"سيماتيك".. آخر "وابور" متجه لسينما الزمن الجميل

فور دخولك المكان تشعر كأنَّ آلة الزمن خطفتك لزمن السينما الجميل، حيث أدواتها وأجهزتها العملاقة ورائحتها العتيقة. هذا هو أول انطباع لك عن مركز "سيماتك" للفيلم البديل بوسط القاهرة، الذي أنشأه تامر سعيد وخالد عبدالله؛ بهدف خلق عالم للسينمائيين ومساحة لمشاهدة الأفلام وفتح نقاشات حولها، ولاستكشاف السينما وتطويرها.
بدأ المشروع عام 2011، وكان عبارة عن جهاز لعرض الأفلام في صالة الشقة، وتنامى المشروع مع الوقت حتى وصل إلي مركز متكامل يحتوي على قاعة عرض، وأرشيف للأفلام والمطبوعات الخاصة بالسينما ومعمل لتحميض الأفلام، وهو الوحيد من نوعه في مصر والشرق الأوسط الذي يوفر معدات التصوير بـ"الخام" ومكتبة في المجال ذاته.
قال ماجد نادر (مخرج) ومدير معمل التحميض بـ"بسيماتك"، إن المركز يقوم بعمل ورش في مختلف فنون السينما لطلاب معاهد السينما والإعلام والراغبين في التعمق في المجال، مضيفًا: "مش بنسمي نفسنا سينما.. احنا مركز فيلم بنقدم ورش وبنقدم مساعدات لصناعة السينما.. كما نوفر الخدمة لوجود أفلام الخام ونتيح إيجار الكاميرات، وإمكانية التحميض في معمل أفلام مقاس 5 و16 مللي ويعتبر هو الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط".
وبخصوص ندرة استخدام الخام في التصوير، أكد "نادر"، أن العمل به لايزال موجودًا ولم ينقرض، وإذا أراد أحد استخدام هذا الوسيط فهو موجود، أما العرض فيكون رقميا (ديجتال)؛ وذلك لعدم توفر آلات عرض خام، ويتم تحويل الخام إلى ديجتال من خلال الماسح الضوئي "scanner" ومن ثم يعطي نتيجة الخام في عرضه.
وتابع: "قمنا أيضا بعمل عروض للأفلام من أنواع مختلفة، حيث يتم طرح جدول شهري بالعروض، ونتيح أيضا عرض الأفلام القصيرة، خصوصًا أفلام الطلبة من خلال إتاحة الفرصة لعرضها ومناقشتها، وطلب الأفلام من معاهد السينما أو الجامعة الأمريكية، ومن نشاهدها ونختيار من بينها ونتيح العروض مجاني، والإقبال جيد على المعروضات بشكل عام، كما نتيح تأجير القاعة لمن يريد عرض فيلمه".