رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فيها حاجة حلوة".. مُسن يعرض ملابس مجانية بحلمية الزيتون

جريدة الدستور


ملابس قديمة، بعضها عفا عليها الزمن والبعض الآخر جديد، موضوعة على حاملات الملابس مطروحه في قارعة الطريق، فوقها لافته كبيرة مكتوب عليها "ملابس مجانية".

تعلق حلم أحد أطفال منطقة حلمية الزيتون، بالحصول على زي جديد يزين به جسده المتهالك من النوم في الشارع، يصون به عزة نفسه من نظرات الأطفال له.

في أحد الأيام اتصلت أبنة عم حنفي صاحب فكرة محطة الملابس القديمة، لتطلب منه الحضور إلى منزلها، فهم سريعًا ليلبي ندائها، وفي طريقه وجد بعض الملابس التي تليق على جسد حفيده عمار، فجلبها معه وفور وصوله تلقى في صدره كلمات أشبه بالرصاصات المميته، "عمار توفي بحادث سير".

انفطر حينها قلبه وأخذ يحتضن الملابس الجديدة ويبكي ليومين متتاليين، بعدها قرر أن يذهب إلى الشارع ويبحث عن أطفال في عمر عمار يعطيهم هديته التي لم يأخذها.

شعر حينها وكأن قلبه يثلج وكل شيء يعود لحاله، رأهم كلهم عمار حفيده؛ ففكر في أن يقوم بهذا العمل بشكل موسع، تحدث مع عائلته في هذا الأمر وأبدوا ترحيبًا به، وتبرعت ابنته بكل ملابس طفلها.

كما شارك معه سكان منطقة الحلمية، وكل منهم تبرع بملابس، ألعاب، أحذية، حقائب، حتى أن أحد أصحاب محال الملابس تبرع ببعض "الاستندات" التي يعلق عليها بضاعته.

حدث كل ذلك قبل أشهر قليلة من اليوم، إلى أنهم نظموا الأمر حتى بات خياليًا؛ فكل منهم يراعي تلك الفرشة يومًا في الأسبوع، حسبما أوضح عم حنفي خلال حديثه.

قال حنفي إنه قام بذلك حتي يراعي أطفال المنطقة وكأنهم حفيده الذي توفي، مؤكدًا أنه منذ إقامة هذه الفرشة ولم يتواجد في الحلمية أو المطرية طفل بملابس متسخة أو مهروله كما يحدث في باقي الأحياء.

تابع حنفي أنه يتمنى تعميم تلك التجربة، في كل أرجاء الجمهورية، حتى لا نجد طفلًا دون ملابس أو متسخًا.