رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفو سيناء يكتبون: ماذا نحتاج الآن؟

جريدة الدستور

يؤمنون تمام الإيمان بدورهم الكبير فى حماية حدودنا الشرقية، يعتبرون ذلك واجبهم تجاه وطنهم، الذى لم يتخلوا عنه يومًا، بداية من خروجهم للذود عن أراضيه وطرد المحتل الإسرائيلى فى أكتوبر ١٩٧٣ إلى مشاركتهم فى حرب الدولة الحالية على الإرهاب.. إنهم أهل سيناء، الذين ما أن يُذكروا إلا ويتذكر الجميع كل ما قدموه للوطن فى هذه البقعة الغالية من أراضيه. واليوم بعد انحسار الإرهاب بفضل بسالة رجال الجيش والشرطة، وتعاون السيناويين معهم فى هذه الحرب على جماعات التكفير، وبالتزامن مع الذكرى الـ٤٥ للانتصار المجيد فى أكتوبر ١٩٧٣، تظهر مجموعة من المطالب التى يقدمها أهالى «أرض الفيروز» لأجهزة الدولة المعنية، آملين وواثقين فى تنفيذها خلال الفترة المقبلة. «الدستور» تستمع خلال السطور التالية لعدد من الكتاب السيناويين عن أهم هذه المطالب، ورؤاهم لـ«سيناء ما بعد هزيمة الإرهاب».

عبدالله السلايمة: التنمية لطى صفحة الماضى

لا يمكن لمنصف أن يختلف على أن ما وصلت إليه سيناء من أوضاع ورثتها الدولة بقيادتها الحالية، جاء نتيجة طبيعية للسياسة التى انتهجتها جميع الأنظمة السابقة التى تعاقبت على حُكم الدولة، خاصة أثناء فترة حُكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك ما تسبب فى اتساع الهوة بين أبناء الوطن الواحد.
هذه السياسة جلبت على سيناء، أرضًا وشعبًا، الكثير من الويلات التى لم يقف الشعب المصرى على حقيقتها إلا بعد قيامه بثورتيه المجيدتين فى ٢٥ يناير، و٣٠ يونيو.
فرغم أن مبارك كان يعرف ما يحيق بسيناء من أخطار نتيجة أطماع إسرائيل الدائمة فيها، إلا أنه بمعاونة نظامه زاد من حجم هذه الأخطار بمحاولته العمل على تفكيك وحدة القبائل عن طريق بث روح الفرقة بينها كى تظل على الدوام فى حالة اختلاف وتنافر وتربص ببعضها البعض لسهولة القضاء على مصدر قوتها.
تلك القوة كان يمكن لهذا النظام استخدامها كقوة ردع ضد أى أطماع، لكنه بدلًا من أن يفعل واصل للأسف سياسة القمع والتهميش والإقصاء والتمييز فى المعاملة ضد أهل سيناء، إضافة إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم.
لذا وجدت- باعتبارى واحدًا من أبناء سيناء- فى الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر الـ٤٥ فرصة مثالية لاستكمال تصحيح هذه الأخطاء وطى صفحة الماضى بآلامها، وفتح صفحة جديدة تعتمد على الثقة وحُسن النية بين الطرفين.
وأؤكد أن ذلك لن ينجح دون أن يتخلى الطرفان، الدولة وأبناء سيناء، عن تبنى مواقف ذهنية مسبقة تجاه الآخر، واتخاذ كليهما دور المدافع عن وجهة نظره، بغض النظر عن صحة آرائه من عدمها، دون أن يكون لدى أحدهما الاستعداد لتفهم طبيعة وثقافة الآخر.
وهنا يتوجب على المسئولين بوازع من الضمير الحى والوطنية الخالصة أن ينظروا إلى أبناء سيناء من عدة زوايا مختلفة ليستطيعوا تكوين صورة حقيقية وكاملة لهم.
وإذا كانت الدولة- كما أرى حاليًا- تريد استكشاف حقيقة أبناء سيناء وفهم ثقافتها فهمًا حقيقيًا فعليها أن تتجاوز هواجسها تجاههم وألا تتحيز لثقافة أبناء المدن على حساب ثقافة البادية، وأن تفهم حقيقة أن البداوة ليست رمزا للتمرد والفوضى، وأنها تتعدى كونها مجرد «حالة فوضوية» لا تستحق شيئا غير النفى والإقصاء.
لذلك عليها أن تعمل على محاولة فهم الثقافة البدوية من داخلها حتى تتمكن من رؤية الواقع بعيون غير منحازة، وإدراك حقيقة أنه مع غياب التنمية وظهور التنظيمات الإرهابية وتفاقم خطرها زادت معاناة أبناء سيناء وأصبحوا ضحية أقدارهم، آملين أن تحسم الدولة هذه الحرب الدائرة.
وحتى لا تكون سيناء قابلة للضياع مرة أخرى فلا بد من إيجاد حلول جذرية ومدروسة لمشكلات أهلها وما عانوا منه من مظالم تاريخية، على رأسها أحقيتهم فى تملك أرضهم وإزاحة الغبار عن سجلات بطولاتهم الوطنية حتى يعرف المصريون ما قدمه أهالى سيناء من تضحيات.
كما يجب إحداث تنمية حقيقية تعود بالنفع عليهم وتخرج مصر من أزماتها الطاحنة فى الوادى.
وإذا لم يتحقق ذلك بشكل علمى ومدروس، أعتقد أن سيناء سوف تظل بجغرافيتها بيئة مغرية لاستيطان الإسلام الراديكالى وصالحة على الدوام لممارسة عنف وإرهاب الجماعات المُسلحة ومطمعًا لأطراف خارجية معروفة، لن تتوقف عن محاولة تمرير مخططاتها لزعزعة استقرار وأمن مصر، فى إطار توهمها بإمكانية فصل سيناء عن جسدها فى يوم ما، وهو يوم يجب ألا يجىء.

