رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استعدادًا لـ"الهالوين".. محمد عادل يصنع "اليقطين" من الفخار (فيديو)

جريدة الدستور

عرف المصريون القدماء صناعة الفخار في أزمنة مبكرة وهوما تأكد بالعثور على العديد من الأواني الفخارية في قبورهم ومواقع أثرية مختلفة، وكانت تزخرف بأشكال حيوانات وحليات هندسية ونباتية ملونة، ومع الوقت تطورت ولازالت قائمة في ربوع مصر حتى يومنا هذا، هنا في إحدى أقدم الورش لصناعة الفخار بمنطقة الفسطاط بالقاهرة القديمة، يجلس محمد عادل (في العقد الخامس من عمره)، على "عجلة الفخار" التقليدية يُشكل بها أنواع الأواني وقطع الزينة، حيث يمتهن المهنة منذ صغره برفقة والده الذي ورثها منه، ورغم أن أولاده من حاملى الشهادات العليا إلا أنه أصرعلى توريثهم المهنة، وبدورهم قاموا بإدخال أفكار جديدة إليها.

يسترجع «عادل» ذكرياته، ويسرد التغير الذي طرأ على المهنة قائلًا:"في الأول كنا بنشتغل على صناعة القلل والزير، وقصاري الزرع حتى مواسير الصرف الصحي كنا بنصنعها قبل صناعتها من البلاستك، مع الوقت الشغل تطور ومعظم الشغل بقى ديكورات، وبدأنا في تصنيع ثمرة اليقطين بالفخار استعدادا لعيد "الهالوين" والذي يحل علينا نهاية الشهر الجاري، وزخارف أخرى منها الشعبية كأبراج حمام مضيئة ونافورة مياه بالبلاص ومنها الكلاسيكية مثل الفازة، وحولنا الزير إلى كولمن مياه فخاري ليواكب العصر لكن يعد الشغل القديم هو الأساس، فمن تعلم القديم بإمكانه صناعة الحديث وليس العكس، ولم يعد هناك أحدًا يقدر قيمتها كمهنة فنية أو تراثية فمعظم الشباب ينظر للسهل فقط وما يجلب المكسب السريع".

وأضاف: "الحرفة تحتاج إلى اهتمام من قبل الدولة، وتدعيمها والحفاظ عليها كتراث، فلو أن الدولة استثمرتها ستساعد على تخفيف أزمة البطالة من خلال تشغيل عمالة، كما ستجلب العملة الصعبة، وستساعد في الحد من الأمراض التي تنتج من تفاعل الأواني المعدنية والبلاستيكية كما كان التصدير متاحًا بشكل واسع".

وتابع: "المهنة تتضائل بشكل ملحوظ، بسبب المشاكل التي تواجهها، من زيادة أسعار الخامات التي كنا نحصل عليها في وقت سابق بأسعار زهيدة جدا وكانت متوفرة، فالطين كنا نجلبه من جبال بأسوان على هيئة قطع حجارة ويتم طحنها، حاليا كل هذه الجبال خضعت لمحاجر، فزادت تكلفتها كما ساهمت تكلفة الشحن في الزيادة والزبون لا يتحمل كل هذا".