رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق عباس حلمى: القوات الجوية قادرة على الوصول لأبعد مدى لمجابهة الأخطار

عباس حلمى
عباس حلمى


قال إن ما تشهده المنطقة العربية من غياب الاستقرار يتطلب يقظة مستمرة

مدارس الطيران المختلفة شهدت بسرعة استيعاب الطيار المصرى كل ما هو جديد من الطائرات الحديثة فى فترة زمنية قياسية

تعدد أنظمة التسليح من مميزات القوات الجوية.. ولا نعتمد على جهة واحدة بل لدينا أسلحة من جميع الطرازات

الوفاء وردّ الجميل عنوان المرحلة الحالية وأنشأنا منظومة خاصة بأسر شهداء ومصابى العمليات الإرهابية


أكد الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، قدرة القوات الجوية على الوصول إلى أبعد مدى لمجابهة ما يهدد أمن ومقدرات الشعب المصرى.
وقال الفريق حلمى، فى حوار مع «الدستور»، بمناسبة العيد السنوى للقوات الجوية «١٤ أكتوبر»، ذكرى «معركة المنصورة»، إن القوات الجوية تتمتع بسجل حافل ومشرف «فى إشارة إلى انتصار أكتوبر ١٩٧٣»، نستمد منه إلهامًا متجددًا يشحذ الهمم والعزائم ويعزز فى القلوب قيم الوطنية والانتماء، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر المجيدة تعد إنجازًا وإعجازًا، ظلت وستظل مبعث فخر واعتزاز، إذ أعادت بفضل من الله وتوفيقه لقواتنا المسلحة وللأمة المصرية والعربية عزتها وكرامتها.
وأضاف أن «ذلك اليوم الذى ظن فيه العدو أن بإمكانه أن يصول ويجول فى سمائنا الغالية، دون أن يجد من يردعه فحدث ما لم يدر بخلده، حيث كان الرد عنيفًا ومزلزلًا ليفقده توازنه وتتحطم آماله، فكانت «معركة المنصورة» التى لقنت العدو أعظم الدروس رغم التفوق النوعى والعددى لطائراته».


