رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هيدا جابلر" في ثوب مسرحي جديد تكشف أوجه السادية

جريدة الدستور

عندما يتردد مصطلح السادية فإن أول ما يطرأ على الأذهان تلك الممارسات التي تتسم بالسيطرة على المرأة بشكل عام، لكن المصطلح يندرج تحته تصرفات نفسية عديدة، وشديدة التعقيد، ليس ما يمارسه المرء ضد الآخر، ولكن أحيانًا ما يمارسه المرء على نفسه.

وردت سلوكيات يمكن وصفه بالعدائية في مسرحية "هيدا جابلر"، التي قدمها الكاتب النرويجي "هنريك إبسن" 1890م، والتي تحولت لفيلم سينمائي عام 1976 من بطولة Glenda Jackson، وإخراج Trevor Nunn. وقدمتها السينما البريطانية 2016 بفيلم من بطولة Rita Ramnani وإخراج Matthew John.

طرح "إبسن" في مسرحيته هواجس فتاة سادية؛ تدعى "هيدا جابلر"، هي لا يعجبها شيء، ولا ترضى عن أي شيء في الحياة، رغم أنه تنتمي لطبقة راقية اجتماعية، فإنها تبحث دائمًا عن التغيير والاستقلال، وينعكس ذلك على تعاملاتها مع من حولها، ويجعلها مزاجية، صعبة المِراس طوال الوقت، مما يؤثر على حياتها الزوجية، وتسعى في طيات هذا التقلب النفسي لعلاقة جديدة خالية من القيود.

مازالت أفكار "إبسن" مطروحة بعد مرور أكثر من قرن على مسرحيته الشهيرة، وفي 2018 يُغامر فريق مسرحي اختار لنفسه اسم "الحريف"؛ لتقديم "هيدا جابلر" في شكل استثنائي، وطرح مغاير لأفكار الكاتب النرويجي الكبير.

يحاول الفريق إظهار فرضية مُعارضة قليلًا لأفكار "ابسن"، هي أن "هايدا جابلر" جانية وضحية أيضًا، وأن الظروف المحيطة بها أو أساليب التربية الخاطئة أنتجت ذلك الجانب الغير سوي في شخصيتها.

ينتظر مسرح تياترو آفاق، عرض "مذكرات هيدا جابلر" يوم الجمعة القادم 29 أكتوبر، في محاولة جديدة للخلط بين الماضي والحاضر، وتفكيك اضطرابات "هايدا جابلر" أكثر، وإبراز الملل نتيجة التربية التي نشأت فيها تحت سيطرة جنرال عسكري، فحكم عليها طوال حياتها بادعاء تصرفات معينة، وافتعال مشاعر لا تتفق معها.

وقالت مروة مجدي أحد أعضاء فريق "الحريف" عن العرض المسرحي المُنتظر لـ«الدستور»: "إن بطلة المسرحية تُدعى "نور" ستحاول المزج بين شخصية "هيدا" المذكورة فى كتاباتها، وبين قصتها الخيالية المرتبطة بها فى الحياة الواقعية، وكيف يمكن للاضطرابات والضغوط الواقعة على الفرد أن تدفعه إلى القتل في سبيل الحصول على دور ما يلخص حياته المأساوية".

"هي محاولة لتسليط الضوء على بعض الشخصيات الانحرافية؛ كأبطال"، هكذا عبّر مينا بباوي مخرج العرض، وأضاف: "إن "هايدا" وهتلر وجهان لعملة واحدة، شغفهما الانتحار والقتل والحرب أكثر من الاستمتاع بجمال الحياة".