رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاة مارلين.. هوامش بخط يد نجمة الإغراء تشرح طريقة إيمانها باليهودية

جريدة الدستور

رغم مرور عشرات السنين على موتها، تبقى مارلين مونرو، حاضرة بكل وهجها، وكأننا لم نغادر حقبتى الخمسينيات والستينيات، حيث كانت نجمة هوليوود الأولى، وأيقونة الإغراء فى العالم دون مبالغة.
فى حين فتح رحيلها الغامض الباب أمام التكهنات والاحتمالات المتعددة التى تراوحت بين الانتحار والموت نتيجة جرعة زائدة من المهدئات، أو الاغتيال السياسى، لكن بقيت كواليس حياتها الشخصية، مادة خصبة وجاذبة لعشاقها ومحبيها حول العالم.
كيف كانت تُصلّى مارلين مونرو؟.. يبدو أن إجابة هذا السؤال ستكون من نصيب مارلين نفسها، فى شهر نوفمبر المقبل، عندما يتم عرض كتاب عن الصلاة اليهودية، للبيع فى مزاد علنى فى مدينة نيويورك الأمريكية.




دوّنت مارلين عدة شروحات وهوامش بخط يدها على صفحات الكتاب، الذى حصلت عليه على سبيل الهدية من أحد الحاخامات، فى العام ١٩٥٦، عندما تحوّلت إلى اليهودية وتزوجت الكاتب المسرحى آرثر ميلر. ويعود تاريخ إصدار هذه النسخة من الكتاب المعروف باسم «سيدور»، إلى العام ١٩٢٢، ويمكن أن يباع بآلاف الدولارات خلال المزاد العلنى المقرر الشهر المقبل.
ووفق عدة تقارير عالمية منها صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، فإن كتاب الصلاة الذى يحمل شروحات وهوامش دونتها مارلين مونرو، يكشف عن جانب مظلم وغامض من حياة نجمة هوليوود الشهيرة، التى كانت عرضة لكثير من الاتهامات مثل التصنع والتكلف من خلال أدائها فى أفلام السينما الأمريكية، وهى بذلك ترد على منتقديها بأن المرأة الشقراء هى إنسان يستطيع أن يفعل كل ما يفعله الشخص العادى، تغضب وتحزن وتصلى، وتدعو وتتقرب إلى الله.
وكشفت التقارير الصحفية الأمريكية عن أن مارلين قد أدرجت التعليقات التوضيحية على نسختها الخاصة من الكتاب بنفسها، وسجلت التعليمات التى تلقتها -إما من ميلر أو من الحاخام الذى أعطاها الكتاب- واللافت أنها كانت تدون عند بعض الصلوات عبارة «تخطى ذلك»، فيما يبدو أنها محاولة للتخفيف من الشعائر والطقوس.
وسيكون المعرض الذى سيقام فى ١٢ نوفمبر مختلفًا نوعًا ما لأنه سوف يسلط الضوء على جانب لم يتم التطرق إليه من قبل فى حياة مارلين مونرو، هو علاقتها بالله وبالديانات.
وعلى مدار السنوات الماضية بيعت بنود خاصة بمارلين منها الملابس أو المجوهرات، أو أحمر الشفاه، والأحذية، وغيرها من البنود الخاصة بها كأنثى ونجمة للسينما الأمريكية.
وقال جوناثان جرينشتاين، مالك دار مزادات «جى. جرينشتاين وشركاه» التى تدير عملية البيع فى سيدارهورست بنيويورك: «الكتاب والشرح المكتوب بخط يديها يدل على أنها أخذت الأمر على محمل الجد عندما تحولت إلى اليهودية، واهتمت بالصلاة، حتى بعد أن انفصلت عن زوجها آرثر ميلر، اعتبرت نفسها يهودية وظلت يهودية».
ويأتى كتاب الصلاة بغلاف لونه «بيج»، مزين بزخارف دينية، بما فى ذلك نجمة داود، وقرون الكبش، التى تنطلق نغماتها من المعابد اليهودية فى الأعياد، ويحمل شعار المعبد اليهودى فى بروكلين، الذى كان يحضر فيه ميلر زوجها الصلوات، والذى يعد الزوج الثالث لمارلين مونرو. ويمكن أن تتراوح قيمة الكتاب عند عرضه للبيع فى المزاد ما بين ٧ و١٢ ألف دولار، أو أكثر إذا بدأت المزايدة المجنونة عليه.
وعن طريقة وصول الكتاب إلى جرينشتاين مالك دار المزادت، كشفت التقارير عن أن الكتاب وصل له قبل عدة أشهر من أمريكى مقيم فى إسرائيل، كان قد اشتراه من ورثة مونرو فى عام ١٩٩٩، وكانت قد تركت مونرو هذا الكتاب مع شقيقتها فى الولايات المتحدة.
وقال جرينشتاين فى مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: «هذا هو أهم بند يخص أيقونة المشاهير فى هوليوود ذوى الديانة اليهودية»، مضيفًا أن أحد المشترين المحتملين هو عضو فى المركز اليهودى فى بروكلين، حيث كانت تصلى مارلين منرو وميلر بعد زواجهما.
وقال جرينشتاين إن الرجل اتصل به قبل أسبوعين، بعد أن قرأ إعلانًا فى صحيفة لونج آيلاند المحلية، وأخبره بأنه يريد شراء هذا الكتاب ليبقى فى مكتبة وأرشيف المعبد اليهودى.
وأضاف جرينشتاين: «أعتقد أن مارلين مونرو كانت تستخدمه يوميًا، وذلك من خلال الشرح على جانب الصفحات».
ولم يطلب ميلر من مونرو أن تتحول إلى اليهودية، فقد تحولت إليها بمحض إرادتها، وكان هذا اعترافًا من روبرت جولدبيرج، الذى أشرف على تحويل مونرو إلى اليهودية، وأشرف على الزفاف اليهودى للزوجين فى صيف عام ١٩٥٦، بعد عدة أيام من الاحتفال المدنى فى محكمة مقاطعة ويستشستر فى وايت بلينز فى مدينة نيويورك، وحينها حظرت مصر عرض أفلامها. وعلى الرغم من أن الكتاب يكشف عن اهتمام مارلين مونرو فعلًا بالديانة والصلاة، فإن نجمة هوليوود سبق لها أن وصفت نفسها بأنها «ملحدة يهودية»، لكن معظم من عرفوها قالوا عنها: «لم تكن مارلين شخصية مفكرة، لكنها كانت صادقة فى رغبتها فى التعلم».