رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية "النوبي السمين ضخم الجثة" مع بغايا ومومسات العشرينيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الكابتن".. زعيم المومسات والبغايا.. شخصية عرفناها في السينما المصرية، وكان أبرزها شخصية الفنان عادل إمام في فيلم "5 باب"، فهو يحمي المومسات ويكرههن على ممارسة الدعارة والرزيلة، لكن في الحقيقة كان هناك شخصية "إبراهيم الغربي" ملك الليل، وإمبراطور المومسات وسيدهن.

مات "الغربي" في 15 أكتوبر 1926، بعد سجنه، وقال حينها "رسل باشا" قائد البوليس في القاهرة: " بموته حرمت البغايا والمومسات من الحماية، وكان عليهن البحث عن حماة آخرين، فهم - رغم وحشيتهم- بدون زعيم، عاجزات".

"الغربي" أتى من "كورسكو" بأسوان، وأصبح هو زعيم "مملكة الليل" منذ أن وطأت قدماه في عام 1896، وحتى رحيله، ولم يكن الأمر غريب عليه فوالده كان تاجرًا للرقيق، والتي حرمت في مصر عام 1870.

وصفه "رسل باشا"، بأنه نوبي سمين ضخم الجثة"، يجلس كل مساء على مقعد خارج أحد منازله بشارع عبدالخالق، وكان يضع ساقًا على ساق مرتديًا ملابس النساء ومنتقبًا بنقاب أبيض، ويده مغطاة بالجواهر ويمدها ليقبلها المعجبين به، أو ليأمر بإشارة منه أحد خدامه.

نفوذ "الغربي" وصل إلى المجتمعات الراقية، والسياسة، وكان شراء وبيع النساء مهنته التي سيطر عليها في "المحروسة" كلها، وكان السعر الذي يحدده لا نقاش فيه.

تعرض "الغربي" للإعتقال مع عدد من المخنثين المنتشرين بحي الأزبكية عام 1916، وأفرج عنه عام 1918، ويقول عنه الباحث عماد هلال: "إن القوادين والبغايا نصبوه سلطانا على عالمهم بعد الإفراج عنه، وألبسوه تاجا ذهبيا مرصعا بالألماس والزمرد والياقوت، وتربع لعى عرش تجارة الدعارة والفسق، وحكم مملكته بدكتاتورية صارمة، وكان يسن قوانينها لخاصة، ويشرف على تنفيذها، ويعاقب على من يخالفها.

جعل "الغربي" من أحد بيوته سجنًا وأحال غرفه إلى زنزانات حقيقية، وكان يحكم في بعض الحالات يإعدام ضحيته فيتم رميها في غرفة تحت الأرض حتى تموت جوعا، واستفحل أمره بعد ذلك بعد الحرب العالمية الأولى، وأصبح له وكلاء في عواصم أوروبا يستورد عن طريقهم البغايا من كل الأجناس، وكان يدعو الأجانب للتسلية ويقيم لهم معرضا للفجور والفحش، يحشر إليه طائفة من الجنسين يفعلون الفاحشة على طرق متنوعة كأقصى ما وصلت إليه الرذائل، وامتد سلطانه فشمل بغايا مصر كلها.

مات "الغربي" وهو يمتلك 54 بيتا في حي باب الشعرية، قيمتها وما تحريه 50 ألف جنيه، و156 سوارا ذهبيا خالصا وزمرد وألماس، عدا تاج كان يلبسه فوق رأسه قيمته ثلاثة آلاف جنيه، وكسوة للتشريفة كان يرتديها في الحفلات الرسمية قيمتها 500 جنيه إلى جانب 10 آلاف جنيه، وذلك حسبما ذكر سعيد الشحات في كتابه "ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر".