رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل إسرائيل.. كلود ليلوش يعترف: لن تعرف الحياة إذا لم تمر عبر تل أبيب

جريدة الدستور

-ليلوش: الإسرائيليون لا يعيشون فى أمان

«إسرائيل ألهمتنى فصرتُ مؤمنًا.. فخور بأننى يهودى».. تلك كانت كلمات المخرج والكاتب والمصور والمونتير والممثل والمنتج الفرنسى، كلود ليلوش، الذى أثار أزمة عقب الإعلان عن تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته المقبلة، ٢٠ نوفمبر المقبل.

المخرج الفرنسى، لا يُخفى توجهاته السياسية ويفتخر بعلاقته بحاخامات صهاينة، يحرضون كل يوم على قتل أطفال فلسطين، مؤكدًا أن فنه مؤدلج وأن قضية ظلم اليهود فى الهولوكوست جديرة بالإبراز فى السينما.
ولد كلود باروك جوزيف ليلوش، فى باريس فى ٣٠ أكتوبر عام ١٩٣٧، وهو يهودى لأب يهودى جزائرى، وأم يهودية اسمها سيمون، ولم تكن منذ البداية على تلك الديانة، لكنها تحولت لليهودية بعد زواجها من شارلوت ليلوش، والد كلود، وهو ما يؤكد أن الأمر وراءه سر ما، لأنه ليس من المعتاد أن تتحول فرنسية مسيحية إلى ديانة زوجها، وهذا ما اتضح بعد ذلك فيما عُرف عن زوجها من تعصبه للصهيونية، وهو ما قاله الابن خلال زيارة لتل أبيب فى مارس ٢٠١٦، عندما تحدث عن والدته وكيف تحولت إلى اليهودية للدفاع عن قضية إسرائيل.
وحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، فإن «ليلوش» دائم السفر إلى تل أبيب، وزارها أكثر من ١٠ مرات، وخلال كل مؤتمر يشارك به يُعرب عن حبه لإسرائيل واعتزازه بيهوديته.
وعندما كان ضيفًا فى مهرجان الفيلم الفرنسى فى إسرائيل، فى ٢٠ مارس ٢٠١٦، تحدث عن حبه الأسطورى لتل أبيب وأنها كانت ملهمته، ووضعت إسرائيل فيلمه «Un plus une»، الذى عُرض فى ٢٠١٥، كفيلم افتتاحى للمهرجان، وعرضته دور السينما فى القدس وتل أبيب وحيفا وهولون وهيرتزليا وسدروت، وفى قاعات الثقافة فى سافيون وأشدود.
وقال، خلال ندوة أعقبت المؤتمر: «سعيد لوجودى فى تل أبيب.. أنا بعيد عن فرنسا، لكننى أشعر دائمًا بالقرب من هذا البلد.. عندما أكون هنا أشعر بأننى فى بيتى.. إنها دولة أحبها كثيرًا وأقدّر دائمًا حقيقة أنك تعيش فى إسرائيل بصعوبة وانعدام للأمان، فيتنافس الماضى والمستقبل مع الحاضر.. لكن التوتر وعدم الاستقرار يجعلان الاتصال البشرى هنا أقوى».
وأكد ليلوش: «أنا محظوظ.. فوالدى كان يهوديًا من الجزائر.. وكانت أمى مسيحية من نورماندى، ثم تحولت إلى اليهودية»، مضيفًا: «مجموعة من الحاخامات تقربوا منى خلال السنوات الأخيرة، وطلبوا عمل فيلم عن التوراة، وجاءوا لى بالسيناريو الذى كان طويلًا، وقالوا إنه سيكون فيلمًا قصيرًا، فقلت: مَنْ سينتج هذا؟ قالوا: (إن أكبر منتج فى العالم سيفعل ذلك.. سيفعلها الله.. إنه خلف كل روائع العالم)، فأعجبتُ بإيمانهم».
ومن ضمن التصريحات الصادمة أيضًا للمخرج الفرنسى اليهودى، قوله إن إسرائيل ألهمته للوصول إلى الإيمان بالله، وتحدث عن النازية والهولوكوست، وعن ذكرياته خلال الحرب العالمية الثانية، حينما غادرت عائلته باريس إلى جنوب فرنسا، قبل أسبوع واحد من الغزو النازى.
وأكد: «كان أبى صاحب متجر، وكان متعصبًا ويقول إن اليهود سيُبادون»، وذلك وفق تصريحات لمجلة «Tribune Juive» الشهرية، ويضيف: «فى كل مرة يطرق أحدهم الباب يخبئنى فى الدولاب، أنا مشوّه نفسيًا، ولإخفائى عن النازيين كان يخبئنى أيضًا مع خادم فى دار سينما محلية، وقضيتُ وقتى فى السينما».
وأضاف: «قلت إنى مسيحى لأهرب من ضابط ألمانى.. طلب منى خلع سروالى، فصليتُ صلاة كاثوليكية، أنقذت حياتى»، مؤكدًا: «تجدد إيمانى عندما أخرجت فيلمًا فى إسرائيل، حيث إنه من المستحيل عدم الإيمان بالله، فقد أحببت أماكن العبادة هناك.. وكل ما يحدث هو الأفضل.. أشعر أحيانًا بأن إلهامى يأتى من السماء.. أعتقد أنه من الرائع أن تكون يهوديًا».
وفى حوار مع «جيروزاليم بوست»، فى ديسمبر ٢٠٠٩، مع المحررة ساندرين بن داوود، قال: «لن تعرف الحياة إذا لم تمر عبر إسرائيل.. لأن هذا البلد يفسر العالم الذى نعيش فيه»، وعندما سألته إذا كان يفضل أن يُخرج فيلمًا عن إسرائيل، قال لها: «لقد كان هناك مشروع فى الخمسينيات، واستقبلنى بن جوريون، وكان لطيفًا جدًا، ولكن المشروع لم يكتمل».
وفى ٢٥ أبريل ٢٠١٧، كان «ليلوش» ضمن المخرجين الفرنسيين اليهود الذين حضروا حدثًا خاصًا بفيلم وثائقى، تحت عنوان «لماذا يكرهوننا؟»، وبالفرنسية «Pourquoi nous détestent-ils?»، وكان الحدث منظمًا فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، للدفاع عن السامية.