رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا تتم صناعة المتحرش

الطفل فارس
الطفل فارس

تتجه البرامج الإعلامية، مؤخرًا لبث موضوعات لأطفال لا يتعدى أعمارهم الـ 10 سنوات عن سلوكيات مجتمعية لا دخل لهم فيها، بل هي تلقينات يستقبلها الأطفال بلا إدراك.

وهذا في الوقت الذي وصلت فيه نسبة التحرش في مصر وفقًا للجامعة الأمريكية في نتائج دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أظهرت أن حوالى 99% من النساء المصريات تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي.

وأثارت واقعة الطفل فارس أحمد؛ السوشيال ميديا، حيث قدّم برنامجًا على قناة الحدث باسم "ساعة مع فارس"، جاءت إحدى فقراته حول تسبب النساء في قضية التحرش من خلال ارتدائهن ملابس ضيقة ومثيرة، تؤدي إلى تحرش الرجال بهن، بالإضافة إلى غياب الوازع الديني، وهي المشكلات التي لا تتناسب مع موضوع البرنامج أو سن مقدم الحلقة.

ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ما حدث في حق الطفل جريمة بكل المقاييس وخطوة لصناعة متحرش صغير، حيث يعتبر ذلك جريمة في حق الطفل مما يؤثر عليه مستقبلُا وهذا بخلاف ما قاله عن التحرش وكأن من حق الرجل التحرش بالمرأة مما يؤثر على تفكيره بالتالي يصنع متحرش بلا شك.

واضاف فرويز لـ " الدستور " أن الأهل لهم دور بلا شك في تلك الأمر وعليهم أن يعيدوا تفكير في القاء ابنهم في تلك الامر وان يفكروا اكثر من مرة حيث بذلك يتم تدمير مستقبله بالبطيء وحطموا براءة طفل بلا شك وهذا هو الانحدار الثقافي الذي نقلق منه طوال الوقت ونحذر من انخراط المجتمع فيه.

وفي دراسة شهدتها كلية إعلام القاهرة تكشف هذا الخطر وأبعاد استخدام الأطفال في الإعلانات أعدها كل من الدكتورة منى الحديدي والدكتورة سلوى إمام وخبراء الطفولة وعدد من علماء الاجتماع والصحة النفسية حول استخدام الأطفال في الإعلانات.

وخلصت الدراسة إلى أن استخدام الطفل في إعلانات والبرامج التليفزيون ظاهرة تثير قلق علماء النفس والاجتماع وأصبح إحساس الطفل بأنه نجم خطرًا يهدد مستقبله وعلاقته بالأسرة، تكمن الخطورة في إحساس الطفل الزائد بنفسه نتيجة تسليط الأضواء عليه فيشعر ان زملاءه اقل منه ويقل احساسه بالآخرين من الأطفال الذين يشعرون بالدونية قياسا إلى هذا الطفل النجم.