■ الضربة الجوية خلال حرب أكتوبر فاقت كل التوقعات وأصابت مطارات ومراكز قيادة العدو بالشلل ومهدت للعبور العظيم.. ماذا عن مرحلة التجهيز والإعداد لتنفيذ الضربة الجوية؟
- لقد بدأ فعليًا الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة بعد انتهاء حرب ١٩٦٧، إذ استوعبت القوات الجوية الدرس، وبدأت التجهيز للحرب من خلال عدة محاور. فكان المحور الأول هو بناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين، فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمى للقوات الجوية لتكون فى صورة ألوية مستقلة، وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة. أما الطيارون فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بانتهاء حرب ١٩٦٧ كانت تفوق أعداد الطائرات، إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين، لذلك تمت زيادة الأعداد بالكلية الجوية، لتفى بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.
أما المحور الثانى فهو تجهيز مسرح العمليات، حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة، وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدةمطار، وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة، كما كان للقوات الجوية دور مهم فى حرب الاستنزاف ساعد فى التجهيز والإعداد العملى الجيد لحرب أكتوبر، ففى يوم ١٠ ديسمبر ١٩٦٩ كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التى توصف بأنها من أحدث الطائرات فى الترسانة الأمريكية، وجرت معركة جوية فى الساعة الحادية عشرة صباحًا فوق منطقة العين السخنة فى خليج السويس، عندما هاجمت ٨ طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية، فتصدت لها على الفور ٨ طائرات مصرية طراز ميج ٢١ وتم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصرى فى منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقى لخليج السويس، فكانت فترة حرب الاستنزاف خير إعداد وتجهيز عملى للطيارين قبل حرب أكتوبر.
■ كان دور القوات الجوية مهما فى حرب أكتوبر المجيدة.. ماذا عن دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟
- خلال حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣، سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من ٢٠٠ طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة، وقد تمت الضربة الجوية فى صمت لا سلكى تام، لتجنب أى عمليات تنصت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصرى، حيث مرت التشكيلات الجوية على ارتفاع منخفض جدًا، وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادى وسائل كشف الدفاع الجوى المعادى، وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر فى رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض، وكان مؤشرًا لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية، فقد عبرت طائراتنا كلها فى وقت واحد، خط القناة حيث تم ضرب مركز القيادة الرئيسى للعدو فى منطقة أم مرجم لمنع سيطرته وعزله عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد على «٩٠٪» حيث تم ضرب «٣» ممرات رئيسية فى «٣» مطارات هى المليز وبيرتمادا ورأس نصرانى بالإضافة إلى «٣» ممرات فرعية فى نفس المطارات وكذا تدمير «١٠» مواقع بطاريات للدفاع الجوى من طراز «هوك» وكذا «٢» موقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية.
وقد استمرت هذه الضربة حوالى «٣٠» دقيقة، ونظرًا لنجاحها فى تنفيذ أكثر من «٩٠٪» من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها.
■ للقوات الجوية تاريخ مجيد من البطولات سطرها رجال القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر.. ما سبب اختيار يوم ١٤ أكتوبر عيدًا للقوات الجوية؟
- خاضت القوات الجوية معاركها فى حرب أكتوبر المجيدة بكل كفاءة واقتدار منذ البداية وحتى النهاية، وتألقت قواتنا الجوية فى يوم ١٤ أكتوبر «معركة المنصورة» فى أداء مهامها بكفاءة عالية شهد بها العدو قبل الصديق، ففى هذا اليوم قام العدو بتنفيذ هجمة جوية على مطارات الدلتا، بغرض التأثير على كفاءتها القتالية ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته بعد الخسائر الهائلة التى تكبدها، تصدت له مقاتلاتنا من قاعدة المنصورة وقاعدة أنشاص، ودارت اشتباكات متواصلة شاركت فيها أكثر من ١٥٠ طائرة من الطرفين أظهر فيها طيارونا مهارات عالية فى القتال الجوى، واستمرت المعركة أكثر من ٥٠ دقيقة وتعد أطول معركة جوية، حيث تم إسقاط ١٨ طائرة للعدو رغم التفوق النوعى والعددى لطائراته، ولم يكن أمام باقى طائرات العدو إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار، كما فعلت ذلك فى باقى أيام الحرب، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية باعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب ٧٣.
■ كفاءة المخطط والطيار المصرى فى حرب أكتوبر أذهلت إسرائيل والعالم.. فماذا يمكن أن نقول الآن عن طيارى قواتنا الجوية؟