صلاح فاروق: توفير السلع والخدمات والمواصلات.. وإعادة الأمن

حتى نستطيع الإحساس بالمشاركة فى الذكرى الـ٤٥ للنصر العظيم، نتطلع فى شمال سيناء إلى عدة أمور، خاصة أن هذا النصر يمسّنا على نحو شخصى قبل أن يمس أحدًا آخر.
أول ما نتطلع إليه السهولة فى المواصلات، وتوفّر الخدمات والسلع، فنحن كنا يا سادة قبل ٢٠١١ من المحافظات المنتجة للخضر والفاكهة والأسماك طبعا، وكانت هذه المواد كلها أرخص عندنا من أجرة السفر إلى القاهرة.
ما نتطلع إليه حاليًا أيضًا هو فتح الطرق الداخلية فى سيناء، وتوفير مزيد من المدارس، والإحساس بالأمان، بعدما انتشرت عندنا فى السنوات الماضية أنواع غريبة من العصابات التى تهدد أولادنا وتخطفهم دون أن يتصدى لهم أحد، ولولا ستر الله لعانينا من مآسٍ لا نهاية لها.
نحتاج أيضًا مزيدًا من المشروعات التنموية التى تخدم بلادنا كلها، وتوفر فرص عمل لأبنائنا الذين يعانون من البطالة، كما نحتاج لاهتمام المؤسسات الرسمية بإلقاء الأضواء الحقيقية على بطولات آبائنا وأولادنا فى مواجهة العدو الخارجى قديمًا والإرهاب حديثًا، حتى تتغير -ولا بد أن تتغير- الصورة الذهنية السيئة التى ألصقها بنا بعض ذوى النوايا السيئة.
فقبل كل شىء نحن مصريون، ولا بد أن يعرف العالم كله هذا، ولسنا مستعدين فى حال من الأحوال التخلى عن بلادنا أو بيوتنا وسوف ندافع عنها بحياتنا، وكل ما نطمع فيه أن نموت فيها كما مات آباؤنا بعدما شبعنا غربة فى الحياة، لذا لا نريد أن نموت أغرابًا.
نحتاج أيضًا إعادة النظر فى أداء المؤسسات الرسمية العاملة فى شمال سيناء بالتحديد، فكثير من هذه المؤسسات لا يعرف شيئًا عن وظيفته الحقيقية، ولا يقدم إلا أداء روتينيًا يفرغ الخدمات من قيمتها، مع تقديرنا واحترامنا لكل العاملين فيها.
وبهذه المناسبة، نؤكد حاجتنا إلى توفير فرص الاتصال بكل إخواننا فى كل ربوع مصر، بمعنى أننا بحاجة كبيرة إلى تيسير وتشجيع سبل زيارة إخواننا من المحافظات الأخرى لنا فى شمال سيناء، على الأقل حتى يعرفوا الطريق إلينا بدلًا من الخطأ الشائع الذى يجعلهم يعتقدون أن العريش تقع فى جنوب سيناء أو على ساحل البحر الأحمر.
أحلامنا كثيرة والمتاح منها حتى الآن قليل، لذا نتمنى أن تنزاح عنا غمة الإرهاب سريعا، نتمنى أن ننتهى فى أقرب وقت من غمة السنوات الماضية، وأن تنتهى العملية الشاملة، وقد أنهت على الإرهاب والإرهابيين، وعاد الناس إلى ديارهم آمنين مطمئنين سعداء، ولديهم أمل فى مستقبلهم ومستقبل أولادهم حتى ينعموا ولو قليلًا ببعض الراحة والهناء بعد كل العنت والمشقة التى عانوها فى السنوات الماضية.
وكل نصر ومصر بخير.. وكل أكتوبر ونحن فى رباط وصحة وأمل.

