رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكفن الأبيض بدلاً من الفستان".. تفاصيل وفاة فتاة خلال جراحة "تكميم معدة"

جريدة الدستور

قبل أيامٍ قليلةٍ على موعدِ عقد قرانها الذي كان مقررًا له ديسمبر القادم، وأثناء تجهيزها لفرحة العمر وارتداء الفستان الأبيض، شاءت الأقدار أن تتنقل الفتاة الشابة "نورهان"، إلى مثواها الأخير مرتدية كفنها الأبيض عوضًا عن فستان الزفاف، إذ لقيت مصرعها داخل إحدى المستشفيات بمنطقة الدقي، خلال إجراء جراحة تكميم المعدة.

تعود المأساة إلى يوم 28 أغسطس من العام الحالي، حين دخلت نورهان. ج، ابنة الـ 22 ربيعًا غرفة العمليات؛ لإجراء عملية جراحية استمرت 4 ساعات، وكان الغرض منها إنقاص وزنها الذي وصل إلى 87 كيلو، والجراحة معروفة باسم "تكميم المعدة"، مقابل 20 ألف جنيه.

في البداية كانت العروس المنتظرة تبحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن طبيب معروف عنه السمعة الطيبة في إجراء تلك العمليات، وتواصلت مع الدكتور "ع. خ"، وذلك في العيادة الخاصة به والكائنة بمنطقة الزمالك، فنصحها بتلك العملية، لكن أخبرها أن العيادة غير مجهزة بغرفة عمليات أو إفاقة، وأكد لها أنه متعاقد مع مستشفى أخرى بالدقي تفي بهذا الغرض.

يروي محمود. ب، خطيب نورهان، أنها ظلت نحو 4 أيام في المستشفى، وصرح الطبيب لها بالخروج والبدء بتناول المشروبات والسوائل، وكان أولها عصير "بطيخ"، وأثناء تغيير ضمادات الجرح فوجئت الأم بتسرُّب العصير خارج الجرح، وتواصل الأهل مع الطبيب، وكان رده أن ذلك لون "البيتادين" الخاص بتطهير الجرو، نافيًا ما يشعرون به من تخوفات.

ويستكمل "محمود" العريس الذي لن يتزوج عروسه أبدًا، قائلًا: في الأيام التالية تطور الأمر للأسوأ، حيث تسرب صديدُ رائحته "نتنة" من الجرح الموجود أسفل القفص الصدري الخاص بدخول كاميرا الجراحة، وقررت الأسرة العودة إلى لمستشفى، ولكن لم يستطع الطبيب التعامل مع المشكلة، وأوصاهم بدخول مستشفى أخرى في أكتوبر متخصصة في جراحات "المناظير"، وعلى الفور أقدم الدكتور "أ. م" على تركيب دعامة طولها 36 سم لتحويل مسار الطعام ونصحها ببدء تناوله، ولكن استمر خروجه عبر الجرح.

ويضيف "محمود"، أن "نورهان" عادت مرة أخرى للطبيب الأول، وبعد افتعال أزمة ومشكلة في إدارة المستشفي الكائن بحي الدقي من الأسرة، استعان المستشفى بجرَّاح آخر، والذي اقترح بدوره عمل درنقتين لتحسين مسار إخراج فضلات الطعام التي بدأت الخروج من الجرح. حتى يوم 25 سبتمبر كانت أجرت 4 عمليات بتخدير كامل، وخلال تلك الأيام اعتمدت على العقاقير المخدرة وخاصة "نالوفين" الذي أصبح غير مجدي لتسكين آلامها.

قضت "نورهان" 48 يومًا من يوم العملية تضرر فيها الكبد والطحال، ووجدت أزمة في التنفس حتى وصلت نسبة الأكسجين في الدم لـ 48 % يوم الوفاة الأحد، 14 أكتوبر الحالي، واستغاثت الأسرة بقسم شرطة الدقي والنيابة التي أجرت تحقيق مع إدارة المستشفى، وتنصلت بدورها من الطبيب، وهم الآن في انتظار تقرير الطب الشرعي لاستئناف الإجراءات القانونية.

تواصلت "الدستور" مع إدارة المستشفى التي أنكرت علاقتها بالطبيب، مؤكدة أنها متعاقدة معه على إجراء عمليات من الخارج فقط، حيث يؤجر غرفة العمليات والإفاقة بالساعة بنسبة من قيمة العملية، وحين تظاهرت الأسرة خارج المستشفى حاولت الإدارة الاتصال بالدكتور "ع. خ" لكنه لم يجيب.

وبالاتصال بعيادته الخاصة، أجابت السكرتيرة أنه لا يأتي، ولا يجيب على هاتفه الشخصي، وعندما أبلغناها أنَّ الاتصال خاص بتلك العملية، أغلقت الهاتف.