- أؤكد أننى فخور وأشيد بقدرة الطيار المصرى فى تنفيذ جميع المهام بكفاءة عالية، كما شهدت مدارس الطيران المختلفة بسرعة استيعاب الطيار المصرى كل ما هو جديد من الطائرات الحديثة فى فترة زمنية قياسية مثل «الرافال والطائرات إف -١٦ بلوك ٥٢» وكذلك الأطقم الفنية، وتقوم قواتنا الجوية بتوفير أحدث الوسائل العلمية، وكل جديد من الأجهزة والإمكانيات فى مجال إعداد الطيارين والأطقم الفنية، بما يرتقى بمستوى القوات الجوية، وشهد العالم للمخطط المصرى بروعة التخطيط فى حرب أكتوبر ٧٣، ولقد أثبت الطيار المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة صلابة معدنه وشدة بأسه فى القتال بمعدلات أداء عالية، بما تيسر له آنذاك من سلاح خاض به معارك البطولة والتضحية والفداء، ويكفى فخرًا أن طيارى اليوم هم تلاميذ طيارى حرب أكتوبر، حيث أثبت الجيل الحالى مهاراتهم فى كل المناسبات التى اشتركت بها القوات الجوية سواء كانت فى عملية «حق الشهيد» بشمال سيناء والعملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» وتأمين الحدود على جميع الاتجاهات لردع عناصر الإرهاب فى تهريب الأسلحة أو التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة أو الشقيقة أو من خلال الاشتراك فى العمليات الفعلية بالمملكة العربية السعودية «عملية إعادة الأمل» التى أبرزت الدقة والكفاءة العالية فى تنفيذ المهام.
■ على ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات القوات الجوية، وما يتطلبه ذلك من قدرات عالية لتحقيق القيادة والسيطرة الحازمة.. كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية؟
- الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها، هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد وإلمام تام بمهامه فى السلم والحرب، ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات. وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات أداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها، وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد البدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات، لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب. وتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المناسبة للعمل فى المجال الفنى، ثم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين، وبعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج، وذلك للإعداد الجيد لجميع عناصر القوات الجوية «طيارين، جويين، مهندسين، فنيين» لتنفيذ المهام القتالية بنجاح.
■ تمتلك قواتنا الجوية منظومة متكاملة ما بين الطائرات الشرقية والغربية والجميع يعرف أن هناك فرقًا فى الإمكانيات والقدرات.. كيف يتم تنظيم عمل الشرقى والغربى لتكوين منظومة جوية متكاملة؟
- يعتبر تعدد أنظمة التسليح من مميزات القوات الجوية، وذلك لعدم الاعتماد على جهة واحدة، وتقوم القوات الجوية بتخطيط التدريب للطرازات المختلفة، حيث يتم وضع البرامج التدريبية لكل طراز طبقًا لإمكانياته وقدراته لتحقيق المستوى المطلوب الوصول إليه، ثم تبدأ مرحلة الدمج والتدريب المشترك الجيد لتوحيد مفاهيم الطيران والاستخدام الأمثل لجميع الأنظمة، وكذلك تبادل جميع العناصر للعمل على جميع الأنظمة «شرقية- غربية» لاكتساب الخبرات وتحقيق الاستفادة من نقاط القوة فى كل طراز، بحيث يتم استخدام كل طراز طبقًا لإمكانياته بالتعاون مع باقى الطرازات الأخرى لتحقيق أعلى معدلات التعاون لتشكيلات القوات الجوية لتنفيذ مهامها بكفاءة عالية، وبمعنى آخر أن تنفيذ مهام القوات الجوية يتم طبقًا لخصائص وإمكانيات وقدرات كل طراز بصرف النظر عن نوع الطائرة.
■ تشارك القوات الجوية أجهزة الدولة فى دعم مسيرة التنمية والمعاونة فى حالات الكوارث.. ما الجهود التى تقوم بها القوات الجوية فى هذا المجال؟
- المهمة الأساسية للقوات الجوية، حماية سماء الوطن والتدريب الجاد والمستمر على كل ما هو ضرورى للحرب، بجانب ذلك تقوم بدور مهم لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى، فلا ننسى أن القوات الجوية برد فعلها السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية تكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى أحداث السيول والزلازل واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر ونقل الجرحى والمصابين وأعمال الإخلاء والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين، وكذلك مكافحة الحرائق بطائرات الهليكوبتر ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن وتبليغ جهات الاختصاص.
كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى مجال الرش الزراعى والبحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى، ومكافحة الزراعات المخدرة، وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية «إدارة مكافحة المخدرات» والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعيةالتخطيط العمرانىالنقل والطرق، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من كوارث طبيعية.