عبدالله العلاوين: فتح كوبرى السلام.. وسرعة إنجاز رفح الجديدة

أبناء سيناء كانوا ولا يزالون فى مقدمة المشاركين فى تحرير الأرض من كل غاصب أو طامع، وسطروا فى ذلك أعظم قصص البطولة على مر التاريخ، وظلوا متشبثين بتراب الوطن صامدين أمام أطماع المحتل الغاصب، فكانوا شوكة فى عين المستعمر على مدى الدهر. ولما كانت سيناء هى خط الدفاع الأمامى لمصر، تحملت وأهلها كل تبعات الحروب، وبقى مواطنوها منزرعين فيها، وفضلوا الموت على الرحيل عنها. سيناء أرض الفيروز أرض القمر، أرض الطور والوادى المقدس، أرض الصفاء والنقاء وجمال الطبيعة الساحر الذى يأخذ الألباب. ولأن سيناء المباركة هى مقبرة الغزاة ومنبع البطولات، كانت قبلة كل الوطنيين الشرفاء، واختلط دماء أبناء الوطن بثراها دفاعًا عن الحق، وكانت ملحمة أكتوبر ٧٣ دليلا على قيمتها النفيسة فى صدور الرجال «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»، تحية لهؤلاء الأبطال الأشاوس، الذين شهد لهم العالم بالصبر والثبات وقوة الشكيمة ونفاذ العزيمة، فكانوا فخر الوطن على مر الأيام. وبهذه المناسبة الغالية على القلوب، يتمنى أبناء سيناء من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وأجهزة الدولة ومؤسساتها الآتى:
- النظر إلى هذه الأرض بعين الأهمية وتخفيف معاناة المواطنين خاصة على الطرق من وإلى شمال سيناء.
- فتح كوبرى السلام لتسهيل مرور المواطنين والبضائع.
- سرعة إنجاز مدينة رفح الجديدة أسوة بالمشروعات الأخرى التى تمت فى زمن قياسى، وعودة المؤسسات للعمل بها، لتسهيل خدمات المواطنين.
- دفع عجلة التنمية فى المحافظة، لتشجيع الشباب على العمل والنهوض بمستوى الحياة الاقتصادية للمواطن والوطن، وذلك بإقامة مصانع ومشروعات عملاقة تحت رعاية الدولة.
- استمرار انخراط أبناء المحافظة بالقوات المسلحة والشرطة للمساهمة فى المحافظة على تراب الوطن.
- سرعة عودة أبناء رفح والشيخ زويد إلى موطن إقامتهم، بعد أن تم اقتلاع جذور الإرهاب منها، وذلك فى زمن محدد ومعلن من قبل سيادة الرئيس السيسى.
- استكمال عودة عناصر الحياة إلى المحافظة من محروقات ومواد بناء ومياه وكهرباء، خاصة فى رفح والشيخ زويد.
حفظ الله مصرنا عزيزة أبية منتصرة على كل من حاول المساس بأمنها فى ظل القيادة الرشيدة برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ودامت حرة ظاهرة على الطامعين والفاسدين.

مسعد أبوبدر: تنمية ثرواتنا البشرية والزراعية والشاطئية

٣٠ عامًا أنفقناها قبل ثورة يناير، كنا أثناءها أشباه بشر يعيشون شبه حياة فلا نموت ولا نحيا حياة صالحة تليق بهذا الشطر الخطير على حدود الوطن، وأعنى بذلك المنطقة الحدودية فى سيناء، بوصفى أحد أبنائها المهمومين بأمرها. نعم. لم توفر لنا حكومة مبارك حتى الماء، لذا كنا نجد مشقة فى أن نغسل أو نغتسل، أما ماء النيل العذب فلم نره إلا فى أحلامنا، فى حين تستهلك مغسلة السيارات الواحدة فى المحروسة أكثر مما يكفينا جميعًا، لو كنا بالطبع شيئًا ذا بال فى نظر الحكومة. طوال حكم مبارك لم تنشئ الحكومة مصنعًا واحدًا فى هذه المنطقة، وكان الشبان يجتهدون فى أن يجدوا عملًا باليومية فى سائر المحافظات، وفى منطقتنا شواطئ لا نظير لها فى القطر المصرى كله، لكن قرية لم تبنِ هناك واهتمامًا لم يكن. ظلت هذه الطاقات الطبيعية مهدرة سنين طوالا ولا تزال، ورغم أن أرضنا تنتج محاصيل لا تنتجها بيئة أخرى غيرها، إلا أننا لم نجد الحكومة وقتها تمد لنا خطوط ماء الزراعة، أما إذا أكرمنا الله بالمطر وإذا اجتهدنا فى استنباط الماء من باطن الأرض بجهودنا وإذا أخرجنا منتجًا نقيًا من الهرمونات والمسرطنات ومياه المجارى، لم نجد حكومة تصدر هذا المنتج النادر الذى يسيل له لعاب الأسواق العالمية. هذه مجرد أمثلة، وغيض من فيض، فما نريده من الحكومة هو أن تسير ضد ما اقترفته يد الحكومات فى عهد مبارك حتى وقعت الكارثة، وهو ما نلاحظ أنها تفعله الآن ونرجو استمراره.

