رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إنذار أحمر".. جولة لـ"الدستور" تكشف سهولة تسريب النفايات الخطرة في مستشفى قصر العيني

جريدة الدستور

كارثة كبرى، كشف عنها قرار وزارة الصحة الذي صدر في سبتمبر الماضي، بإحالة هيئة النيابة الإدارية 15 مسئولًا بعدد من المستشفيات الحكومية للمحاكمة التأديبية العاجلة، لاتهامهم بسرقة النفايات الطبية الخطرة والاتجار فيها بدلًا من إعدامها وحرقها.

الواقعة كشفت عن خلل كبير تمر به عدد من المستشفيات الحكومية في مصر، وهو عدم اتباعها الطرق الصحيحة في إعدام النفايات؛ ما أتاح للكثير من الأطباء الاتجار فيها، لكونها متاحة في مداخل ومخارج المستشفيات وغير موجودة في الأماكن المخصصة لها، ما يؤدي أيضًا إلى انتشار الأمراض.

• المخلفات أمام غرفة "النفايات"
أثناء جولتنا داخل مستشفى "القصر العيني"، لمعرفة جهى تلك النفايات الطبية.. وكيف يتم التصرف فيها؟. علمنا أنَّ لدى المستشفى غرفة خاصة بالمخلفات الطبية، ولكن ذلك لم يمنع من انتشار المخلفات في أماكن محيطة بالمستشفى. بمجرد ابتعادك عن حرم المستشفى والاقتراب من الغرفة الخاصة بالمخلفات، تقع عيناك على مجموعة من الأكياس البلاستيكية سوداء وحمراء، ملقاة على الأرض، تحتوي على مخلفات طبية، من حقن وعلب أدوية وقطن وأكياس الغسيل الكلوي.

• اللون الأحمر إنذار خطر
ألوان الأكياس الملقاة بين أسود وأحمر، أمر له دلالة، فهي مقسمة بهذا الأسلوب لغرض ما، لذا سألنا إحدى الممرضات، والتي قالت إن الأكياس الحمراء تعني مخلفات خطرة، أي نفايات يحتمل أن تكون معدية حال ملامستها للأشخاص أو الأسطح الملساء، أما السوداء تحوي النفايات العادية، مثل أغلفة الأدوية وأطعمة المرضى.

• الحصول عليها متاح للجميع
وفي سبيل التعرُّف على مدى الرقابة المتاحة لتلك النفايات - المتواجدة بالأساس خارج أماكنها المخصصة - حاول محررو "الدستور" الحصول على بعض منها، من الأكياس الحمراء تحديدًا، وكان الأمر - غير المفاجئ - أنَّه لم يمنعنا أحد، ما يعني أنه يمكن الحصول على تلك المخلفات بسهولة؛ تمهيدًا لبيعها وإعادة تدويرها أو الإتجار فيها بأي شكل من الأشكال.

• المحرقة بجوار المرضى
وخلال الجولة وجدنا أيضًا لدى المستشفى محرقة خاصة بالنفايات، توجد على يسار المبنى الخاص بالعيادات الخارجية، وسط المرضى والعيادات التي يقومون بالكشف داخلها، وبداخلها ملايات ومفارش خاصة بغرف المرضى يتم تجميعها ومن ثم إرسالها إلى المغسلة، في الوقت الذي يفترضُ فيه أن تكون المحارق وأماكن تجميع مستلزمات المرضى المحجوزين بالمستشفى، بعيدة عن المرضى الذين يقومون بعمليات الكشف اليومية.