■ فى ظل التهديدات التى تتعرض لها المنطقة بأسرها، ودور مصر الريادى فى إعادة الاستقرار الأمنى للمنطقة، ما الدور الذى تقوم به القوات الجوية فى المرحلة الراهنة؟
- إن ما تشهده المنطقة العربية بأسرها من عدم الاستقرار واختراق جماعات وتنظيمات إرهابية لبعض الدول فرض علينا واقعًا جديدًا يتطلب يقظة مستمرة على مدار الساعة، نظرًا لما تمتلكه القوات الجوية من منظومة متكاملة من الأسلحة والمعدات والضباط والأفراد الذين يسعون دائمًا إلى أن يكونوا على أعلى درجات الاستعداد القتالى، فقد استطعنا أن يكون لنا الدور المؤثر والفعال فى تنفيذ جميع مطالب وأهداف القيادة السياسية فى ظل تنسيق كامل مع أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة.
وخلال الفترة السابقة تمت مداهمة البؤر الإرهابية فى جميع ربوع الوطن بالتعاون مع التشكيلات التعبوية، مع التأمين المستمر للحدود على جميع الاتجاهات، وذلك بتنفيذ طلعات استطلاع ومراقبة أمنية والتعامل الفورى مع المهربين، وأنا أؤكد قدرة القوات الجوية على الوصول إلى أبعد مدى، لمجابهة ما يهدد أمن ومقدرات الشعب المصرى.
■ الحرب على الإرهاب مهمة جديدة أضيفت على عاتق قواتنا الجوية، هل أكسبت هذه المهمة طيارينا خبرة جديدة؟
- ترتب على قيام ثورة «٢٥ يناير» وثورة «٣٠ يونيو» ظهور نوع جديد من الحروب، وهى الحرب غير النظامية التى تقوم بها مجموعات صغيرة غير نظامية ضد جيوش نظامية عكس ما كان معتادًا فى الحروب النظامية التى خاضتها القوات الجوية من قبل مثل حرب أكتوبر المستخدمة فيها الأسلحة التقليدية، والتى تكون بين جيوش نظامية وبعضها، مما أدى لاكتساب الطيارين مهارات ومفاهيم قتالية جديدة للعمل على المهام الإضافية التى أسندت للقوات الجوية، والتى اشتملت على طلعات لتأمين الحدود وإحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات.
كما فرض الوضع الأمنى الداخلى للدولة، قيام القوات الجوية بنقل الأموال وامتحانات الطلاب إلى المحافظات، وذلك لصعوبة تأمينها على الطرق البرية، كما قامت طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.
وفيما يختص بتأثر مستوى الكفاءة القتالية، فرجال القوات الجوية مدربون ومؤهلون للقيام بتلك المهام مع عدم إغفال الاستعداد لتنفيذ باقى المهام، والمحافظة على الاستعداد القتالى والكفاءة القتالية، ففى أثناء تأدية المهام غير النمطية التى تسند إلى القوات الجوية، لم يتوقف التدريب على مهام العمليات والاستمرار فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات وتحت جميع الظروف.
كما ظهر دور القوات الجوية الفعّال فى تأمين المظاهرات السلمية أثناء وبعد ثورة «٣٠ يونيو»، حيث تعددت العمليات الإرهابية وخاصة فى سيناء، وقد قامت القوات الجوية بدور حاسم فى معاونة التشكيلات التعبوية للقضاء على الإرهاب فى جميع ربوع مصر، وقد ظهر دور القوات الجوية جليًا خلال عملية حق الشهيد بشمال سيناء واتضح مدى تأثيرها على سير الأحداث التى تتم بمنطقة العمليات وللقوات الجوية دور فعال فى العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، والمستمرة حتى وقتنا هذا بأداء عالٍ وكفاءة منقطعة النظير يشهد بها العالم كله.
■ ما الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية؟
- الوفاء ورد الجميل هو عنوان المرحلة الحالية للقوات الجوية، وفى طليعة الوفاء هو الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء ومصابى العمليات خاصة ممن ضحوا بأرواحهم فى الفترة الأخيرة خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء ومصابى العمليات، لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
وتقوم القوات الجوية بالتكريم المالى لأسر الشهداء فور حدوث الوفاة، كما تقوم القوات الجوية باستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومصابى العمليات، وكذلك تصديق بالعلاج على نفقة القوات الجوية، لمن ليس لهم حق العلاج «الوالدين، أشقاء الشهيد» بأسرع وقت ممكن مع متابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص باستخراج عضوية دار القوات الجوية لأسر الشهداء ومصابى العمليات على نفقة القوات الجوية، كما تقوم بترشيح بعض أسر الشهداء ومصابى العمليات لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية، وكذلك استخراج خطاب إعفاء من المصروفات المدرسية وبعض الجامعات وتوفير فرص العمل بالتنسيق مع إدارة شئون ضباط القوات المسلحة، ولا تنسى القوات الجوية دعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة، وتكريم أبناء الشهداء ومصابى العمليات المتفوقين دراسيًا، وكذلك تزكية أبناء الشهداء ومصابى العمليات لدخول الكليات العسكرية، ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهداؤنا الأبرار لا يُنسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنون. فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.