حسين القيّم: فتح المدينة الصناعية وتوظيف الخريجين

أقترح على الدولة البدء فى تنفيذ الإجراءات التالية على وجه السرعة، وهى متطلبات مبدئية ضرورية، تأتى قبل الحديث عن التنمية وتعويض المزارعين وإعادة بناء المدارس والمساجد والوحدات الصحية:
- فتح المدينة الصناعية جنوب العريش، بما فيها الورش ومحطة الغاز، والطرق المغلقة.
- فتح طريق «حى الكرامة»، وإمداد المستوصف الخيرى بطاقم تمريض وأطباء ودواء، وتوفير المواصلات اللازمة.
- تخفيف الحظر عن أهالى الشيخ زويد، رحمة بالمسافرين من كبار السن والمرضى والنساء، ممن ليست لهم بيوت فى العريش، مع تسهيل عبورهم على الكمائن.
- فتح ميدان الشيخ زويد والطريق الدولى من ميدان الشيخ زويد حتى نقطة أبوطويلة على الجانبين، وميدان الشيخ زويد إلى الجورة.
- إصلاح شبكات المحمول الثلاث فى الشيخ زويد، وتكملة تنفيذ إحلال وتجديد خط الكهرباء المؤقت القادم من شرق العريش، والعمل على تشغيل المياه الحكومية.
- رفع كمين الكنيسة من شارع العريش العام، ونفس الأمر فى كمين الفواخرية والعتلاوى، مع إعادة فتح ميدان المالح، لإعادة الحياة لمجاريها.
- العمل الحقيقى على توظيف ١٠ آلاف خريج بجميع التخصصات من أهالى شمال سيناء، للقضاء على البطالة التى تفشت فى المجتمع، الذى كثرت فيه حالات فسخ الخطوبة والانفصال والطلاق.
- فتح محطة وقود الحاج عايش فى الشيخ زويد، خاصة مع بعد المسافة بين العريش والشيخ زويد، والعمل على إدخال جميع مواد البناء ومستلزمات المعمار بشكل طبيعى.
- البدء الحقيقى فى تجميل مدينة العريش بتنفيذ مشروع «الألف شجرة»، وترميم الشوارع والأرصفة، وتحديد مكان للباعة الجائلين.

صلاح الرقيبة: أعمال عن بطولات آبائنا فى أكتوبر

بمناسبة ذكريات أكتوبر وأبطالها، نقول إن النماذج البطولية التى قدمها رجال سيناء فى هذا الزمن كانت كثيرة وترفع الرأس، لكن الشىء المؤسف أن يجرى تجاهل هذه النماذج فى الإعلام.
أما الأسوأ من ذلك، فهو أن نجد الغمز واللمز وبعض الأوصاف التى نخجل من كتابتها لحقارتها وحقارة من يروجونها تطال شرفاء هذه البقعة من أرض الوطن.
لذا على الإعلام والقائمين على شئون الثقافة فى الدولة إخراج مثل هذه الأعمال الفدائية إلى حيز النور، فى صورة أعمال درامية أو قصصية، بدلًا من العبارة الوحيدة التى تذكر سيناء وأهلها بالخير-التى لا نسمعها من الإعلام وبعض من يستضيفونهم فى القنوات إلا فى ذكرى حرب أكتوبر- وهى: «إن أهل سيناء كانوا عيوننا فى الحروب».
نريد حاليًا أن يرى المقيمون فى الكفور والنجوع من أقصى صعيد مصر إلى دلتاها هذه البطولات التى تحتفظ الجهات المسئولة بقصص كثيرة منها، فى صورة أعمال درامية تجسد البطولات والتضحيات التى قام بها هؤلاء الأبطال من أجل مصر الوطن.
هذه الأعمال إن خرجت من النور ستمحو لا محالة تلك الفكرة السيئة المتوارثة عن سيناء وأهلها فى الذاكرة الجمعية لعموم الشعب المصرى.. فهل هم فاعلون؟.