رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة المصرية من فلاحة إلى وزيرة

جريدة الدستور

ارتبط مفهوم المرأة العاملة بالحداثة والتصنيع، وعادة ماينظر إلى التطورات الصناعية التي حدثت في الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ على أنها الدافع لدمج المرأة في سوق العمل في العصر الحديث، كذلك فإن المرأة على مر العصور كانت فى حاجة للجهاد في سبيل حقوقها للوصول إلى النجاح وتحقيق الذات.

القرن الثامن عشر والسابع عشر:-


كانت مصر مجتمعا يغلب عليه الطابع الزراعي، ولم تعتمد المرأة المصرية على الدولة لتزويدها بالعمل، بل على أسرتها، فالعائلة في القرى هي التي قسمت أدوار العمل، وكانت منتجة ومستهلكة لمنتجاتها وفي عهد محمد علي؛ بدأت الدولة في التحول الصناعي، وأدخلت إصلاحات جديدة تضمنت تعليم الإناث لأول مرة، حيث كان تعليم الإناث مقصورًا على الأغنياء الذين يتلقين التعليم في المنزل، في حين أن الفقراء يتعلمْن بشكل أساسي الدراسات الدينية أو يحضرْن المحاضرات الدينية.

ومع عودة طلاب البعثات الدراسية من الخارج، قدموا أفكارًا جديدة حول وضع المرأة في المجتمع وحقها في التعليم. مثل رفاعة الطهطاوي، الذي دعا إلى تعليم النساء في كتابه دليل تعليم البنات والبنين في عام 1872. ثم تضمنت أفكار محمد عبده تأييدًا لدعوته، وأكمل المسيرة قاسم أمين في كتابيه المراة الجديدة وتحرير المرأة مطلع القرن العشرين.

القرن العشرين


نوقش وضع المرأة على نطاقات واسعة من فرسان الفكر والثقافة المصرية آنذاك، مثل احمد لطفي السيد وأحمد أمين، وطه حسين وإسماعيل مظهر ومحمد حسين هيكل الذي قدّم أول رواية عربية تحمل اسم امرأة "زينب" 1914. وانتعشت حركة الترجمة، فامتلأت الصحف بالمقالات النسوية من الفرنسية إلى العربية قبل عام 1914، وكانت هناك حوالي 15 مجلة عربية تركز إثارة شؤون النساء.

في عام 1907، حصلت نبوية موسى كأول طالبة على شهادة الثانوية العامة، وقدمت مع هدى شعراوي؛ فيما بعد؛ محاضرات متكررة حول حقّ المرأة في التعليم.

ومع انتشار أهمية التعليم في جميع أنحاء البلاد، بدأت النساء يتخذن مناصب مهمة تحمل أهمية هامة لتقدم "المرأة العاملة"، مثل نعيمة الأيوبي أول محامية في البلاد، كما كانت من بين أول خمس سيدات في جامعة الملك فؤاد عام 1929، مع سهير القلماوي، وفاطمة سالم، زهيرة عبد العزيز، فاطمة فهمي.

وفي عام 1932، أصبحت كوكب حفني ناصف أول جراح في مصر وكانت أول طبيبة تنضم إلى نقابة الأطباء.

بدأ وجه مصر يتغير بعد الخمسينيات تغيرًا جذريًا، حيث أخذ جمال عبد الناصر، يدفع البلاد نحو التحول الصناعي، وانعكس ذلك بتوفير فرص العمل للنساء بجانب الذكور، في مجالات مختلفة، وأعلنت الدولة شعار عدم التمييز بين الجنسين.

وفي عام 1979، أصبحت عائشة راتب أول سفيرة في مصر، حيث عملت سفيرة في الدنمارك من 1979 إلى 1981.

القرن الحادى والعشرين


في عام 2010؛ أمر رئيس الوزراء المصري بإجراء مراجعة لقرار عدم السماح للإناث بشغل منصب نيابي، وفي عام 2015 أدت 26 امرأة اليمين الدستورية كأول قاضيات مصريات.

ووفقا لمنصة نساء من مصر (Women Of Egypt) أن ثمان وزيرات في الحكومة المصرية عام 2018، يُعد رقمًا قياسيًا للمناصب القيادية التي تشغلها المراة في وقت واحد عبر تاريخ مصر، واستطاعت المرأة قادرة على تحطيم حاجز المستحيلات.