رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسكوت عنه فى مستشفى المطرية.. مرضى وممرضات: "الداخل مفقود"

جريدة الدستور


بعيون مترقبة وقلوب خائفة يراقبون الداخل والخارج، يسألون كل من يشكون فيهم "إنتم صحفيين؟" ويفتشون الحقائب ويفحصون البطاقات الشخصية.. هكذا كان المشهد أمام بوابة مستشفى المطرية الذى شهد واقعة وفاة الدكتورة سارة أبو بكر نتيجة ماس كهربائي، داخل سكن الطبيبات.

أجرى "الدستور" جولة داخل أركان المستشفى ورصد الكثير من مظاهر الإهمال من عطل أجهزة وعدم نظافة الحمامات، بالإضافة إلى انتشار الحشرات داخل دورات المياه، ورصد المعاناة التى يعيشها المرضى بسبب الإهمال.

أجهزة معطلة
بدأت جولة "الدستور" بالدخول إلى طوارئ المستشفي والتى كشفت الكارثة الأولى، حيث إن اللافتة التي توجد فى المستشفى عند مدخل الباب الرئيسي منذ عام 2013 ولم تتغير منذ عهد مها الرباط، وزيرة الصحة الأسبق فى حكومة حازم الببلاوى، وحسبما أكد العاملون بالمستشفى فإن المستشفى لم يزره أحد من المسئولين قائلين "ولا حد بيعبرنا".

رصد "الدستور" أيضًا إهمال داخل دورات مياه الطوارئ، حيث توجد "صراصير" فى الحمامات بالإضافة إلى عطل جميع المواسير داخل دورة المياه الخاصة بالطوارئ.

جاءت الشكوى الأولى من جهاز القلب، حيث أكدت مريضة، رفضت ذكر اسمها، أن جهاز القلب مُعطل بصفة مستمرة، بينما جاءت الشكوى الثانية من جهاز السونار حيث أكدت مريضة أنها جاءت إلى المستشفى لعمل بعض الفحوصات حيث إنها تعاني من الآم في البطن، وعندما تم عرضها على جهاز السونار تبين لها أنها لديها تليف في الكبد، ما أصابها بصدمة جعلتها تبكي بشكل هستيري وأصرت على الفحص في إحدى العيادات الخاصة، واكتشفت أن ما لديها مجرد أملاح بسيطة، مؤكدة أنها عندما استفتسرت من الممرضات داخل المستشفى أكدوا لها أن جهاز السونار مُعطل من الأساس!

وكانت الكارثة الثالثة في جهاز الصدمات، حيث أكدت إحدى الممرضات، والتي رفضت ذكر اسمها، أنه عندما يأتي لهم مريض في حاجة إلى جهاز الصدمات من الوارد جدًا أن يموت لأن الجهاز مُعطل أيضًا.
قلة دكاترة الطواريء
وروت والدة مريضة بالمستشفى، والتي دخلت إثر إصابتها بتسمم غذائي في المدرسة،"بنتي اتسممت ودخلت بيها من الطوارئ ودورت على دكاترة ملقتش لحد ما وقعت من إيدي وكان ممكن تموت لولا إني صوت في وسط المستشفى لحد ما لاقيت دكتور لحقني".

وخلال جولة "الدستور" داخل إحدى غرف المرضى وجدت مريضة مُلقاة على سرير بالٍ و"الكانيولا" عليها دم جاف، وعندما سألنا قالت"الكانيولا مُعلقة منذ 3 أيام وقالوا لي إنه لا مجال لتغييرها لأن هناك عجز"، وعندما اتجهنا بالسؤال إلى إحدى الممرضات قالت إنه بالفعل الكانيولا يتم تغييرها كل ثلاثة أيام بسبب قلة الإمكانيات، بالإضافة إلى أنه يتم الاستعانة بطالبات التمريض الذيم يتم تدريبهن من أجل إزالة هذا الدم الجاف.
قسم أورام الثدي الحسنة الوحيدة
والحسنة الوحيدة فى هذا المستشفى، حسب روايات المرضى، هى "قسم ورم سرطان الثدي"، حيث أكدوا أن هذا القسم هو الذي يعمل بجدية بالإضافة إلى وجود ممرضات وأطباء يعملون بضمير

وقالت مريضة لـ"الدستور" إن كثيرًا من الأشخاص المترددين على المستشفى لا يصدقون أن هذا القسم يوجد فى مستشفى المطرية بسبب جودته.

وردًا على ذلك التقى "الدستور" بالدكتور محمد صفى، مدير مستشفى المطرية، وأكد فى البداية أن جميع المستشفيات يوجد بها مشاكل قائًلا:" مفيش مؤسسة مفيهاش مشاكل وإحنا شغالين بنطور وهنطور"،

وحول صور دورات مياه الطوارئ بالمستشفى، ففى البداية أنكر وجودها وعندما أكدنا له أن هذه تم التقاطها من حمام الطوارئ قائلا "خلاص إنتوا أدري!".

وقال صفىتعليقًا على حادث الطبيبة سارة أبو بكر"أنا تعبت من كتر الكلام فى موضوع الطبيبة اللى ماتت"، وأشار إلى أنه توجد خطة لتطوير جميع أقسام المستشفي من قبل وفاتها وهذه الخطة والصيانة سوف تنتهي آخر العام الجاري، مؤكدًا أن قسم الاطفال تم تزويده بعدد كبير من الحضانات وأجهزة التنفس الصناعى، وقسم رعاية القلب سيتم تركيب جهاز تكيف مركزى جديد داخله.

وعن أجهزة القلب العطلانة قال إن جميع الأجهزة فى رعاية القلب تعمل، مشيرًا إلى أن بعض المرضى يتحدثون عن أجهزة "فردية" سواء جهاز موجات صوتية أو غيره بيتم الإبلاغ عنها حال عطلها، بالإضافة إلى أنه يوجد فى المستشفى مهندسة أجهزة طبية.

وتابع " مقدرش أقول إن فى إهمال فى المستشفي.. ومش عايز حد يتصيد الأخطاء"، وعن عجز الأطباء بالاستقبال قال مدير المستشفى لـ"الدستور" إن هذا العجز يوجد فى جميع المستشفيات "وبنحاول نمشي الشغل بالعدد الموجود عندنا".

وعن شكاوى المرضي قال صفى "شكاوى الناس بالإهمال مبالغ فيها.. ودائمًا يحبون إظهار الجانب السيء ويوجد دوريات بإستمرار"، وعن الدم الجاف قال:" دى نقط وبيتم إزالتها".

وحول واقعة الطبيبة سارة والصور المتداولة من الحمامات الخاصة بسكن الأطباء أكد أنها مفبركة قال "فى بنى آدم عاقل يدخل ياخد دش فى الجو دا.. وياخد دش فى سلك حوالين ماسورة الدش.. دا واحد داخل يقول أنا داخل أموت بقي.. ولو فى طفل عنده خمس سنين هيخاف يدخل ياخد دوش"، مؤكدًا أنه سيترك الواقعة لتحقيقات النيابة، موضحًا أن التضارب فى الأقوال يثبت اختفاء الحقيقة، حيث أكد شقيقها أنها لم تتفحم.

وحول وجود سباك للتصليح نفى تمامًا هذا الأمر قائًلا:" مفيش سباك جه علشان الصيانة".