رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوائل إعلام الأزهر.. من نجومية الشاشة إلى بيع السندوشات

جريدة الدستور

لم ينقضي سوى عامين حتى عاد ثلاثة طلاب إلى مبنى كلية الإعلام بجامعة الأزهر، التي تخرجوا فيها، ليس استكاملًا للدراسة أو رغبة في الحصول على الماجستير، وإنما من أجل العمل في كافتريًا الكلية.

بدأت فكرة خريجو "إعلام الأزهر" باستئجار كل من أحمد نجم، وطارق يوسف، كافتريا الكلية وشرعا في تجهيزها وتهيئتها لاستقبال العام الدراسي الجديد، ثم استعانا بخبرة أحد زملاء دفعتهم الذي يعمل في أحد فنادق القاهرة الشهيرة ليشرف على تجهيز المأكولات، وبعض الشباب من خارج الكلية.

وتخرج أحمد نجم، في كلية الإعلام قسم الصحافة والنشر دفعة 2016|، وعمل خلال أخر عامين من الدراسة والسنة التي سبقت أداء الخدمة العسكرية، بثلاثة صحف ومواقع إخبارية، إلا أن المقابل المادي لم يكن يتجاوز الألف جنيه شهريًا.

ما أن انتهى نجم من أداء خدمته العسكرية، اتجه للعمل في مجال الإخراج التلفزيوني لمدة 6 أشهر ثم التحق بفريق إعداد إحدى البرامج التلفزيونية، وعلى الرغم من ارتفاع الراتب نسبيًا مقارنة بالعمل في الصحافة إلا أنه كان مرهقًا ويتطلب ساعات طويلة يوميًا ولا يتناسب مع الجهد المبذول، ما دفعه لتركه.

ضعف المقابل المادي وكثرة دخلاء المهنة دفع "نجم" للتفكير في تنفيذ مشروع استثماري خاص به، حتى اهتدى إلى تأجير كافتريا كليته التي تخرج فيه وتزويدها بالخدمات التي تلبي احتياجات الطلاب من توفير السندوتشات والوجبات السريعة والمشروبات بأسعار رمزية، فضلًا عن الخدمات الترفيهية كـ "الواي فاي".

وعلى الرغم من تركه الصحافة إلا أن حب المهنة لم يفارقه في تعليقاته على أخبار أصدقائه وزملائه الذين ينشرونها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بإشادة أو تعديل على العنوان أو المتن، مؤكدًا عودته إلى مجاله الأصلي مرة أخرى، لكن ليس كمحرر صغير وإنما منتج أو صاحب جريدة أو موقع إخباري.

ولم يختلف الوضع كثيرًا عن طارق يوسف، الذي قرر خوض التجربة مع رفيق دربه في العودة إلى كليته مرة أخرى بعدما تخرج فيها بترتيب الثامن على قسم الصحافة والنشر، إلا أنه لا يزال يعمل صحفيًا في إحدى الصحف.

فيما عاد أحمد علاء، الثالث على قسم الصحافة والنشر، والثامن على دفعة كلية الإعلام عام2016، إلى كليته ليس كميعدًا أو طالب دراسات عليا، إنما عاد شيفًا مسئولًا عن تحضير المأكولات الشرقية والشعبية بكفاتريا الكلية.

وعلى مدار 10 سنوات كان يعمل علاء في المطاعم والفنادق الكبرى حتى أثنا ء الدراسة، حيث كان يجمع بين الدراسة والعمل في أحد مطاعم حي الدقي، وفي فترة الإجازة كان يجمع ما بين عمله في صحيفة "الوفد" والمطعم.

شرع علاء في دراسة الماجستير بكلية التربية بجامعة عين شمس أثناء تأدية فترة الخدمة العسكرية، وما أن انتهى من أدائها، حاول العودة إلى الصحافة مرة أخرى إلا أن ضعف المقابل المادي دفعه للاستمرار في مجال الطهي بالتوازي مع الدراسات العليا.

ولا تزال فكرة العودة إلى مهنة البحث عن المتاعب تراود أحمد علاء لكنه يؤجلها إلى الفترة التي لا ينتظر فيها مقابلها المادي.