رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملاك.. أشرف مروان (١-٣)


عام ١٩٦٧.‬
‫صيف الحبّ.‬
‫ولكن أتستطيع حقًّا فكرة الحبّ والسّلام‬
‫أن تُحدث تغييرًا‬
‫فى عالم يعيش على شفا الحرب؟‬
‫فى الشّرق الأوسط، يوشك التّوتر‬ ‫الذى
ظلّ مكبوتًا لفترة طويلة على الانفجار.‬
«فبراير ١٩٦٧»‬
‫رئيس «مصر» المحبوب «جمال عبدالناصر»‬
‫جمّع العالم العربى كله كى ينضم إليه‬
‫فى الحرب على «إسرائيل».‬
‫قطع «عبدالناصر» خطوط الشحن
الإسرائيلية‬ ‫عبر مضيق «تيران».‬
«٢٣ مايو ١٩٦٧»‬
‫بدت الحرب محتومة.‬
‫ردّت «إسرائيل» بغارة مفاجئة ومدمّرة.‬
‫وفى غضون ساعات قليلة‬
‫تم تدمير الطائرات المصرية تمامًا.‬
«حرب النكسة»‬
‫رغم أن «سوريا» و«الأردن»‬
‫هبّتا لمساعدة «مصر»‬
‫وفُتحت الحرب من ٣‬‫ ‬‫جبهات..‬
‫إلا أن «إسرائيل» انتصرت فى الحرب
فى ٦ أيام فقط.‬
‫شبه جزيرة «سيناء» وهضبة «الجولان»‬
‫والضّفة الغربيّة..
‫بما فيها شرق «القدس»،‬
‫سقطت فى يد «إسرائيل».‬
‫«١٠ يونيو ١٩٦٧‬
‫(إسرائيل) تستولى على الأرض»‬
‫بينما كانت الدول العربية تخطط‬
‫لاستعادة أراضيها المفقودة‬
‫بعض الجماعات القوميّة الفلسطينيّة‬
‫التى تعيش تحت الحكم الإسرائيلى‬
‫فى الأراضى المُحتلّة‬
‫بدأت تخطّط للثأر.‬
.. وبعد نزول اسم الفيلم (الملاك) وتحته عبارة «مأخوذ من قصّة حقيقيّة»، تبدأ الأحداث من «مطار (روما) الدّولى»‬، فى «٣ سبتمبر ١٩٧٣»‬، وبعد التركيز على عبارة «حقيبة دبلوماسيّة»، على إحدى الحقائب، يدور هذا الحوار بين ضابط وأحد المسافرين:
- ‫ماذا جئت لتفعل فى «روما» يا سيّدى؟‬
- ‫أنا هنا بصفة رسميّة.‬. ‫من فضلك ذكّر هذين السيّدين ‫بأن كلّ هذه حقائب دبلوماسيّة.‬ الطرف الثانى فى الحوار، هو أشرف مروان، الذى كانت حقائبه تحمل أسلحة. ونراه بعدها، وهو يقوم بتسليمها إلى أعضاء فى منظمة «أيلول الأسود» الفلسطينية، لتستخدمها فى إسقاط طائرة تنطلق من روما إلى تل أبيب، ردًا على قيام مقاتلات إسرائيلية، فى وقت سابق، بإسقاط طائرة تجارية ليبية. ومنظمة «أيلول الأسود» أسستها حركة فتح، فى ١٩٧٠، ردًا على ما تعرض له الفلسطينيون على يد القوات الأردنية والإسرائيلية، واتخذت مجموعة قرارات، من بينها اغتيال رئيس الوزراء الأردنى وقتذاك، وصفى التل، فى القاهرة فى ٢٨ نوفمبر ١٩٧١، حيث رأت فيه المنظمة المسئول الأول عن «مذبحة أيلول الأسود». وبين أشهر عمليات تلك المنظمة عملية ميونخ التى أدت إلى مقتل ١١ رياضيًا إسرائيليًا فى دورة أوليمبياد ميونيخ سنة ١٩٧٢. فيلم «الملاك - The Angel» الذى عرضت شبكة «نتفليكس»، فى ١٤ سبتمبر الماضى، من المفترض، كما تقول «التيترات» إنه مأخوذ عن كتاب أورى بار جوزيف «الملاك - الجاسوس الذى أنقذ إسرائيل»، لكنك لو رجعت إلى الكتاب ستجد أن أشرف مروان لم يكن هو الذى سافر مع الحقائب. ستقرأ فى الكتاب: «سافرت منى إلى لندن، بناءً على طلب زوجها، ووافقت على مقابلته فى روما، لم تكن منى تعلم بالخطة ومحتويات الحقائب، وكما هو متوقع، فإن السلطات الإيطالية لم تفتحها. بعد أن رأوا اسم ابنة ناصر على الحقائب، وتم نقل الحقائب مباشرة من الطائرة إلى شاحنة، ثم إلى أكاديمية الفنون المصرية فى روما». وأضاف بار جوزيف أن «مروان قام بالتنسيق مع الموساد والسلطات المحلية لاعتقال مجموعة أيلول الأسود قبل تنفيذ الهجوم، وتم إلقاء القبض على أعضائها الخمسة، وصودرت صواريخهم قبل حدوث أى شىء».
بالفعل تم إلقاء القبض على أعضاء منظمة «أيلول الأسود» الذين شاركوا فى تلك العملية.. وبالفعل كان أشرف مروان هو من أبلغ الموساد بالعملية.. وبالفعل لم يسافر بالأسلحة، بل كانت الحقائب الدبلوماسية، مع زوجته منى عبدالناصر التى لا تعرف شيئًا عنها. غير أن ما لم يذكره الكتاب، ولم يعرضه الفيلم، هو أن تفاصيل تلك العملية بالكامل كانت لدى الرئيس محمد أنور السادات والمخابرات العامة المصرية.. وغدًا نكمل.