رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الغذاء العالمي": انخفاض الإنتاج الزراعي بسوريا لأدنى مستوياته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي هرفيه فيرهوسل، إن الطقس السيئ أدى إلى وصول الإنتاج الزراعي المحلي في سوريا إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود.

وأضاف "فيرهوسل" في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في جنيف، أن بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي أفادت بأن إنتاج القمح هذا العام انخفض إلى أدنى مستوى له في 29 عامًا، وذلك عند 1.2 مليون طن فقط، وهو ما يماثل نحو ثلثي مستويات الإنتاج في العام الماضي، نتيجة فترة طويلة من الطقس الجاف في بداية الموسم الزراعي والذي تبعته أمطار غزيرة في غير موسمها.

وتابع أن تقرير بعثة التقييم كشف أيضا عن أنه بالرغم من انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل طفيف، إلا أن التقرير أكد أن استمرار المساعدات الغذائية للسوريين يبقى أمرا حيويا.

وأشار المتحدث إلى أن الظروف المناخية المعاكسة في سوريا هذا العام أدت إلى حصاد 38% فقط من محصول القمح، وذلك في المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار، لافتا إلى أن المزارعين في منطقة الحسكة التي توفر عادة ما يقارب من نصف ما تحتاجه سوريا من القمح أفادوا بأن هذا الموسم هو الأسوأ في الذاكرة الحية للمنطقة.

ونبه المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي إلى أنه ﻋﻟﯽ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ في اﻟﺣﺻول ﻋﻟﯽ اﻟﻐذاء في سوريا، فإن ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن رﺑﻊ اﻷﺳر هناك ما تزال تعيش على أنظمة غذائية قليلة الجودة والكمية، منوها بأن بيانات رصد الأمن الغذائي تظهر أن حوالي 44% من الأسر خفضت عدد الوجبات المستهلكة، وأكثر من 35% منها قيدت استهلاك البالغين من أجل منح الأولوية للأطفال، مشيرًا إلى أن الوضع أكثر صعوبة بين النازحين والعائدين والأسر التي ترأسها النساء.

ومن المقرر أن يبدأ المدير التنفيذي برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي اليوم زيارة رسمية إلى سوريا، يزور خلالها منطقة الغوطة الشرقية وريف دمشق ومدينة زملكا ونقاط توزيع الأغدية بها على من يستفيدون من المساعدات وكذلك المدارس التي يقدم البرنامج المساعدة الغذائية لأطفالها، كما سيزور لبنان غدا الأربعاء، للالتقاء برئيس وزراء لبنان، وزيارة مشروعات البرنامج على الأرض.

وأشار "بيسلي" إلى أن تحسن الأمن والاستقرار وإعادة فتح طرق الإمداد أدى إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية في سوريا، وذلك بعد أن وصل الارتفاع ذروته في ديسمبر 2016، مشددا على ضرورة الحفاظ على شريان الحياة من المساعدات الغذائية للعائلات الضعيفة في سوريا، منوها بأن البرنامج ساعد قرابة 3 ملايين شخص في شهر سبتمبر الماضي.

ونبه المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي إلى أن متوسط سعر سلة الأغدية القياسية المعادلة للبرنامج انخفض بنسبة تصل إلى 40%، لافتًا إلى أنه على الرغم من الزيادة في العائدات، إلا أن النزوح السكاني في سوريا لا يزال هو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي في البلاد، مؤكدًا أن ما يقرب من 13.1 مليون شخص ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم 6.1 مليون من النازحين والأفراد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منوها بأن البرنامج بحاجة إلى 136 مليون دولار من الآن وحتى مارس المقبل.