رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة روسية: على موسكو التعلم من الدروس المصرية فى كيفية الخروج من الأزمات

السيسي وبوتين
السيسي وبوتين

أكدت صحيفة "برافدا" الروسية، اليوم الجمعة، أن اهتمام روسيا بمصر لا يقل عن اهتمام القاهرة بموسكو، مضيفة أنه يمكن لروسيا تعلم بعض الدروس من مصر حول كيفية الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية.

وأوضحت الصحيفة الروسية، أنه فى أعقاب الزيارة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا، وقع البلدان اتفاقًا بشأن التعاون الاستراتيجى، فيما أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أنه على مدار العام، زاد حجم التجارة الروسية المصرية بنسبة 62% وبلغ 6.7 مليار دولار، بينما ارتفع في الفترة من يناير إلى أغسطس بنسبة 28% أخرى.

وأشار "بوتين" -في وقت سابق- إلى أن روسيا تعد مصدرًا رئيسيًا للحبوب للسوق المصرية، وتؤيد موسكو رغبة مصر فى إبرام اتفاقية حول منطقة التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى.

ووفقًا للتقرير ستشارك روسيا في بناء المنطقة الصناعية واللوجيستية الحديثة فى منطقة قناة السويس، ويتعلق الأمر بصناعة الأدوات والنجارة وشركات الأدوية، وهناك تخطيط لجذب استثمارات فى هذه المنطقة، حوالي سبعة مليارات دولار، لخلق أكثر من 35000 وظيفة جديدة.

من المفترض أن المنتجات المصنعة فى هذه المنطقة لن تذهب فقط إلى سوق مصر، ولكن أيضًا إلى أسواق الشرق الأوسط والدول الإفريقية.

وأشار التقرير إلى أن الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية، روسآتوم، تقوم ببناء محطة الضبع للطاقة النووية في مصر بقيمة 60 مليار دولار.

وفي عنوان فرعي لتقريرها "مصر في صعود"، قالت الصحيفة الروسية، إنه قبل خمس سنوات فقط، بعد الانتصار على جماعة الإخوان المسلمين، كانت مصر في حالة تراجع، وكان البلد يعاني من الإرهاب، وكان هناك انخفاض حاد في احتياطيات النقد الأجنبي، وكان الاقتصاد المصري في حالة ركود.

ولكن الآن مصر تمكنت من حل مشكلة الأمن، وهو ما أكده تقرير حديث من منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) أن تدفق السياح إلى مصر زاد بنسبة 55.1% في عام 2017 مقارنة بالعام السابق، فضلًا عن أنه ستتم استعادة الرحلات الجوية بين روسيا ومصر بعد فحص المطارات بحثا عن الأمان لاستبعاد احتمال حدوث حادث تحطم طائرة في سيناء.

ويتوقع البنك الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر في عام 2020 بنسبة 5.8%، وانخفض التضخم من 36% في نوفمبر 2016 إلى 13.6 %، وقد انخفضت البطالة إلى حد أدنى غير مسبوق من 11.3 %، وفي أغسطس، رفعت وكالة موديز التصنيف الائتماني للبلاد من "مستقر" إلى "إيجابي".

وتخطط السلطات المصرية لإعادة توطين جميع السكان من الأحياء الفقيرة، ولتحقيق ذلك، تقوم مصر بالفعل ببناء 20 مدينة جديدة في جميع أنحاء البلاد، وتعتزم الحكومة إعادة وضع مصر كمصدر للغاز الطبيعى - ليس فقط من خلال اكتشاف حقول جديدة، ولكن أيضًا عن طريق تسييل الغاز الذى يأتى من قبرص.

وفي 30 سبتمبر، أعلنت الحكومة المصرية تعليق استيراد الغاز الطبيعى المسال، والذى سيوفر مصر حوالي 250 مليون دولار في الشهر.

وأضافت الصحيفة أنه بعد أن أوقفت واشنطن شحناتها من الأسلحة إلى مصر بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين زادت واردات الأسلحة بنسبة 215%، والآن تشترى مصر أسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا، ولقد شهد الجيش المصرى تطورًا عميقًا، فقد تم تزويده بأحدث المعدات العسكرية، بما فى ذلك السفن الهجومية حتى لا يكون تابعًا لأي دولة أو معتمدًا على أى دولة في شراء الأسلحة.

ومن ناحيته، قال ألكسندر فافيلوف، الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية لصحيفة "برافدا"، إن مصر تعافت بشكل كبير بعد الرئيس المعزول محمد مرسي.

وأضاف أن روسيا بحاجة لمصر قوية حيث لا يزال دور مصر في المنطقة مهمًا جدًا، ويريد المصريون السلام بالقرب من حدودهم، ومصر تريد التعاون مع روسيا لهذا الغرض.

أما سيمون باجداساروف، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فقال للصحيفة ذاتها، إن مصر تعافت كثيرًا لأن أحدا لا يزعج البلاد بفرض عقوبات، بالإضافة إلى ذلك، فإن البلاد لديها حكومة مستقرة وقوية، وروسيا تتعاون مع مصر في عدة قضايا إقليمية ودولية.

وأوضح "باجداساروف" أن "السيسي" يلتزم باستعادة نفوذ مصر الإقليمي الذي تقلص بعد الربيع العربي، مضيفًا أن مصر القوية مفيدة لروسيا، لكن مصر تحتاج أيضا إلى روسيا قوية.