رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإنسانية تنتصر.. مصور صحفي يترك عمله لإنقاذ مُسن في "جمعة كسر الحصار"

جريدة الدستور

الإنسانية تنتصر، كانت هذه الجملة أكثر تعبيرًا يمكن إطلاقه على صورة التقطها أحد المصورين لزميله المصور الصحفي حاتم سعدي عمر، تاركًا عمله مهرولًا تجاه أحد المصابين في جمعة العودة وكسر الحصار، وهو رجل في السبعينات من عمره، أصيب بضيق في التنفس نتيجة قنابل الغاز التي كانت تطلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ترك العمل والكاميرا لإنقاذ روحًا بدلًا من التقاط الصور هو قمة العمل الصحفي الإنساني، فالواجب الإنساني هنا كان رائد الموقف، يقول حاتم عمر لـ"الدستور": "أثناء المواجهات يوم الجمعة المنقضية بين الفلسطينيون وجيش الاحتلال الإسرائيلي فيما يسمى بمسيرات العودة وكسر الحصار، لاقيت عجوز سبعيني مُمدد على الأرض، تركت كل شيء، وتوجهت له؛ لأنه علق في منطقة إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، ولم يستطع الخروج إلا بمساعدتي، الله عز وجل أرسلني له حتى أكون أنا الصورة".

الدهشة سيطرت على المصور الصحفي عندما رأى صوره منتشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يُتابع عمر حديثه قائلًا: "السبب في دهشتي هي أن يوم الجمعة عدد كبير من الشهداء والدماء والأسى وإصابات بالجملة والناس أصابها نوع من الحزن، فلما انتشرت الصورة وشاهدها الناس تحوّلت الصورة إلى شيء جميل؛ كيف صحفي يبادر وتتحرك إنسانيته ويقدم الإسعافات، ولم أفكر أبدًا في صورة ولا جوائز ما فكرت به إنني يجب أن أسعف الرجل السبعيني واخرجه".

لم يتوقف دور المصور الصحفي عند هذا الحد؛ بل ذهب للاطمئنان عليه في منزله: "روحت زورته في بيته، وقدّمت له درع شكر وتقدير وألبوم من الصور اللقاء كان بارد في البداية لأني اتفقت مع ابنه أن أكون مفاجأة للعجوز، وبمجرد معرفته بيّ كان العياط والأحضان هي سيد الموقف".