رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفاصيل الكاملة لـ«منتدى شباب العالم ٢»

جريدة الدستور

ينطلق منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية، خلال الفترة من ٣ إلى ٦ نوفمبر المقبل، فى مدينة شرم الشيخ، بمشاركة ٥ آلاف شاب من مختلف دول العالم.

وترجع فكرة المؤتمر إلى الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام مؤتمر الشباب الوطنى الرابع الذى انعقد بالإسماعيلية فى أبريل ٢٠١٧، لتدشين «منتدى دولى يستهدف دعم قيم السلام والحوار والتنمية بين الشباب على اختلاف ثقافاتهم، ومناقشة قضاياهم والموضوعات التى تشغلهم».

ومن المقرر أن تنعقد النسخة الجديدة من المنتدى هذا العام تحت مظلة «الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب»، ويناقش فى فعالياته ٣ محاور تدور حول السلام والتطوير ودعم الإبداع.
5 آلاف مشارك من ١٤٥ دولة.. تنظيمه بمساعدة 10 آلاف متطوع.. وحملات ترويجية فى الداخل والخارج
كشفت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى لـ«الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب»، المشرفة على التنظيم، عن استقبال إدارة المنتدى منذ إطلاق موقع التسجيل الرسمى منتصف أغسطس الماضى ١٢٢ ألف طلب حضور لشباب من ١٤٥ دولة حول العالم.
وأغلق باب التسجيل أمام رغبات المشاركة الإثنين الماضى، وسط دعوات للمتقدمين بالتحقق من بريدهم الإلكترونى الشخصى لتسهيل التواصل معهم، قبيل انعقاد فعاليات المنتدى.
وأضافت المدير التنفيذى لـ«أكاديمية الشباب»: «نسخة هذا العام سيحضرها ٥ آلاف شاب وشابة من ١٤٥ دولة، وسينظمها أكثر من ١٠ آلاف متطوع يواصلون العمل ليلًا ونهارًا من أجل خروجها فى أفضل صورة، مع تقديم المقترحات البناءة لتذليل كل العقبات».
وأشارت إلى أنه رغم استحداث المنتدى الحالى لنموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية ضمن فعالياته، فإن النسبة الكبرى من طلبات الحضور جاءت من شباب يقيمون خارج المنطقة العربية وإفريقيا.
فى السياق ذاته، قال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن المحافظة تستعد بكامل أجهزتها لاستقبال منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، عبر عدة تجهيزات تناسب الحدث، من بينها تدشين حديقة كبيرة بجوار «أيقونة السلام» الموجودة على طريق السلام بالمدينة.
وكشف «فودة»، عن أن الهدف من إقامة الحديقة هو إبراز جمال شرم الشيخ وظهورها فى أبهى صورة، وهو ما سيرصده الزائرون بأنفسهم، خاصة مع زيادة معدلات التشجير والتجميل، وتطوير الإضاءة فى كامل الطريق المؤدى للقاعات الخاصة بالمنتدى.
وأضاف: «جميع الجهات التنفيذية تسابق الزمن لظهور المدينة بالشكل اللائق والمشرف أمام جميع الوفود والزوار من مختلف دول العالم، وسنفتتح على هامش الحدث قاعة المؤتمرات الدولية الجديدة التى ستُقام بها احتفالية منتدى شباب العالم هذا العام».
وذكر اللواء محمود السولية، رئيس مدينة شرم الشيخ، أن الاستعدادات النهائية لانعقاد المنتدى تجرى على قدم وساق، خاصة أن «هذا الحدث العالمى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويحظى بتغطية عالمية من كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية».
وأضاف «السولية»: «شرم الشيخ هى مدينة للسلام، وتنعم دائمًا بالاستقرار والأمن، لذا تعد مقصدًا سياحيًا مهمًا لكثيرين، وبفضل الله استعادت مكانتها كأفضل المدن السياحية فى العالم، نظرًا لما تتميز به من تنوع فى الأنشطة السياحية».
وأشار إلى أن المدينة تحولت بفعل المنتدى إلى ملتقى للشباب والمبدعين حول العالم، بعدما نجحت فى استضافة نسخته الأولى، وهو ما سيتأكد حين انعقاد النسخة الثانية من الحدث الكبير.
ومع اقتراب موعد انطلاق المنتدى، بدأت اللجنة المنظمة إطلاق حملاتها الترويجية للحدث الكبير داخل وخارج مصر، واستغلال التجمعات والمؤتمرات الدولية لحث الشباب على حضور فعالياته، مع تكثيف الحملات الداخلية فى القاهرة والمحافظات لتعريف الشباب المصرى بالحدث وأهميته.
واستغل القائمون على الحملة فعاليات مؤتمر «Euroasia» الذى أقيم الشهر الماضى فى مدينة «أورينبرج» الروسية للترويج للمنتدى وشرح محاوره وأهدافه للحضور، وتوجيه الدعوات للتسجيل فى موقعه وزيارة مصر أرض السلام والحضارة.
وزار فريق التسويق الدولى أقدم جامعات الإكوادور بأمريكا اللاتينية، لحث شباب الجامعة على حضور المنتدى والاهتمام بفعالياته، بالإضافة إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدعاية للحدث عبر الصفحة الرسمية لمنتدى شباب العالم.
ووجهت صفحة المنتدى على «فيسبوك» الدعوة للشباب من مختلف أنحاء العالم للتسجيل من أجل المشاركة فى فعاليات المنتدى، عبر تدوينات مختلفة، تقول: «لا تفوت فرصة الانضمام للشباب من حول العالم للمشاركة بأفكارك فى ٢٠١٨».
ونجحت الدعوات فى استقطاب عدد من الشباب من عدة دول أبدوا رغبتهم واهتمامهم بالحدث، من بينهم مجموعة من شباب دولة صربيا، الذين أرسلوا مجموعة من الصور الدعائية تحمل لافتات داعمة للمنتدى.
كما نشرت الصفحة الرسمية للمنتدى على «فيسبوك» صورًا أخرى لعدد من شباب دولة رومانيا يحثون فيها أقرانهم على التسجيل والمشاركة فى فعاليات الحدث الشبابى العالمى

