رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مصرية.. الجيزة والدائرى ونشوى الديب


نشرت النائبة والزميلة الصحفية الاستاذة نشوى الديب الخبر التالى على صفحتها عالفيس بوك
" استجابة لطلب سكان القومية وغيرهم قابلت اليوم الدكتور عمرو عبدالسلام نائب وزير النقل لفتح الطريق امام السلم المؤدي الي الدائري والذي اغلقه المترو بسبب انشاءات الخط الرابع للمترو مما ادي الي الكثير من الحوادث للمواطنين علي الدائري وقد صدرت الأوامر بعمل طريق يؤدي إلى سلم الدائري وسوف تقوم لجنة غدا للتنفيذ".

هذا نص ما نشرته النائبة على صفحتها واعلنتة على اهالى دائرتها بحى إمبابة، ولها أن تتباهى بما انجزت، ومن حقها الاعلان عن مجهودها، ولاننا ندرك ان الاستاذة نشوى الديب من افضل نواب البرلمان واكثرهم نشاطا ولها العديد من الانجازات فى دائرتها وتحت قبة البرلمان، فكان لنا عدة ملاحظات على ما اعلنت، فمن واجبنا كمتابعين ان نقول ما نراه خطاء من وجهة نظرنا
فهنا ومن خلال ما أعلنته سيادة النائبة نكتشف ان هناك أوجه قصور فى عدة اتجاهات يأتى غياب دور محافظ الجيزة فى مقدمتها كمسؤول مباشر عن اهالى امبابة ومع ذلك لم يذكر هو او محافظته من قريب أو من بعيد، وأعتقد أنه أمر طبيعى لامكانيات المحافظ التى ظهرت منذ اليوم الأول لتوليه محافظة الجيزة المنكوبة.

نلاحظ ايضا ان الدور الخدمى للنائب البرلمانى ما زال هو الدور الرئيسي وليس الدور الرقابي والتشريعى، وهما الدورين الأساسيين لاى نائب برلمانى فى معظم دول العالم، وأن استمرار نواب البرلمان فى دورهم الخدمى لدوائرهم يعنى ان هناك قصورا فى أجهزة الدولة يجبر النائب على تعويضة من خلال إلحاحه وتردده على مكاتب المسؤولين.

واستمرار الدور الخدمى للنواب يعنى أيضا أن زمن الواسطة أو التوسط لدى كبار المسؤولين مستمرا، وهو ما يضعنا في دائرة المحسوبية واستغلال نفوذ النواب مما يؤدى إلى خلق مناخ من عدم تكافؤ الفرص مرة أخرى، وهو ما نرفضه فى هذة المرحلة التى شهدت تحولا مهما وإيجابيا فى مصر كلها
الأهم من ذلك ما ذكرته النائبة وجاء بالنص التالى "مما أدي إلى الكثير من الحوادث للمواطنين على الدائري وقد صدرت الأوامر بعمل طريق يؤدي إلى سلم الدائري".

وهذه الجملة المفزعة هى ما دفعنى للكتابة حيث ماذا تعنى جملة مما أدى إلى الكثير من الحوادث للمواطنين، فبكل هذه البساطة تقع حوادث قد تؤدى بحياة المواطنين وتمر مرور الكرام بمجرد أن وافق مسؤل ما على فتح طريق هو من قام بإغلاقه.

وما هى تلك الحوادث التى وقعت، وإن كان مواطن واحد قد تعرض لحادث بسبب هذا الخطأ فهل انتهت الأزمة بإعادة فتح الطريق، فمن يحاسب إذا؟ ومن يعوض المواطنين على تضررهم وحياتهم؟، والسؤال الأهم، هل نقبل أن يتراجع الدور الرقابي للنواب مقابل الحصول على خدمات هى أقل واجبات موظفين الدولة مهما كبرت مناصبهم وابسط حقوق المواطنين عندهم.

الملاحظة هنا ليست على النائبة نشوى الديب التى أعرف قدر نشاطها وإخلاصها في خدمة أهالى دائرتها وأعلم أن نوابا آخرين يحاول فعل ما تفعل، وآن نوابا آخرين ايضا ليس بمقدورهم فعل أى شيء لا داخل البرلمان ولا لدوائرهم، بل أننا ندرك أن ثلث أعضاء البرلمان تم تعينهم ليس لديهم دوائر أصلا ولا يعرفونها ولا يعرفهم أحد، لكن ما يهمنا هنا إلا نعيد زمن برلمان الحزب الوطنى الذى فتح طريقا إلى الخراب انتهى بثورة كانت واجبة