رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ما وراء الكتابة".. كواليس رحلة إبراهيم عبد المجيد مع الإبداع

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد

الكتابة وطقوسها عملية معقدة، فيها ما هو عام وقد تجده عند كل الفنانين، وفيها ما هو خاص بكل فنان على حدة، وكلما زادت مساحة الخصوصية كلما سما الفن المكتوب، واقترب من المعاني الإنسانية العميقة.

وباعتباره واحدًا من أرباب القلم وصنايعية الكتابة، فربما لم يجد افتتاحية لكتابه «ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع»، سوى تلك الكلمات الصادقة التي يرصد فيها ذلك الكاتب المبدع العابر للأجيال، كواليس رحلته الإبداعية وتفاصيل تجربته الإنسانية والعلمية التي سطرها بقلمه وكلماته.

فعندما يأتي ذكر اسم الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، تجد نفسك حينها أمام شريط طويل وكثيف من بحر الإبداع والإمتاع المتواصل دون انقطاع، فعندما كتب «في الصيف السابع والستين»، كان لزامًا عليه أن يخوض لاحقًا في حكايات «ليلة العشق والدم»، وعندما قطع «المسافات» بحثًا عن «الصياد واليمام» في «بيت الياسمين» الكائن في «البلدة الأخرى»، استهوته وأسرت قلبه هناك «قناديل البحر» فأفضي بالكلام لدرجة جعلته يؤكد بأنه «لا أحد ينام في الإسكندرية».

عن كل تلك المعاني والمؤلفات يقدم «عبد المجيد» تفسيره لقارئه عن الدوافع للكتابة عن «ما وراء الكتابة» قائلًا: ما أقصده هو الأسباب التي أدت أو دعت إلى كتابة هذه القصة، أو هذه القصيدة، وكيف كان يكتبها، وما هو المجهود العقلي والعملي، الذي بذله ليصل في النهاية بهذه القصة أو تلك على النحو الذي وصلت به إلينا.

ويضيف عندما بدأت في كتابة رواية «المسافات» عام 1977، اعتبرتها محطة فارقة في حياتي الأدبية، فقبل كتابتها كنت غارقا لشوشتي في العمل مع إحدى الجماعات الماركسية المصرية، والتي تعرفت على أعضائها خلال الدراسة الجامعية عام 1973، لكن ما يميز تلك الفترة هو أنني كنت حينها قد قرأت أمهات الكتب الفلسفية العربية وغيرها.

لذا حينها كنت أبحث عن شرر يشتعل في روحي ويحملني بعيدا عن الولاء الأعمى للفكر الثوري، ويضعني على شاطئ الانتماء للعدالة الإنسانية بأوسع معانيها.

وهكذا يسير الكتاب على تلك الخطي، ينسج إبراهيم عبد المجيد من كل رواية سطرها روايات أخري عايشها بنفسه، لأنَّه دائما كاتب يبحث عن ما وراء الإبداع.