رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حرفة في مهب الريح".. صاحب أقدم مصبغة خيوط بالقاهرة: "أخشى النهاية" (فيديو)

جريدة الدستور

أكثر من نصفِ قرنٍ قضاها العم ربيع بين جدران مكانٍ أُنشئ قبل ذلك بنصفٍ آخر، مرَّت خلالهم حرفة صباغة الخيوط يدويًا بظروفٍ مختلفة؛ حيث شهدت ازدهارًا وركودًا، إذ يقول ضيفنا: "كان بيجيلي كميات رهيبة زمان"، أما الوقت الحالي يكاد يكون "عهد انقراض المهنة"، التي صمدت لقرون، معبرًا عن خشيته من قرب النهاية، نهاية الحرفة، وليس هو.

داخل أقدم المصابغ بمنطة الدرب الأحمر بالقاهرة، يجلس عم ربيع الصباغ، سألناه كم قضيت من سنوات في هذه المهنه؟، فأجاب: 52 عامًا. بدأ الصباغ تلوين الخيوط منذ صغره تحت رعاية عمه، الذي ورث بدوره المصبغة من والده، والذي أنشأها عام 1927، وكان صباغة الخيوط يدويًا، هي الطريقة الوحيدة، كأشياءٍ كثيرةٍ لم تكن الماكينات قد غزتها بعد، حتى جاءها الغزو، وتغيرت الخامة من قطن إلى بولستر، ومن هنا عزف الناس عن هذا النوع اليدوي، وبدأ في الركود حتى اقترب من الإنقراض.

بادرناه بالسؤال: هل الماكينات بديلًا صالحًا؟، أجاب: "دي حاجة ودي حاجة، المكن بيصبغ البولستر أما احنا بنصبغ القطن وهو لا يعلى عليه"، مضيفًا أمر آخر: "الماكينات تصبغ ألوان سادة فقط، أما اليدوي فيصبغ السادة و(الجانجاه) مايعني الخيوط متداخلة الألوان فيمكن صبغ الشلّة الواحدة بأكثر من لون".

الإنقراض ليس فقط سببه الماكينات، فهناك أسباب أخرى تساهم، منها قلة الطلب والاستيراد، بالإضافة إلى هجر الصنايعية لها؛ يقول: كان يعمل معي منذ ما يقرب من عقد من الزمان حولي 17 عاملًا، أما الآن بقي اثنان.

وعن مراحل الصباغة قال ربيع: "أول مرحلة فك الخيوط وتجهيزها بحزم متساوية، ثم تبل في المياه، وتعصر ومن ثم تصبغ بالألوان بعد تقسيمه على (النبابيت) ثم ينشر في الشمس حتى يجف".