رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

21 أكتوبر.. مصر تدمر إيلات فى عملية غير مسبوقة بتاريخ الحروب البحرية

جريدة الدستور

كانت البلاغات تتلاحق من مكتب بورسعيد، صاروخ واحد أصاب الهدف، وصاروخ اتنين أصاب الهدف أيضا، وهكذا في دقائق معدودة تحطمت أكبر وحدة بحرية إسرائيلية، لقد غرقت مدمرتهم إيلات، لقد أهنا كبريائهم وجدعنا أنفهم، وعلى الفور أمرت بإعادة اللنشين إلى القاعدة الأول بعد أن أطلق صواريخه، والثاني المحمل بالصواريخ، واستقبلا استقبالا رائعا من أهالي بورسعيد، كانوا يهللون ويمجدون أبطال البحرية المصرية الشجعان، فقد رأوا ما حدث رؤية العين فلم يكن الظلام قد أقبل إلا بعد أن دخلت اللنشات رصيف القاعدة".

هكذا تكلم اللواء بحري محمود فهمي قائد القوات البحرية الأسبق ورئيس عملياتها وقت معركة تدمير "إيلات" في كتابه "صفحات من التاريخ" عن البطولة التي تمت في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر 1967، أي نحو بعد أربعة أشهر من نكسة يونيو.

الفرحة التي تحدث عنها اللواء محمود فهمي كانت تأكيد لأن مصر أفاقت سريعا من كبوتها وكان الحدث تطورا نوعيا في قدرات القوات البحرية المصرية، فهي العملية الأولى في تاريخ المعارك الحربية والتي تتم بإغراق مدمرة من لنش صغير يحمل أبطال العملية بقيادة البطل النقيب البحري "أحمد شاكر عبد الواحد"، وأدت إلى خسارة إسرائيل لنحو 300 ضابط وجندي من سلاحها البحري.

وفي كتابه "حكايات المجموعة 39 قتال"، يسرد المؤلف محمد الشافعي وقائع العلمية، مشيرا إلى أنها تمت بلنشات الصواريخ لأول مرة في معركة حربية من هذا النوع، وكانت لنشات صغيرة وفي كل لنش عشرين فردا، وصاروخان، وتحرك لنشان من قاعدة بورسعيد يقوده النقيب "أحمد شاكر عبد الواحد"، ومعه ملازم أول حسن حسني والثاني يقوده النقيب لطفي جاد الله ومعه ملازم أول ممدوح منيع وكان النقيب أحمد شاكر هو قائد التشكيل.

بعد الوصول إلى نقطة محددة أطلق شاكر الصاروخين فأصابا المدمرة، ثم أطلق النقيب لطفي جاد الله صاروخين، ووفقا لعملية بحث دقيقة أجراها أحمد عبد المنعم زايد ومنشورة على "صفحة المجموعة 73 مؤرخين"، فإن صاروخي جاد الله أصابا مدمرة أخرى هي مدمرة يافا ويستند في ذلك إلى مراجع مهمة منها كتاب اللواء محمود فهمي ووثائق بريطانية.

غير أن تدمير مدمرة يافا جرى إهمال الحديث عنه لأسباب متعددة وتعمدت إسرائيل عدم الإعلان عنه لكن وكما يقول محمود فهمي لو لم يتم غرق المدمرة يافا فلماذا لم تقدم إسرائيل الدليل لماذا لم تعقد عليها مؤتمرا صحفيا مثلا؟.

ظلت المدمرة إيلات غارقة قبالة شواطئ بورسعيد حتى تم تكليف إبراهيم الرفاعي بالبحث فيها عن أي أجهزة أو خرائط، وهو ما نفذه بالفعل بالغطس إليها عدة مرات في الفترة من 15 فبراير إلى 23 فبراير 1968، وكان معه النقيب محمد عالي نصر، وذلك حسبما ذكر سعيد الشحات في كتابه "ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر".