رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أثرى يرصد رسائل السلام فى ملتقى "السلام بسانت كاترين"

جريدة الدستور

أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، أن اختيار منطقة الوادي المقدس طوى كملتقى للسلام العالمي، والذي تنطلق فعالياته اليوم، يحمل في طياته رسائل سلام ومحبة تنطلق من تاريخ المنطقة ودورها الحضاري، كملتقى للأديان والثقافات والحضارات عبر العصور.

ورصد ريحان - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - الرسالة الأولى من رسائل السلام، ومفادها أن المنطقة تجسدت فيها روح التسامح والتلاقي بين الأديان، حيث بنى الإمبراطور جستنيان دير سانت كاترين في القرن السادس الميلادي، ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة، وبنى المسلمون في العصر الفاطمي جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان في بوتقة واحدة.

وقال إن الرسالة الثانية تكمن في أن هذه المنطقة هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تجلى فيها الله سبحانه وتعالى مرتين، تجلى فأنار وتجلى فهدم، حيث تجلى فأنار عند شجرة العليقة المقدسة ذات السر الخاص.. مشيرًا إلى أن الرحالة الألمانى ثيتمار الذى زار سيناء عام 1216م، وذكر أن شجرة العليقة الملتهبة أخذت بعيدًا وتم تقسيمها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة، وفشلت محاولات زراعتها في أي مكان في العالم.

وأشار إلى الرسالة الثالثة حيث تجلى الله سبحانه وتعالى في هذه المنطقة فدك الجبل، وهي منطقة الوادي المقدس طوى الحقيقية، ويوجد بها جبل موسى (2242م فوق مستوى سطح البحر)، كما تضم جبل سانت كاترين (2642م فوق مستوى سطح البحر) الذي يوثق للقديسة المصرية كاترين والعثور على رفاتها على قمة هذا الجبل.

وأوضح الدكتور ريحان أن الرسالة الرابعة تتمثل في مكتبة دير سانت كاترين، التي تجسد التسامح في أبلغ صوره من وجود مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)، وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية، كتبها أسبيوس عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها جستنيان إلى الدير عام 560م، ومخطوط الإنجيل السرياني المعروف باسم ( بالمبسست)، وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على جلد غزال ( قيل إنها أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية).

ولفت إلى مخطوط (العهدة النبوية) الموجود بالمكتبة، الذي يؤمن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام المسيحيين على أنفسهم وأموالهم ومقدساتهم ويأمر المسلمين بحمايتهم وحماية مقدساتهم والمساهمة في ترميمها، وعدم استخدام أحجارها في بناء المساجد أو المنازل لإعادة استخدامها في أعمال الترميم، علاوة على منشورات وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين في كل العصور الإسلامية.

كما أكد الدكتور ريحان أن الرسالة الخامسة تجسد التسامح والتلاقي الحضاري على أرض الواقع، حيث كان هناك طريق بري للحج الإسلامي عبر وسط سيناء إلى مكة المكرمة، استمر حتى عام 1885م، وتحول بعدها إلى الطريق البحري، وكان هناك طريق للحج المسيحي عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادي، ويأتي الحجاج من أوروبا عن طريق الإسكندرية ثم نهر النيل ومنه بريًا إلى السويس.

وأضاف أنه في السويس كان يركب الحاج المسلم مع الحاج المسيحى على نفس الباخرة منذ عام 1885م، ليتوجها سويًا إلى ميناء الطور الإسلامى ليزورا الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية..مؤكدًا أن الحجاج المسيحيين تركوا نقوشهم التذكارية على جبل الناقوس بطور سيناء.

وتابع أنه عقب ذلك يتوجه الحجاج سويا إلى منطقة الوادي المقدس طوى عبر وادي حبران، وهو الوادي الذي عبره نبي الله موسى ليتلقى ألواح الشريعة، وفي الوادي المقدس طوى يصعد الحجاج إلى قمة جبل موسى حيث الكنيسة والجامع، ويعودان إلى دير سانت كاترين ليصلي المسيحيون فى كنيسة التجلي، والمسلمون في الجامع الفاطمي منذ عهد الآمر بأحكام الله الفاطمى 500هـ 1106م، موضحًا أن المسلميين نقشوا كذلك ذكرياتهم على محراب الجامع.

وأشار إلى أنه بعد ذلك يستكمل المسيحيون طريقهم للحج إلى القدس ويعود المسلمون إلى ميناء الطور لاستكمال طريقهم إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.