات وتقاليد هذه القرية جعلني أقول لمن لا يعرفون الكثير عن طباعه وعاداته وطبيعة حياته ذلك المجتمع المتمسك بعاداته وأعرافه أكثر من تمسكه بشيء آخر وأنه ليس من السهل بل من المستحيل في بعض الأحيان اقناعه بالتخلي عن عادة معينة حتى لو أقرت قناعاته الشخصية بتركها لأن قوانين هذا المجتمع الريفي أقوى منه بكثير،،مما دفعني إلى الكتابة اليكم لنقل هذه المظاهر والتقاليد الريفية التي وجدت الحسن منها والسييء وبعد سؤال ألح علي ذهني ما مصير تلك العادات هل ستبقي عليها الأجيال القادمه أم ستختفي بحكم وجود الكثير من المتغيرات والتطورات التي أصابت حياة الريف وطمست كثيرا من هويته،لم أجد إجابة محددة لهذا السؤال سوى أن أنقل لكم بعضا من هذه المظاهر بكل ما فيها ونترك سويا الحكم للأيام لترينا ما سيحتفظ به المجتمع الريفي وما سيتخلي عنه.

أثناء سفري إلى قريتي الريفية الصغيرة لتقديم واجب العزاء لأحد أقاربي بعد أن توفي ابنه في حادث بسيارته في وسط كل هذا الحزن الذي عم أجواء المكان والخبر السئ الذي جاء بشكل مفاجئ لفت نظري امرا لم يكن جديدا بالنسبة إلي علي الإطلاق لأني اعتدت على رؤيته منذ صغري وفترة وجودي بقريتي الريفية قبل أن أنتقل إلى القاهرة للدراسة والعمل منذ 15 عاما ولكن ما أدهشني إحتفاظ الأجيال الجديدة بهذه العاده وتوارثها لظني أنها انقرضت مثل بعض العادات التي لم يبقي عليها المجتمع الريفي وهو قيام جميع أهالي القريه بالمشاركة في تحضير الطعام كل في منزله وإرساله الي دار المناسبات الخاصة بالقرية او لمنزل أسرة المتوفي لتقديم واجب الضيافة لكل قادم لأداء واجب العزاء من كل مكان،هذه العادة البسيطة تنم عن وجود روح المشاركة في تخفيف أعباء العزاء عن صاحبه الذي يكفيه حزنه الشديد علي فقدان عزيز عليه لتصبح مراسم العزاء أكثر ترتيبا واسرع تحضيرا وتخفيف الكثير من شعور الوحده الذي يصيب اسرة المتوفي والتخلص من أزمة الحالة المادية له لتوفير نفقات كافة متطلبات العزاء والتي تشمل الشيخ القارئ وتقديم واجب الضيافة من المشروبات، فهذه عادة ريفية نثني علي وجودها واستمرارها وتمسك الأجيال القادمة بها.

والقاكم مع مظهر جديد في المجتمع الريفي ترصده لكم بنت الريف