يناقش محاور السلام والتطوير والإبداع.. ويقوم على رؤية «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»
من المقرر أن يتضمن منتدى شباب العالم ٢٠١٨ مجموعة متنوعة من المحاور التى تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم وتجاربهم.
وتشتمل جلسات المنتدى على ٣ محاور، هى السلام والتطوير والإبداع، يتناول الأول منها دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام، وآليات التعاون الأورومتوسطى والمساعدات الإنسانية وإحياء المجتمعات ما بعد الصراعات، ودور القوى الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب والأمن المائى.
أما المحور الثانى فيضم عدة جلسات مثل العمل التطوعى كوسيلة نحو مجتمع أكثر مسئولية، وأجندة إفريقيا ٢٠٦٣، وتقليص الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل، ومشكلات الطاقة وتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة.
فيما يناقش المحور الثالث فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى، والحقوق والمسئوليات فى عالم الإنترنت، اختراق الخصوصية عبر مواقع التواصل، والشركات الناشئة ومساهماتها فى تحقيق النمو العالمى.
وتشهد هذه النسخة نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، التى تنعقد لمدة يوم واحد على هامش فعاليات المنتدى بحضور ممثلين من الشباب عن ٦٧ دولة عربية وإفريقية يتحاورون فيما بينهم لإيجاد حلول للتحديات المشتركة التى تواجههم، وتعزيز سبل التعاون بينهم.
ويدور المحور الرئيسى لفعاليات المنتدى هذا العام حول رؤية مستوحاة من كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»، للدكتور ميلاد حنا، الذى يهدف لتأكيد وحدة النسيج المجتمعى المصرى، رغم تباينه واختلافه.
وانطلاقًا من تلك الرؤية كانت الدعوة إلى عقد جميع فعاليات المنتدى فى إطار تلك الأعمدة والرؤية المبهرة للمجتمع المصرى الذى استطاع على مدى عصور طويلة أن يكون مركزًا للتواصل بين مجتمعات عدة.
وكما ورد فى الكتاب، يتمثل العمود الأول فى انتماء مصر الفرعونى والذى يعد أول الأعمدة التى تقوم عليها الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة فى القدم وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ.
أما العمود الثانى فيتمثل فى انتماء مصر اليونانى والرومانى، حيث أثرت حضارة اليونان وفلسفتها فى الفكر المصرى ثم أصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية وتتجلى أوجه ذلك التأثير فى امتزاج الأبجدية الإغريقية مع اللغة المصرية القديمة.
ويتمثل العمود الثالث فى انتماء مصر القبطى والذى تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، حيث قدمت مصر حضارة للعالم المسيحى كان صياغة قانون الإيمان المسيحى أبرز نتائجها.
أما العمود الرابع فيتمثل فى انتماء مصر الإسلامى، حيث أدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه، فالإسلام لا يفرض عليهم قيودًا، ويمكنهم الاحتفاظ بالطقوس والعادات المصرية الأصيلة التى لا تخالف تعاليمه السمحة.
وفيما يتعلق بالعمود الخامس فيتمثل فى انتماء مصر العربى حيث تحمل اللغة المصرية القديمة واللغة العربية نفس الأصل، وهناك الكثير من القواميس بها آلاف المفردات المصرية التى تشترك مع العربية فى نفس المعنى.
ويتمثل العمود السادس فى انتماء مصر للبحر المتوسط، حيث إن أغلب الحضارات التى مرت على مصر جاءت عبر المتوسط. أما العمود السابع والأخير فيتمثل فى انتماء مصر الإفريقى، فرغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافيًا عن الجنوب فإن لمصر تاريخًا متأصلًا فى القارة السمراء فهى التى دعمت حركات التحرر الوطنى فى أكثر بلدان إفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.