رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماري رمسيس تكتب: كيف تستقبلين ابنك بعد اليوم الدراسي؟

ماري رمسيس
ماري رمسيس

يمثل الانتظام في الدراسة عبء على كثير من الأسر خاصة، وقد يعتبره البعض هما كبيرا، نظرا للظروف المادية المرتبطة بشراء المستلزمات المطلوبة من كتب وكراسات وأدوات مكتبية مختلفة، إلى جانب مفرمة الدروس الخصوصية التي تحتاج إلى ميزانية خاصة، وجهود كبيرة من المتابعة والتوصيل من وإلى أماكن ومقرات مراكز هذه الدروس.

كل هذه الأعباء تجعل بعض الأسر تظن أن هذا هو دورها الوحيد والمتمثل في توفير الماديات، وعلى التلاميذ والطلاب القيام بالباقي من دروس واستذكار وتحصيل أكبر كم ممكن من الدرجات في كل المواد الدراسية، وهو أمر غير صحيح، يختزل دور الأسرة؛ بل يلغي دورها ويحولها لمجرد ممول لعملية حسابية بلا مشاعر، تقدم أموال وتحصد درجات.

لذلك يجب على الأسر، وخاصة الأم، بما يقع عليها من عبء أكبر، إدراك أن دورها في الرعاية والتربية التي هي تنمية الإنسان واكسابه صفات أخلاقية وعوامل تبنيه لينمو شخصا ناجحا في الحياة، كما أن هدف التعليم الصحيح هو اكتساب مناهج ومهارات التفكير في الحياة للوصول إلى أفضل وسائل النجاح والتقدم، وليس مجرد تحصيل الدرجات، لذلك عليها أن تستخدم الأساليب الحديثة في استقبال الابن أو الابنة عند العودة من يوم دراسي شاق، يعد بمثابة مهمة عمل يقوم بها ويحتاج إلى ترحاب بعد الانتهاء منها.

فلا يجب أن يكون السؤال -مثلا- أخذت إيه "النهاردة"، وكأن الاستقبال تحول إلى اختبار وامتحان يضيف عبء نفسي وعصبي على التلميذ، بل الأفضل استقباله بابتسامة جميلة وحضن دافئ، ودعوة جميلة لتناول وجبة غذاء يفضل أن يوجد بها الأطباق التي يفضلها التلميذ.

ومن المهم أيضا أن تتضمن الوجبة عناصر غنية بالفيتامينات والمعادن من خضروات وفواكه. ومن حق التلميذ أن ينال قدرا من الراحة بحسب الفروق الفردية؛ فهناك من يفضل أن ينام أو يسترخي فقط أو يستمع إلى موسيقى هادئة بعدها يمكن أن يبدأ حوار للتعرف على مسار اليوم الدراسي من خلال الاطمئنان على أحواله وطرق تعامله مع المدرسين والزملاء.

وينصح أن يبدأ التلميذ بإتمام الواجبات المطلوبة منه، بدءا من المواد الدراسية المحببة إليه ويجب أن تدرك الأسر انه أمرا طبيعيا أن يحب الطالب مواد ويفضلها على غيرها، ومن الطبيعي أن تكون هناك مواد دراسية غير مفضلة بالنسبة له، فمن النادر أن يقبل التلميذ على كل المواد الدراسية بنفس درجة الشهية والحب.

وهنا لا يجب أن يعنف الطالب على ذلك، بل يجب تقديم التحفيز والتشجيع له لإنجاز ما يفضله من مواد، وأيضا التشجيع والدعم والمعونة في التعامل مع المواد غير المفضلة، وعلى الأب والأم العودة بالذاكرة إلى الوراء، وتذكر ما كانوا يحبونه هم أيضا من مواد دراسية، والمواد التي كانت غير محببة لهم، حتى لا يعنفوا أطفالهم على هذا الأمر، وإدراك ذلك جيدا يجعلهم لا يقعون في فخ المقارنة بين الأشقاء أو الزملاء في طرق وأساليب التحصيل.

ومن المهم أيضا حصول الطالب على فترة راحة، بين كل مادة وأخرى، ليستعيد طاقته، ومن المفضل أن يقدم له من وقت لآخر بعض الفاكهة أو الحلويات المفضلة، كذلك هناك بعض الأسر تقع في خطأ منع الترفيه بالكامل في فترة الدراسة، وهذا أمر غير صحيح، بل من المهم أن يتم الترفيه بحسب الاحتياج، للتخفيف عن هم المذاكرة.