رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زكريا عبد الجواد: الأقربون أولى بالجوائز من المبدعين (حوار)

جريدة الدستور

زكريا عبد الجواد، روائي وصحفي، حاز الكثير من الجوائز، منها جائزة الصحافة العربية فرع التحقيقات الصحفية عام 2002، وغيرها، وصدرت له العديد من الروايات منها "قبعة الوطن، والجحيم يصحو مبكرًا، والركض فوق بساط البلور"، "الدستور" التقت عبد الجواد وكان هذا الحوار:

• ما الذي يمكن أن تضيفه الجوائز للمبدع من وجهة نظرك؟
- في لحظة ما، يجد المبدع العربي أن الكتابة على الرغم من حالة المتعة الذي تمنحها لها، إلا أن صوته يذهب سدى، من هنا تمنح له الجوائز، حين تكون نزيهة ومحايدة، شعور بالثقة، طاقة أخرى لمواصلة الابداع، والاستمرار في الرهان عليه.

• هل يرى زكريا عبد الجواد أن الجوائز المصرية منصفة؟
- لم يحدث أن تقدمت لأي جائزة مصرية، فمن التجارب التي خاضها الأصدقاء ومعظمهم من المبدعين الحقيقيين، بل إن بعضهم من القامات المهمة، أرى أن تلك الجوائز في غالبيتها تمضي في مسار مختلف، وكأنه لا يعنيها تكريم التجارب المبدعة، قدر ما يهمها الاحتفاء بالصداقة، ومكافأة أعضاء رابطة التعارف.

• يناقش زكريا عبد الجواد في رواياته سلبيات المجتمع العربي.. هل ترى أن الرواية قادرة علي التغيير الفعلي؟
- لا أرى أن أي رواية مكتوبة بخيوط من القطيفة، تستحق عناء كتابتها أو حتى قراءتها، إن لم تغص الكتابة في أحشاء المجتمع، وتسلط الضوء على مكمن الآلام فيه، فإنها تتحول إلى أداة للتسلية لا فعل تنوير.

• مشروع زكريا عبد الجواد متشعب وكبير كأنك تحاول الإحاطة بسلبيات العالم ومناقشة الظلم بشكل موسع لا يتوقف لدى بيئة معينة أو شخوص بعينها؟
- أعتقد أن من عاش - مثل أبناء جيلي- سنوات الأحلام الجامحة، ثم سنوات الإحباط الجامحة أيضا، سيكون لديه ما ينبغي أن يحكيه. لم يأت العالم الذي كنا ننتظره على مدى سنوات طويلة، جميلا وحانيا، ففي كل يوم ثمة مأساة تحدث، وثمة أمال تنهار. لذلك ستظل الكتابة في مواجهتها، حاجة إنسانية مهمة.

• النزوع للهم العام.. الكل ناقش المهمشين لكن زكريا عبد الجواد ناقش الأمر من وجهة نظر فوقية كأنَّه يقول إن المهمش مغلوب ولا يملك القدرة على التغيير.. وأن التغيير يكون من الرأس؟
- مرت المنطقة العربية خلال نصف القرن الماضي بالكثير من التجارب التي تستحق الكتابة عنها ورصدها عبر الرواية تحديدا، هناك ظواهر تصور البعض أنَّها ستحدث نقلة نوعية في بلدانها، غير أنه سرعان ما بات الأمر أقرب إلى أن تكون كاريكاتيرية، في تلك الفترة التي امتدت طويلا، تفوقنا على المناخ الذي انتج ماركيز ويوسا والليندي وأمادو في أمريكا اللاتينية، لكن الرواية مازالت لدينا تعيش في أودية أخرى.

• بعد جيل الرواد.. ماذا تتوقع للجيل الحالي أدبيا؟
- في السنوات الأخيرة، أتابع عدد من الأسماء الجديدة اللافتة على ساحة الإبداع في مصر، وأعتقد أن هؤلاء سيقدمون إضافة مهمة لما أنجزه جيل الرواد الكبار في الرواية.